رئيس التحرير
عصام كامل

طوفان سياسى دماء شهداء غزة تعيد رسم خريطة المنطقة والعالم مراقبون: عملية المقاومة فرضت واقعًا جديدًا فى الشرق الأوسط

طوفان الأقصى، فيتو
طوفان الأقصى، فيتو

طوفان سياسى فى المنطقة والعالم.. ربما يكون هذا الوصف الدقيق لما تشهده الأراضى المحتلة من مواجهات بين جيش غاصب لدولة، وشعب يقاوم للحصول على حقوقه، وهناك قوى غربية داعمة لكيان سلب الأرض والحق فى الحياة، وتصف المدافع عن أرضه بـ«الإرهابي».


صواريخ كتائب القسام التى استفاقت المنطقة والعالم على شرارها المتطاير، فجر السابع من أكتوبر، سلط وهج نيرانها على الضوء على مشهد سياسى جديد يرسم أو بمعنى أدق يعيد صياغة المعادلة برمتها فى الشرق الأوسط، ونبه المتابع الجيد للمتغيرات الدولية الحادثة منذ تفجر الصراع بين روسيا وأوكرانيا، إلى خريطة قوى جديدة أصبحت فاعلة فى مجريات تحركات النخب الحاكمة على كوكب الأرض من مشرقها إلى مغربها. صحيح أن هناك دماء سالت على أرض الجبارين، وسقط أصحاب الحق ما بين شهيد وجريح، رصاص الغدر طال الجميع لم يرحم طفلا أو امرأة أو عجوزا، لم يفرق بين مدنى ومسلح.. لكنها ولكونها دماء طاهرة ذهبت الأرواح إلى خالقها وتركت لشعوبنا مكاسب سياسية تحققت، بعدما انكشفت الوجوه وبدأت عمليات الفرز الأخلاقى بين العدو والحليف.

 

إقليميا، ولعلها من أبرز الأرباح فى فاتورة العدوان الدموى، سدت دماء الشهداء المتجلطة شرايين التطبيع القبيح بين عواصم عربية وتل أبيب، زعمت توقيع معاهدات سلام بدون حروب مذكورة فى التاريخ، بالأمس القريب قاطعوا الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، الذى وقع اتفاقية سلام فرضتها ضرورة حرب 6 أكتوبر 1973، واليوم يجعلونه تميمة ويستشهدون بما فعله لتبرير جرم الارتماء فى أحضان إسرائيل، وهرول الجميع إلى طابور تطبيع مجانى بدون أهداف واضحة، من غير المعلوم إن كانت أهداف “اتفاقات إبراهام” لحماية كراسى العرش أم أنها استكمال لتاريخ التفريط.


عملية الطوفان، خلقت واقعا جديدا وفرضت على الجميع الآن الاختيار بين استكمال العروبة فعلا وليس قولا، أو التبرع بما تبقى من دماء ساخنة فى عروق عربية ولو بالاسم.


ويرى المراقبون للمشهد الإقليمى، أن المتغير الحادث فما بعد طوفان الأقصى، ليس كما قبله، وخلقت معادلة جديدة على أرض الشرق الأوسط، وشيدت حواجز خرسانية عالية سدت أنفاق قنوات التواصل بين العواصم العربية المحتملة أو المرجح انضمامها مستقبلا إلى اتفاقات إبراهام، لتعود المنطقة برمتها إلى المربع صفر فى العلاقات مع الاحتلال، أو على الأقل عدم المجاهرة بأثم العلاقات الملتوية أمام الكاميرات.


السعودية تنهى المحادثات


ومثل القرار السعودى (الحكيم) بتجميد الحوار مع إسرائيل برعاية أمريكية، أبرز مكاسب طوفان الأقصى، فخسارة دولة داعمة للقضية الفلسطينية، تمثل أحد أضلاع مثلث مدافع عن حقوق الفلسطينيين يشمل إلى جانبها (مصر والأردن) يمثل انتكاسة كبيرة فى أى أمل منشود لممارسة ضغوطات حقيقة وملموسة على الولايات المتحدة وإسرائيل.


ويحمل التاريخ العربى، الكثير من مواقف الدعم التى تبنتها الرياض تجاه قضية العرب المركزية، وابتعاده من خلال دغدغة مشاعرها الأمنية باتفاقية دفاع أو الحصول على سلاح نووى لمواجهة إيران، تخلت الرياض عنه أو هكذا نعشم وفق التسريبات التى نقلتها عدة وكالة أجنبية عن دوائر صنع القرار فى المملكة، بإبلاغها الجانب الأمريكى تجميد محادثات التطبيع.


