رئيس التحرير
عصام كامل

يطاردهم الموت والخوف والدمار، كيف قضى القصف الإسرائيلي على حياة الصغار في غزة (صور)

أطفال غزة،فيتو
أطفال غزة،فيتو

ينامون، يأكلون، يلعبون، يذاكرون، هذا حال أطفال العالم إن سألت عنهم، لكنّ أطفال غزة وحدهم الآن يموتون يبكون يقاومون! يصارع أطفال غزة من أجل البقاء على قيد الحياة، تبخّرت أحلامهم، وبدلاً من أن يلعب الطفل، أصبح يحلم كل يوم بكابوس الدمار والقصف والموت، هذا ما يعرفونه الآن.

أطفال غزة

قد ينجو الطفل من القصف، ربما يد إلهية أسعفته فتتعالى ضحكاته وتجلجل، بقدر ما تستطيع الحنجرة الغضباء في عمر لا يتعدى بضع سنوات، أو بقدر ما يتسع الفضاء المتخم لعويل الأمهات الثكالى، وهدير الطائرات الحربية، ودوي الصواريخ الفتاكة وطنين القنابل الحارقة ورائحة الفسفور المشع وضجيج العالم كله فوق قطعة أرض شديدة الضيق أسموها جورًا قطاع غزة.

أطفال غزة 

كان أطفال فلسطين هنا يلعبون ويضحكون قبل لحظة غادرة غاشمة، انقلب فيها الحال وتفرقت أجساد الصغار وتبخرت أرواحهم ودفنوا بين ركام بيتهم المهدم.

مشاهد وصور تفزع العين والقلب لأطفال جل ذنبهم أنهم ولدوا في مساحة من العيش لم يحلّها السلام قط، وقد اكتفينا بالصور التي التقطها المصور الفلسطيني معتز العزايزة  كتوثيق استند إليه هذا التقرير عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال وسكان قطاع غزة، الذي تحول بين عشية وضحاها إلى مقبرة عظيمة لأشلاء وجماجم كل من وطأت قدماه هذا الرحب الحزين من الجغرافيا.

لا تخلو صور الموت في غزة بالطبع من أطفال آخرين أخطأهم القصف أو ربما أجلهم إلي زمن قادم ليذيقهم مرارة اليتم وتأرجح اليقين بموت آبائهم وأمهاتهم ليعرفوا قبلًا وجع الفقد لخسارة أشقائهم ورفاق صباهم.

أطفال غزة


الفاعل هنا ليس مجهولًا إنه إسرائيل الدولة إلتي شردت آباءهم وأجدادهم منذ 75عاما عن ديارهم وظلت تلاحقهم ونسلهم حتى في مخيمات اللجوء بالقصف والقتل العشوائي والمذابح المتكررة وصولا إلى ما يصفه مراقبون بأنها حرب إبادة ضد الورثاء الشرعيين لفكرة أجدادهم القدامي.

أطفال غزة
أطفال غزة

العالم يتغاضى بطرفة عين عن قتل مئات الأطفال كل ذنبهم أنهم ولدوا وعاشوا في زمن الحرب،  لا يرى نزيف دمائهم ولا يسمع أنين حناجرهم والشظايا المتساقطة ما بين ضلوعهم اللينة.

أو ربما أقنعته كذبة وزير دفاع إسرائيل الذي قال عنهم إنهم حيوانات علي هيئة بشر!

أطفال غزة

سيتذكر أطفال فلسطين حيما يكبرون، والعمر لهم والأرض، بأن الغرب بكل ما يدعيه من حضارة تجاهل صراخهم المطلق في فضاء العدم الكئيب مفضلاً إنقاذ مجموعة من حيتان غارقة في القطب الشمالي وإصدار قانون يحرم صيد وحيد القرن في غابات بتسوانا والجبل الأخضر ويخصص ملايين الدولارات لإنقاذ زواحف نادرة من الانقراض عن أن يرفع يداه خجلًا لقانون يمنع تحليق الطيران الحربي فوق رءوس الأطفال.

حسنًا نقل للغرب: إن كان هذا ما يهمكم، ففي غزة قطط وكلاب تقتلها صواريخ الطائرات الحربية، أنقذوها من الدمار، إن كانت جثث الأطفال لا تعني لكم شيئًا. 

الجريدة الرسمية