جريمة حرب تدمر الأخضر واليابس، تحذيرات من التأثيرات الكارثية لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي صحيا وبيئيا وإنسانيا، وتراكم النفايات الطبية الخطر الخفي في غزة
البيئة غير نظيفة، والهواء ملوث، والمياه عادمة، والكهرباء مقطوعة، والخبز غير موجود، هذا هو حال الشعب الفلسطيني في معظم الأيام منذ عشرات السنين، وزاد عليهم في تلك الايام الممارسات الإحتلالية الغاشمة، التي كان لها أشد التأثير على البيئة الفلسطينية في غزة.
المشهد معتم، الكهرباء مقطوعة، والنفايات الطبية الناتجة عن التعامل مع الأعداد الهائلة للمرضى والجرحى منتشرة في الأماكن العامة، والمئات من الأشلاء والضحايا تحت الأنقاض، وهذا يفسر لنا ما اتخذته وزارة البيئة الفلسطينية شعارا دائما لها وهو" نحو بيئة نظيفة من الاحتلال"، ما دام الاحتلال ما زال مستمرا في احتلاله الأرض الفلسطينية
وأكد مدير عام الإدارة العامة للسياسات والتخطيط في سلطة جودة البيئة بفلسطين المهندس زغلول سمحان، في مقابلة له مع شبكة أجيال الإذاعية، إن الوضع البيئي في قطاع غزة جراء العدوان الأخير هو وضع كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لافتا إلى أننا نتابع جميعا حجم الدمار والقصف الهائل والمخيف الذي يسقط على رؤوس الشعب في قطاع غزة، دون أن يفرق بين منشأة وأخرى أو بين شخص وآخر، فينزل القصف علينا كما ينزل المطر.
تأثير أزمة انقطاع المياه والكهرباء على البيئة
وتابع سمحان أن بالإضافة إلى هذا الدمار الهائل بالأسلحة، فهناك ممارسات أخرى بمثل قطع المياه، فالآن لا يدخل إلى قطاع غزة أي لتر من المياه، حتى المياه التي كانت تستخرج من الآبار الجوفية لم يعد من الممكن استخراجها بسبب انقطاع الكهرباء وعدم امداد قطاع غزة بأي لتر من الوقود وبالتالي تعطلت المضخات التي ترفع المياه، وتعطلت محطات تحلية المياه.
وأشار المسؤول بوزارة البيئة الفلسطينية إلى أن انقطاع الكهرباء وعدم وجود وقود تسبب في تعطيل محطات معالجة الصرف الصحي، مما أدى إلى تراكم مياه الصرف الصحي دون معالجة، ما تسبب في تجمع أعداد كبيرة من الحشرات والبعض، وهو ما ينذر بكارثة بيئية عميقة.
تجمع كميات كبيرة من المخلفات الصلبة والطبية في قطاع غزة
وأكد المهندس زغلول سمحان، أن هناك كميات كبيرة من المخلفات الصلبة متراكمة في الشوارع والمنشآت والمساكن، نظرا لتعطل إجراءات جمع النفايات ونقلها ومعالجتها، مما تسبب في انتشار القوارض والروائح الكريهة، والأمراض والأوبئة، ناهيك عن الكميات الضخمة من النفايات الطبية المنتشرة في كل مكان نتيجة علاج المصابين والجرحى ومحاولة اسعافهم، وعدم التمكن من التعامل مع هذه النفايات ومعالجتها.
وعلى جانب آخر أكدت وزارة البيئة الفلسطينية أن ما يحدث في قطاع غزة جريمة حرب تأتي على الأخضر واليابس وتهدد حياة الإنسان الفلسطيني وتدمر البيئة الفلسطينية بكافة عناصرها.
وجاء ذلك في بيان رسمي أصدرته سلطة جودة البيئة في فلسطين انطلاقا من الحق في العيش في بيئة آمنة وصحية ومستدامة، وبناء على ما أقرت به المواثيق والاتفاقيات البيئية الدولية، واستنادا الى المسؤوليات الملقاة على المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية بما فيها البيئية والصحية، ونظرا الى ما يجري من تدمير ممنهج وانتهاكات صارخة بحق قطاع غزة على كافة المستويات وفي جميع القطاعات الحياتية.