نبذ الخلافات العربية


ضمن فاتورة المكاسب السياسية التى حققتها لأمتنا دماء الشهداء فى فلسطين، نبذ الخلافات العربية وضرورة عودة الروح الغائبة منذ عقود، فلم يعد هناك مساحات فارغة للحديث عن خلافات مع سوريا والرئيس بشار الأسد، أو ترك اليمن رهينة بين صراعات حكم لصالح الشمال أو الجنوب، تجد أطرافا خارجية تغذيه بالسلاح وبيانات التضاد.


المواطن العربى بات ينظر إلى محيطه أجمع، ينتظر صاروخا يخرج من لبنان، بغض النظر عن مطلقه سواء كان الجيش النظامى أو حزب الله، تصريحات زعيم جماعة الحوثيين فى اليمن التى هدد فيها باستهداف مصالح أمريكا وإسرائيل، أثلجت صدور الأمة من الخليج إلى المحيط، الجميع يترقب تصريحا من الرئيس السورى بشار الأسد ضد الاحتلال، حتى السودان الغارق فى صراع عسكرى ينتظر الجميع رد فعله على مشاهد القتل والترويع لشعب عربى شقيق يكافح فقط حاليا من أجل البقاء على قيد الحياة.


إيران دولة جوار


لسنوات طويلة تمكن الموساد الإسرائيلى، ونخبة الحكم فى تل أبيب، فى شيطنة إيران وجعلها العدو الأوحد للعرب، بهدف ضمان أمنها وسط المنطقة بالنفخ فى نار هذه اللعبة، وانتقلت عدوى خطابها المعادى لطهران إلى عواصم عربية مجاورة.


اليوم ومع التصريحات الصادرة من الجانب الإيرانى، والاتهامات الموجهة له دون أدلة على تسليح المقاومة الفلسطينية، برهنت على أن القضية واحدة والعدو واحد، والهدف مشترك مهما كانت الخلافات.


أكذوبة تخويف الشرق الأوسط من النووى الإيرانى، لم تعد تنطلى على عربى عاقل، رأى بأم عينه كيف يقتل شقيقه فى غزة دون رحمة، وتابع التصريحات حول الحرب الدينية التى يخجل الأمريكان حتى ممن أطلقها فيما يتعلق بالدفاع عن اليهود.


الواقع الجديد بات يفرض على الجميع غلق ملف الفتنة المذهبية (الشيعة والسنة) فلم يعد هناك مساحات تسمح بتناوله فى الإعلام أو اللقاءات السياسية، فالكل حاليا يواجه مشروعا صهيونيا زاحفا لم يتوقف عند حد أو يكتفِ بأرض، لو تمكن من تصفية القضية الفلسطينية سواء يزحف على الدول العربية الواحدة تلو الأخرى لابتلاعها، وما نشهدها فى غزة اليوم، سوف نراه فى بيروت ودمشق وبغداد والمنامة.. ألخ، فالدفاع عن فلسطين دفاع عن الدول العربية جميعا. الوحدة العربية باتت واضحة وفرضت نفسها على الأقل شعبيا، لم يعد هناك حديث عن مواطن مسيحى (مارونى أو كاثوليكى) وانتهى الكلام بين العامة عن مسلم (سنى أو شيعى).


تعريف الشباب العربى بالقضية


المكاسب التى تحققت لم تتوقف عند حد أهل السياسية والحكام، بل طالت المجتمعات العربية وخصوصا فئة الشباب، فمنذ حرب أكتوبر خططت تل أبيب، لإقناع الشباب العربى بفكرة التطبيع وخصصت وحدات تابعة للموساد، تشن حروبا سيبرانية لاصطياد هذه الفئة بفخ التطبيع واستغلت أسلحة قذرة فى هذه المعركة لم تخجل من اللجوء إلى الإسرائيليات لاصطياد المراهقين.


لحد كبير، ومع المشكلات السياسية والاجتماعية والصراعات على الحكم، نجحت تل أبيب فى هذه المهمة وتمكنت من اختراق بعض وزارات التعليم فى عدد من الدول العربية، لبث سموم السلام المزعوم فى المناهج الدراسية، بهدف خروج أجيال جديدة متخلية عن فلسطين، ومتقبلة لفكرة التعامل مع الإسرائيليين.


