الدخيل، حكاية فيلم يحكي برمزية ما فعله الاحتلال الإسرائيلي بدولة فلسطين
فيلم الدخيل، لطالما كانت السينما المصرية زاخرة بالأفلام التي تحكي الوقائع وتستعرض الأحداث التاريخية سواء كان هذا الحكي بصورة مباشرة أو عن طريق الإسقاط والأحداث الرمزية، ويعتبر فيلم الدخيل من أبرز الأعمال الفنية التي قدمت في السينما المصرية وتحمل إسقاطًا على ما وقع في أرض فلسطين من قبل الكيان الصهيوني.
هذا الفيلم الذي تدور أحداثه حول بائع متجول يدعى زكى يدخل بلدة صغيرة ويدعى الإغماء، فيستضيفه العمدة فى بيته لإسعافه، ويطلب زكى أن يستقبل أحدهم ابنته "فتنة" فيستقبلوها فتغوي فتنة ابن العمدة حتى يتمكن الخواجة زكي من شراء بعض عقارات البلدة بالخداع وفي الأخير وبعد اكتشاف النوايا الخبيثة للدخلاء يتحد أهالي القرية والقرى المجاورة للقضاء عليهم، وفى ذلك إسقاط واضح على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث أن الفيلم يقدم بصورة رمزية مبسطة فكرة الخواجه الغريب الذي يستخدم ابنته الجميلة للتحكم فى قرية سعيدة معتمدًا على فكرة فرق تسد، ولكن في الأخير يتحد الجميع في مواجهة هؤلاء الدخلاء.
وفيلم الدخيل إنتاج عام ١٩٦٧ ومن إخراج نور الدمرداش ومن تأليف رمضان خليفة ومن بطولة ليلى فوزي وزيزي البدراوي ومحمود المليجي وصلاح قابيل وحمدي غيث وفاتن الشوباشي.
تفاصيل قصة فيلم الدخيل
تدور قصة فيلم الدخيل حول صابر الذي يجسد شخصيته الفنان الراحل (صلاح قابيل) وهو يعمل مهندسا زراعيا، وله شقيقة تدعى صبرية والتي تجسد شخصيتها الفنانة (فاتن الشوباشي) وتعمل طبيبة، وهما أبناء عمدة القرية الشيخ مبارك (حسن البارودى)، ولقد تقاربا لأهل القرية المقابلة لقريتهم، بأن تقدم صابر لخطبة فاطمة (زيزى البدراوى) إبنة عمدتها الشيخ علوان (إبراهيم عمارة) بينما تمت خطبة الطبيبة صبرية لابنه الكبير عبد العليم (حمدى غيث) الذى لم ينل قسطا من التعليم، وقد وافقت صبرية فقط مضطرة بسبب التقاليد.
كان الخواجة زكى زكى موسى (محمود المليجى) يعمل كتاجر أقمشة، وهو يجوب البلاد ببضاعته على عربة يجرها حمار، وقد سقط مغشيا عليه أمام دار العمدة الشيخ علوان، الذى قام بنقله لداره لإسعافه، وطلب منهم الخواجه استقبال ابنته فتنة (ليلى فوزى) التى ستصل بعد قليل إلى القرية، وحينما يراها عبدالعليم ينبهر بجمالها، وينشغل بها، وينسى خطيبته الدكتورة.
وتمكنت فتنة بدلالها من أسر قلب عبدالعليم، وهو ما دفعه لمنحها ووالدها مخزن القطن بأطراف القرية، فاتخذه الخواجه محلا لبيع بضاعته، بدلا من تنقله بين القرى وذلك حتى يضمن عبد العليم أن تظل فتنة الجميلة الساحرة إلى جواره.
وبالحيلة والدلال، تمكنت فتنة ووالدها من الحصول على مخزن القطن وأفدنة من عبد العليم، ومع مرور الوقت تحول مخزن القطن من بيع الأقمشة الى وكر لتناول الخمور ولعب القمار، وانبهر الفلاحون بسحر فتنة فخسروا الكثير، بينما اشترى الخواجه مزيدا من الأراضى، وأرسل فى استدعاء عشيرته، وطردوا الفلاحين من أراضيهم وقاموا باحتلالها.
لم يستطع عبدالعليم أن يفعل شيئا، بينما فسخت صبرية خطبتها به، وحينما اعترض صابر على وجود الخواجه وعشيرته وبعدما طالب بطردهم، حتى أنه تشاجر مع عبدالعليم، أقدمت فتنة على استئجار من يطلق الرصاص على صابر، ليبدو أن الفاعل عبدالعليم، ولكن صبرية تتمكن من إنقاذ صابر.
لم يتحمل الشيخ علوان مافعله إبنه عبدالعليم فمات، وقامت فتنة بحرق مخازن محاصيل عبدالعليم، ليبدو الفاعل صابر، فقام صراع محتدم بين القريتين، إلى أن يكتشف عبدالعليم الفاعل الذى قامت فتنة باستئجاره فقتله، ثم اكتشف خداع فتنه له فقتلها هي الأخرى، وبينما كان الخواجه زكى يحاول الهرب طارده عبد العليم، وتمكن الخواجة من إطلاق النار على عبدالعليم فقتله، ثم قتل أحد الفلاحين الخواجه زكى، وتمكن أهالى القريتين والقرى المجاورة، من الإغارة على عشيرة الخواجه زكى، وقاتلوهم حتى يستردوا أراضيهم.
الإسقاط على الاحتلال الصهيوني لفلسطين
يتميز فيلم الدخيل بقدرته على تلخيص الصراع العربي الإسرائيلي بالإسقاط والرمزية، ولقد أبدع المخرج نور الدمرداش في توصيل الرسالة العميقة التي يقدمها الفيلم.
ولقد كان الفنان الراحل محمود المليجي رمزًا للصهيونية من خلال شخصية الخواجة الذي ينفذ المثل المصري الشهير “يتمسكن لحد ما يتمكن”، فهو يتمارض حتى يظل في القرية ويستغل ابنته لتنفيذ خطته الشيطانية في الاستيلاء على أراضي أهل القرية بكل مكر، ونجح المليجي في تجسيد الشخصية الخبيثة وعبرت نظراته وحركاته عن هذا الخبث الذي ينتظر فرصة للظهور والانقضاض على الفريسة، كما تألقت الفنانة ليلى فوزي في تقديم شخصية فتنة، التي كان اسمها في حد ذاته يمثل إسقاط، والتي تستغل جمالها لفتنة الرجال لتحقيق أغراض خبيثة تمامًا كوالدها وكأن هذا “السلسال” يتوارث الخبث جيلًا بعد جيل.
وأكثر ما يميز فيلم الدخيل أنه يستعرض قصة واقعية ويبرز الصراع العميق بين العرب وإسرائيل بأسلوب مشوق، فلن يشعر المتابع أنه أمام “نشرة أخبار” أو فيلم سياسي أو وثائقي، كما يحمل الحوار في الفيلم الكثير من الجمل العميقة التي تعكس مدى براعة الكاتب، ولعل أبرزها رد صلاح قابيل على حمدي غيث حينما قال “المعركة خلصت” ليرد ويقول “المعركة مستمرة لكن قربت تنتهي".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.