رئيس التحرير
عصام كامل

عيد بأي حال عدت ياعيد


في حياة الأمم أيام يسعدون بها ويفرحون لها ونحن الآن علي مشارف عيد الفطر المبارك. ومن حقنا أن نفرح إذا كان هناك ما يدعو إلى ذلك ومن حق قلوبنا أن تسعد. ولكل بأي حال نسعد وبأي عيد نفرح . الحاصل أن العين لها أن تدمع وأن القلب له أن يحزن لما آل إليه حال العرب والمسلمين. ونظرة واقعية لما نحياه. عندها سنبكي دماً.

كيف نفرح وإخواننا في فلسطين والعراق يتعرضون للإبادة الجماعية ولا من مجيب. والمؤسف أننا في غفلة . فقد هدمت بيوتهم وشرد أهاليهم وسلبت أرضهم وسفكت دماؤهم ومزقت أشلاؤهم وبيت القصيد أن أكوام الأشلاء وبرك الدماء تجسد الفجيعة وتحكي المأساة وما حدث في تل عفر وغيرها من المدن والقري في البلدين ليس ببعيد. 

والمؤسف أن المسرحية الهزلية المؤلمة مازالت تمارس على خشبة المسرح العالمي في الشيشان وأفغانستان وفلسطين والعراق وفي كثير من بلادنا الإسلامية . ولازال المشاهدون من جميع دول العالم قابعين في مقاعدهم الوثيرة والناعمة منهم من يبارك هذه التصفية بكل ما تحمله الكلمة من مفردات ومعان ومنهم من جلس يبكي ويمسح عينيه بمناديل حريرية. ولكنه مازال قابعاً في مقعده ليشاهد آخر فصول المسرحية ما الذي جري لأمتنا؟ وماالذي دهاها وغير حالها.

فقد ذلت بعد عزة وضعفت بعد قوة والثمرة أننا أصبحنا بلا منافس في ذيل القافلة الإنسانية وكنا من قبل نقود العالم من شرقه وغربه. شماله وجنوبه، ناهيك عن حالة الترهل والتقهقر التي أصابتنا فأصبحنا لا نفرق بين عدونا وحبيبنا. والمؤسف إننا أصبنا بالاضطراب فلم نعد فعلاً نعرف طريقنا الذي يجب أن نسلكه بعد أن كنا دليلاً للحياري واتساءل ومعي سواد الأمة وغالبيتها : أهذه هي الأمة التي وصفها الله بالخيرية ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) أم هذه هي الأمة التي وصفها الله بالوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) الحق أقول أن البون شاسع والفرق كبير بين الأمة التي رعاها الله في قرآنه وبين الأمة التي نراها اليوم . 

حقاً سيكون عيدنا يوم أن نري أمة الإسلام وقد قويت شوكتها وأصبحت كثرة يرتجي خيرها يوم أن يعود المسجد الأقصي إلي ديار المسلمين يوم أن تعود الحقوق المغتصبة يوم أن يحسب لنا عدونا ألف حساب وتكون لنا مكانة في موازين القوي . يوم أن نقول للظالم قف فإن لظلمك نهاية . وما ذلك علي الله ببعيد . وكل عام وأنتم بخير.
الجريدة الرسمية