صوت صواريخ المقاومة وما تبعه من أصوات صافرات الإنذار، استنهض هذه الفئة التى وقعت ضحية لعقود طويلة فى أكذوبة السلام مع الكيان المحتل، ونشهد حاليا على المقاهى أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعى حالة غضب عارم ضد ما يحدث لسكان غزة على مرأى ومسمع من العالم الصامت.


تدوينات الشباب والمراهقين انتقلت من مرحلة التقبل للكيان إلى الرفض القاطع لوجوده، زادت معدلات البحث عن تفاصيل احتلال فلسطين وتاريخ الدولة العبرية وجرائمها فى حق الفلسطينيين والأمة العربية، أطفالا فى مرحلة الروضة يفتخرون بالعروض العسكرية المتعلقة، وشاءت الأقدار تزامن الذكرى الـ50 لانتصارات أكتوبر مع حرب الـ7 من نفس الشهر على يد المقاومة الفلسطينية، فى بث روح جديدة وقومية فى النفس العربية.


تبدل الحال على المقاهى فى الشوارع المصرية والعربية، أصبحت القنوات الإخبارية أهم من محطات الأغانى أو الرياضة، الجميع يتابع بنهم، أجيال صغيرة تسأل الكبار عن مجريات أحداث وقعت منذ خمسة عقود، يترقبون الموقف الغربى بسخط ويشعرون بوقوعهم ضحية فى براثن أكذوبة الديمقراطية والحريات، اكتشفوا مع إزالة منشور مناصر للقضية الفلسطينية من على موقع “فيسبوك” بحجم الكذبة التى عاشوها لسنوات منذ احتلال تلك المواقع لعقولهم وتشويه أفكارهم، لدرجة دفعتهم للانفصال عن واقع أمتهم وخلق انتماء جديد لهم فى عالم افتراضى يفرض عليهم أفكاره ويدفعهم للتخلى عن ميراث أجدادهم طواعية.


عودة الملف لمصر


صحيح أن عودة ملف القضية الفلسطينية إلى مصر، لا يعد من باب الأرباح السياسية، فهو واجب مقدس يقع على عاتق القاهرة عمود خيمة الأمة العربية، لكن بدون مواربة سنوات الغيبة المصرية نظرا لما شهدته الدولة المصرية منذ أكثر من عقد، دفع أصحاب النفوس الضعيفة للتداخل فى دورها واستغلال فلسطين كـ«قميص عثمان» فى تبرير الاتفاقات والتفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلى.


القاهرة المقدر لها الدور قبل الدولة، رغم ما تمر به من صعاب على المستوى الاقتصادى، لبت النداء مع اندلاع الأزمة ووقفت منفردة تواجه ما يحاك لفلسطين ولها، لم تنشغل باتفاقية سلام ولوحت بورقة الحرب على لسان رأس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أكد عدم تخلى القاهرة عن فلسطين أو السماح بتصفيتها، وشدد على أن أمن مصر القومى مسئوليته الشخصية.


وهناك فى كواليس أيام العدوان الكثير من الحوارات التى كشرت مصر فيها عن أنيابها مع القوى العظمى، ورفضت الانصياع، واندفعت بكل عزمها إلى المواجهة دون وضع أى نتائج سلبية فى حساباتها المستقبلية.


عندما تحركت مصر وواجهت هذا العدوان الغاشم وأكدت عدم تخليها عن القضية، تحرك الجميع خلفها وانهالت البيانات والمواقف، الشعوب العربية نفسها لمست الفارق وميزت بين التصرفات والبيانات الجادة الحاضرة، والصمت المريب والبيانات التى تفوح منها رائحة التطبيع والتفريط.


سيناء خط أحمر 


أيضا، لم يعد خفيا ما يحاك ضد القاهرة، بالتخطيط المشترك بين المحتل الإسرائيلى وكفيله الأمريكى، لتحويل سيناء - تلك البقعة الغالية - إلى مشروع «الوطن البديل» لتهجير مواطنى غزة إلى سيناء، وتفريغ القطاع من أصحابه، بدأها جنرالات الاحتلال بمطالبة الغزاويين صراحة وبدون مواربة التوجه إلى معبر رفح الحدودى والهرب من جحيم الحرب إلى أرض سيناء.


