البيان: تنازلات "الغنوشي" لتجنب تكرار السيناريو المصري في تونس
قالت صحيفة "الخليج "الإماراتية اليوم إن الجماعات التكفيرية بقصد أو من دون قصد تقدم خدمة للكيان الصهيوني من خلال استغلاله لممارساتها في الدول العربية بالشكل الذي يظهر فيه بوجه إنساني وحضاري رغم وجهه العنصري القبيح.
وأضافت أن هذه الممارسات تظهر بشكل واضح في العراق وسوريا ولبنان ودول أخرى تتشكل مجتمعاتها من أطياف مذهبية مختلفة بدأت تشعر بأن وجودها بات مهددا جراء ما تقوم به الجماعات التكفيرية من عمليات تقتيل وتفجير وتهديد، الأمر الذي دعا أعدادا كبيرة لهجرة بلادها وخصوصا من الطوائف المسيحية العربية التي تعرضت للتنكيل من جانب هذه الجماعات التكفيرية وتفجير،وهدم كنائسها.
وقالت الصحيفة:" كأن الكيان الصهيوني كان ينتظر هذه الممارسات ونتائجها ليقدم نفسه منقذا للمسيحيين لكى يظهر أمام العالم بأنه واحة للديمقراطية وحماية حقوق الإنسان لكن هدفه الأساسي البناء على ما أنجزته الجماعات التكفيرية في تمزيق الوحدة الوطنية والقومية بين مختلف الأديان والمذاهب في الوطن العربي.
ومن جانبها، قالت صحيفة " البيان " يبدو من مجريات الأحداث في تونس أن حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد وشركائها في الحكم قد أدركوا خطورة الأوضاع واتجاهها نحو التأزم والاحتقان الذي ينذر بسيناريو لا يحمد عقباه وقد يجر تونس نحو سنوات من العنف والإرهاب.
وتحت عنوان " تونس وتلافي السيناريو المصري " أضافت أن إعلان رئيس الحركة راشد الغنوشي الاستعداد لتقديم مزيد من التنازلات للمعارضة لإنهاء الأزمة السياسية المتصاعدة خاصة مع اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد في السابق فيما لا تزال ملابسات هاتين الجريمتين غامضة.
وأشارت إلى أن حركة النهضة حاولت أن تستبق الأحداث عندما اقترحت تنظيم الاستفتاء للخروج من الأزمة بعد أن أكدت في وقت سابق أنها ترفض حل الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، واعتبرت ذلك "خطا أحمر" غير أن تقديمها عرض الاستفتاء دليل على شعورها بالخطر القادم وأن سيناريو مصري في تونس غير مستبعد، وإن حاولت إخفاء تخوفاتها في العلن.