«ماكين.. المصلحة تحكم».. السيناتور الأمريكي يهاجم الإخوان في 2011 ويصفها بـ«الديكتاتورية».. 2013 يطالب بإطلاق سراح قيادات الجماعة «الشرعية».. عضو الكونجرس يتطاول على المص
في إطار وصلة من «الردح السياسي»، خرج السيناتور الأمريكي جون ماكين عضو الكونجرس الأمريكي، عبر وسائل الإعلام، مهاجما «ثورة 30 يونيو»، واصفا ما حدث فيها بأنه انقلاب، ليثير غضب ملايين المصريين الذين عبروا بإرادتهم عن رغبتهم في عزل مرسي.
«ماكين» لم يكتف بذلك فحسب، بل بدا رافضا لعمليات حبس قيادات إخوانية، زاعمًا أن هذا «حبس سياسي»، رغم نفي الحكومة المصرية ذلك مرارا وتكرارا. ولكن يبدو أن السيناتور الأمريكي «بعبع الكونجرس»، ينسى التاريخ سريعا، وتحديدًا تحذيره في عام 2011 من إشراك جماعة الإخوان في حكومة انتقالية في مصر، بالتزامن مع إعلان الجماعة قبول التفاوض مع الحكومة المصرية آنذاك.
«برلين 2011»
وقال ماكين، في تصريح لمجلة «شبيجل» الألمانية، قبل عامين: «الإخوان جماعة أصولية تسعى بالدرجة الأولى لتطبيق الشريعة وهي غير ديمقراطية، وتحديدًا فيما يتعلق بحقوق المرأة». كما اتهم الجماعة بالتعاون مع منظمات إرهابية، داعيا إلى عدم إشراكها في المسئولية عن الحكومة في مصر.
وأضاف السناتور الجمهوري بالقول: «إشراك الإخوان في حكومة انتقالية سيكون خطأ ذا أبعاد تاريخية»، معبرا عن رضاه عن أداء الرئيس الأمريكي إزاء الأزمة في مصر وقال:«لقد سيطر الرئيس على الأزمة جيدا حتى الآن».
واعتبر ماكين الأزمة الحالية في مصر الأكبر في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية منذ انتهاء الحرب الباردة «غير أن أوباما قد أغفل مدى تشوق الناس في الشرق الأوسط للحرية والديمقراطية، يبدو أنه قد أدرك ذلك الآن، ولكنه احتاج وقتا طويلا من أجل ذلك».
«القاهرة 2013»
تمر الأيام، ويخرج «ماكين»، عضو لجنة الدفاع والقوات المسلحة بالكونجرس الأمريكي، متحدثا في مؤتمر صحفي له أمس الأربعاء بالقاهرة، قائلا، إن «الديمقراطية هي السبيل الوحيد من أجل تحقيق الاستقرار الدائم والنمو الاقتصادي المستدام وعودة الاستثمارات والسياحة في مصر».
وأضاف أن الديمقراطية تعني أكثر من مجرد انتخابات، أنها الحكم بشكل ديمقراطي وعبر عملية سياسية شاملة يشارك فيها كافة المصريين بحرية طالما يقومون بذلك بشكل غير عنيف ويحترمون حقوق الإنسان والحريات الأساسية وأحكام القانون والدستور.
وشدد السيناتور الأمريكي، على أهمية أن تنبذ كافة الأطراف المعنية في مصر العنف، والتعامل مع بعضهم البعض باحترام، وناشد السلطات بإطلاق سراح السجناء السياسيين وإقامة حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف بما في ذلك الإخوان.
وحث «ماكين» الحكومة المؤقتة والقوات المسلحة بالحفاظ على حقوق وحريات كافة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر السلمي، والتأكد من مشاركة كافة أطياف الشعب المصري في تعديل الدستور ووضع جدول زمني واضح لعملية نقل السلطة لحكومة منتخبة، والسماح للجماعات المصرية، ذات المصداقية، والدولية لمراقبة الانتخابات المقبلة.
وقال إن الأحداث التي ستشهدها مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة «حرجة للغاية»، ولها تأثير «حاسم» على مستقبل هذا البلد ومنطقة الشرق الأوسط برمتها، مشيرًا إلى أن مصر تعد قلب وروح العالم العربي وهي كانت دوما قائدا للمنطقة، معربا عن ثقة بلاده بأن مصر مازالت تستطيع أن تكون مثالا للديمقراطية الشاملة التي يمكن أن تلهم المنطقة والعالم، وأكد أن بلاده ستواصل مساندة مصر في كل خطوة.
ووصف جون ماكين عضو لجنة الدفاع والقوات المسلحة بالكونجرس الأمريكي ما حدث في مصر بأنه «انقلاب» حسب قوله، وقال: «نعم لقد قلت في بداية كلامي أنه انقلاب وأنه كان بوضوح انقلاب، ولكننا علينا أن نلتزم بالقوانين الأمريكية.. ونحن نسعى أيضا لبذل جهود لضمان استمرار الدعم ولا نريد أن نأخذ قرارا غير سليم في وقت غير مناسب».