خطة توطين الفلسطينيين فى سيناء، بهدف تصفية القضية لم تولد من رحم طوفان الأقصى كما يتوهم البعض، لكنها مخطط قديم تعمل على تنفيذه تل أبيب منذ عقود، تجسدت عندما وصف شارون غزة بـ«كرة اللهب» خطط حينها لإلقائها فى يد الجانب المصري، وتبعه نتنياهو بعرض خريطة على السلطات المصرية تحمل ذات المعنى وتصدت مصر حينها للأمر.


اليوم لم يتخل المحتل عن حلمه ووجدها فرصة سانحة لتحقيقها، وأعلنها جنرالات جيشها، وعاونتهم واشنطن بضغوطات مارستها على مصر، تحت مسمى تدشين ممر آمن، بهدف إخراج أصحاب الأرض إلى سيناء، وكانت مصر حاضرة لغلق الباب فى وجه أصحاب المؤامرة، وأعلنت على لسان مصادر رسمية مطلعة رفضها الأمر، وفوتت الفرصة على الجميع قبل اتهامها بعدم إنقاذ أهالى غزة من القصف البربري، اشترطت فتح ممر إنسانى من جانب واحد لإدخال المساعدات والمواد الإغاثية.


وبالرغم من فتح مطار العريش لاستقبال شحنات المساعدات، ناورت أمريكا وإسرائيل من خلال رفض الطلب المصرى وقف العدوان على غزة وتأمين دخول المساعدات، وزاد الاحتلال الضغط على شمال غزة، لم يكتف بتكثيف الضربات لكنه طلب أكثر من 1.2 مليون مدنى أعزل ترك منازلهم فى عملية تهجير قسرى مكشوفة، وبدأت ماكينة الإعلام الأمريكى بترويج مزاعم على لسان مصادر مجهلة حول فتح معبر رفح، بهدف دفع الجميع للهروب متذرعة بالتوافق على إخراج الأجانب من حملة الجنسية الأمريكية وغيرها، ما أحدث بلبلة عند المعبر، ولم تتحدث واشنطن عن شروط مصر المتعلقة بوقف الضربات مقابل السماح بعبور الأجانب، ولم تذكر الولايات المتحدة تراجع إسرائيل عن الاتفاق وإصرارها على المضى قدما فى مخططها.


أيام عصيبة ماضية وقادمة يعيشها المفاوض المصرى من أطراف تحيك مؤامرة، لكن رفضها والتأكيد على سيادة أراضيها والتلويح بتكرار ما فعلته فى 6 أكتوبر قبل خمسة عقود، كان حاضرا على لسان أجهزتها، وتخلى الرئيس السيسى عن دبلوماسيته المعهودة ووجه رسالة حاسمة اتسمت بالدبلوماسية المغلفة بمفرادت عسكرية لوضع الخط الأحمر، وقدرة الدولة على حماية أمنها القومى.


سقوط الهيبة المزعومة


سقوط هيبة إسرائيل المزعومة، تأتى على رأس الطوفان السياسى فى الذى ضرب الإقليم، انكشف مدى ترهل الاحتلال وهشاشة جيشه الذى لا يقهر وفق الروايات الخيالية، سقط مهنيا وأخلاقيا، لم يبدر من كرامات عسكرية أو تكنولوجية اعتاد ترويجها.


بعض المسئولين العرب ممن اعتقدوا أو توهموا، أن شراء ود الكنيست كاف لحماية مقاعدهم، استفاقوا على حقيقة مؤلمة لكيان هش من العيب أن يطلق عليه مسمى دولة، كيان ينخر فيه الفساد على جميع مستويات هرم السلطة، تتحكم فيه أيديولوجية دينية متطرفة رغم حديثه الدائم عن إرهاب العرب والمسلمين.


كيان محتل هش ومفكك أخلاقيا تسيطر عليه العنصرية بين (الأشكيناز والسفارديم) -يهود الشرق ويهود الغرب- قراره مصادَر من قبل الحاخامات ومسح البركات على حائط البراق أو كما يسمونه بـ«حائط المبكي».