وزارة البيئة الفلسطينية
وأشارت وزارة البيئة الفلسطينية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يشن هذه الحرب بلا هوادة وبكل ما أوتي من قوة وصلف، إذ يلقي بالقنابل بكافة أنواعها على المساكن والأبراج السكنية ليدمرها على رؤوس قاطنيها، كما يدمر المنشآت الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية ومرافق البنية التحتية والبيئية والأراضي الزراعية، غير آبه بالتبعات والآثار التي تنجم عن ذلك سواء على الصعيد الصحي أو البيئي أو الإنساني.
وأضافت: “من جانب آخر يقوم الاحتلال الاسرائيلي بتشديد الإغلاق والحصار على قطاع غزة، حيث قام بقطع امدادات الكهرباء والمياه والغذاء عن قطاع غزة كما قام بوقف توريد الوقود الى القطاع مما حال دون إمكانية استمرار عمل المستشفيات في تقديم خدماتها للمواطنين لاسيما في هذا الظرف الصعب الذي ارتقى فيه مئات الشهداء وجرح الالاف من المواطنين”.
كارثة بيئية في قطاع غزة بسبب تراكم المياه العادمة والنفايات
وتابعت وزارة البيئة الفلسطينية أنه أن ذلك حال دون إمكانية تشغيل مضخات مياه الصرف الصحي وتشغيل محطات معالجة المياه العادمة مما ينذر بكارثة بيئية في قطاع غزة بسبب تراكم المياه العادمة وعدم إمكانية تصريفها حسب الأصول، كما حال دون تشغيل نظام إدارة النفايات الصلبة سواء في الجمع او النقل او إدارة المكبات مما سيعمل على تراكم النفايات الصلبة في أماكن تولدها بين المساكن وفي المرافق والمنشآت المختلفة، وكذلك تراكم النفايات الطبية الناتجة عن التعامل مع الاعداد الهائلة من الشهداء والجرحى، الامر الذي سيحول قطاع غزة بأكمله الى مكرهة صحية وبيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
إلى جانب ذلك أشارت وزارة البيئة الفلسطينية أنه سوف تتوقف محطات تحلية المياه عن العمل وبالتوازي مع قطع المياه من طرف الاحتلال الإسرائيلي وتوقف مضخات المياه عن العمل في الابار الجوفية، فإن المواطنين سوف يفقدون كافة المصادر الممكنة للمياه، وهو ما سينجم عنه آثار كارثية بحقهم حيث لن يجدوا مياه للشرب أو لأي احتياج آخر.
حرب إبادة جماعية في قطاع غزة
وطالبت وزارة البيئة الفلسطينية المجتمع الدولي بكل مؤسساته وهيئاته الى الالتفات الى ما يجري من حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، والى القيام بما عليه من مسؤوليات تجاه الشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة من أجل وقف العدوان أولا، ورفع الحصار ثانيا، وترميم ما ينجم عن هذا العدوان من آثار وكوارث بيئية وصحية وإنسانية، وضمان بناء وصيانة وتشغيل المرافق الصحية والبيئية والإنسانية ومرافق البنية التحتية من أجل تفادي التبعات التي قد تنجم عما يحدث الان في قطاع غزة.
وأطلقت وزارة البيئة الفلسطينية استغاثة تناشد فيها الدول العربية والإسلامية بضرورة الوقوف الجاد مع فلسطين وتقديم الدعم اللازم بكافة أشكاله في هذه المحنة التي فاقت التصورات وتجاوزت كافة الحقوق الإنسانية وضربت بعرض الحائط كافة الاتفاقات الدولية البيئية والإنسانية.
وناشدت وزارة البيئة الفلسطينية الدول العربية والإسلامية بضرورة تسليط الضوء على تلك الانتهاكات وفضحها في كافة المحافل الدولية ودفع المنظمات الدولية المختصة بالقيام بواجباتها تجاه شعبنا في قطاع غزة.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.