تحكمه عقلية سلطوية سعت خلال الفترة الماضية لإلغاء السلطة القضائية، رغبة من رئيس وزراء فاسد قبل هو وزوجته رشاوى مجوهرات وزجاجات كونياك -نتنياهو وسارة- لم يخجل من تشكيل حكومة متطرفة تنتهك الأقصى يوميا، وتمهد لمعركة دينية مزعومة -هرمجدون- مقابل تمرير مخططه الديكتاتورى والانفراد بالسلطة الحاكمة.


كشف وجه أمريكا


من تل أبيب إلى واشنطن الدعم الأساسى، تكبدت الولايات المتحدة أكبر خسائرها فى الطوفان السياسى، كشفت وجهها الحقيقى أمام دول الشرق الأوسط الذى تنظر لها على أنه مجرد بقرة حلوب لملء خزائنها من النفط والذهب وتريليونيات الدولارات من مبيعات السلاح.
كانت رسالتها واضحة للجميع بإرسال حاملة طائراتها الأكبر والأضخم جيراليد فور، إلى شرق المتوسط، والجميع يعلم ويفهم جيدا المقصود، إن المقصود بها الجيوش النظامية، فكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، مواجهتها لا تستدعى إرسال البنتاجون لأكبر حاملة طائرات فى أسطوله البحرى، ثم تلحقها كاملة أيزنهاور، لكن الهدف تثبيط همم جيوس المنطقة العربية أو تهديدها برسالة مبطنة مفادها لن نسمح بالتعدى على الطفل المدلل -إسرائيل- علاوة على تصريحات مستفزة تنم عن نظرة دونية للحلفاء الإقليميين وعدم انشغالها بما يزعجهم من تصريحات الدعم، وإطلاق الأكاذيب على المقاومة لطمسها بالإرهاب، ولن يغفر التاريخ لرئيس الولايات المتحدة أنه اعتمد فى اتهاماته للقسام بقطع الرءوس على فيديوهات مفبركة، لنكتشف بعد سقوط العراق الدليل الدامغ على براءة صدام حسين من امتلاك السلاح النووى الذى بررت به واشنطن تدمير العراق، الفارق أنه مع التطور التنكنولوجى وسرعة تدقيق المعلومات اكتشفنا الكذبة سريعا.


النفس العربية المنكسرة أمام تصريحات الإدارة الأمريكية مقارنة بموقفها من أحداث أوكرانيا، أسقط قناع الزيف من على وجه تلك الإدارة التى تمكنت من تخريب العواصم العربية بحدث إفك عن دعم الديمقراطيات والحقوق، لتتجسد الحقيقة جلية وبكل وضوح بأن الهدف الأساسى من كل ما حدث تمكين إسرائيل.


زيادة نفوذ روسيا والصين


الموقف الصينى والروسى تجاه أحداث غزة، والتعليق الحاسم على تلك الانتهاكات من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والمسئولين فى بكين، عزز من ثقة المنطقة فى الحليف الجديد الذى اختار الانحياز لقضيتهم المركزية وعبر عن إدانته لجرائم محتل مختل يقتل الدواب والبشر.


وبات من المؤكد وفق المعطيات السياسية، أن السنوات المقبلة سوف تشهد مزيدا من توجه العرب شرقا بعد كشف أمريكا ودول أوروبا النزعة الجنونية فى دعم تل أبيب، بذرتهم الخبيثة فى أرض العرب منذ عام 1917 بعدما غرزها بلفور.


على ما يبدو أن فلسطين مثلما هى مهد الحضارات والأنبياء، سوف يكتب من فوق أرضها مهد النظام الدولى الجديد الذى يتحدث عن بوتين، منذ صراع أوكرانيا، وقذائف إسرائيل سوف تقتل مشروع أمريكا العظيم المستمر منذ عقود طويلة، ويمنح صوت صافرات الإنذار المدوية فى غزة الإذن لميلاد النظام العالمى الجديد، فلم يعد هناك من يثق بواشنطن، حتى الغرب المتماهى مع موقفها يرى تخليها عن الجميع مقابل دعم إسرائيل، وفعل معها ما لم يفعله حتى مع أوكرانيا.


الخلاصة


المشهد الإقليمى والدولى بعد طوفان الأقصى، لن يكون مثل الساعة الخامسة فجر الـ7 من أكتوبر 2023، تحالفات مرجح أو هكذا نعشم من المنتظر تشكيلها، وأجيال جديدة بعث داخلها كراهية المحتل الإسرائيلى والانتماء للأرض وتبنى الدفاع عن القضية الفلسطينية التى لم ولن تموت.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية