رئيس "المستلزمات الطبية": لا نصنع إلا المستهلكات وحصيلتنا فى صناعة الآلات والأجهزة التعويضية صفر (حوار)
الفترة من 2004 حتى 2010 هى العصر الذهبى للمستلزمات الطبية فى مصر
قطاع المستلزمات الطبية فى الماضى كان أفضل بكثير وبعد 2010 شهدنا تراجعا كبيرا نعانى منه حتى الآن
أسعار المستلزمات الطبية ارتفعت بنسبة 130 % آخر 3 سنوات
كشف د. محمد إسماعيل عبده رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية عن أن مصر لم تصنع من المستلزمات الطبية إلا رباط الشاش والقطن الطبى حتى 1980 واعتبر إن الفترة من 2004 حتى 2010 كانت العصر الذهبى للمستلزمات الطبية فى مصر.
وقال فى حوار لـ "فيتو" إن قطاع المستلزمات الطبية فى الماضى كان أفضل بكثير وبعد 2010 شهدنا تراجعا كبيرا نعانى منه حتى الآن حيث أننا لا نصنع إلا المستهلكات وحصيلتنا فى صناعة الآلات والأجهزة التعويضية صفر
وأشار إلى أن الدولة تتعامل مع واردات المستلزمات الطبية مثل القطاعات الأخرى فى تدبير العملة للإفراج الجمركى عنها، كاشفا عن أن أسعار المستلزمات الطبية ارتفعت بنسبة 130 % آخر 3 سنوات، وإلي تفاصيل الحوار:
*بداية، حدثنا عن تاريخ قطاع المستلزمات الطبية فى مصر؟
مصر حتى عام 1980 لم تتمكن من تصنيع إلا رباط الشاش والقطن الطبى، وبعد ذلك تم افتتاح أول مصنع فى مصر لصناعة السرنجات الطبية عام 1981، وتلك هى البداية للدخول فى صناعة المستلزمات الطبية للسوق المصرى، وبالرغم من الأهمية الكبيرة التى كانت توليها الحكومة فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، إلا أنه لم يتم افتتاح المصانع المتعلقة بالقطاع إلا على مراحل متباعدة، بمعنى افتتاح مصنع كل عامين حتى .2004
فى هذا العام تم إدراج المستلزمات الطبية ضمن القطاعات التى تتمتع بمزايا برنامج تحديث الصناعة، وبرنامج دعم الصادرات والواردات، مما ساعد المصنعين على زيارة المعارض الدولية، بفضل تحمل نفقات الزيارات الخارجية بنسبة 80% من خلال برنامج تحديث الصناعة وقتها، وبالتدريج ازدهر القطاع، وأصبحت الفترة من 2004 حتى 2010 هى العصر الذهبى للمستلزمات الطبية فى مصر.
ومع الدخول فى عام 2011 وثورة يناير وما تبعها من تداعيات، ظهرت العديد من الأزمات المتتالية لقطاعات الصناعة فى مصر، وبدأت صناعة المستلزمات الطبية تتقلص بالتدريج، ومع استقرار الوضع فى مصر بعد عام 2014 تم الانفتاح فى الصناعة عبر إنشاء حوالى 320 مصنعا متخصصا، والتصدير لـ65 دولة حول العالم.
*كيف اختلف قطاع المستلزمات الطبية فى مصر من عام 2000 حتى 2023؟
كانت إمكانات قطاع المستلزمات الطبية فى بداية 2000 ضعيفة، ولا يوجد الحجم الكافى من المصانع التى تسهم فى زيادة حجم الإنتاج، ولكن مع جهود المصنعين واتحاد الصناعات، تمكنا من إدراج القطاع ضمن برنامج تحديث الصناعة، وبرنامج دعم الصادرات فى عام 2004، قدموا العديد من المزايا حتى تساعد المصنعين فى الحصول على علامات الاعتماد الدولية مثل علامة الأيزو.
وبالرغم من أننا فى عام 2023 ، إلا إن الكثير من المصنعين والمستوردين لا يرضيهم الوضع الذى يمر به القطاع الآن، لأنه معروف أن أى قطاع مع التقدم والتطور يحدث طفرة مع مرور السنوات، ولكننى أرى أن قطاع المستلزمات الطبية فى الماضى كان أفضل بكثير، فبعد 2010 شهدنا تراجعا كبيرا نعانى منه حتى الآن، بالرغم من الإمكانات التى فى حالة النظر إليها والتركيز عليها سوف نجنى مليارات الدولارات منها، وليس 300 مليون دولار فقط.
*ما أبرز العقبات التى تواجه قطاع المستلزمات الطبية فى مصر؟
فى الوقت الحالى نواجه الكثير من العقبات، مما جعل شعبة المستلزمات الطبية تقوم بإرسال مذكرة للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، تحتوى على كافة العقبات والمشكلات التى يعانى منها القطاع، والحلول المقترحة للخروج من الأزمة.
وأول العقبات أن الدولة تتعامل مع واردات المستلزمات الطبية، مثل واردات القطاعات الأخرى فى مسألة تدبير العملة للإفراج الجمركى عنها، وبالرغم من الأهمية الكبيرة التى يتمتع بها قطاع المستلزمات الطبية فى المستشفيات ومعالجة المرضى إلا أنه لا يمثل 1% من إجمالى حجم الاستيراد من الخارج، حيث ظهرت هذه الأزمة بشكل كبير بداية من العام الماضى، لعدم توفير البنوك للعملة الصعبة التى تساعد فى الإفراج الجمركى عن السلع المستوردة، ومع المطالبات تمت الموافقة على تدبير العملة لما توليه هذه المستلزمات من أهمية فى القطاع الصحى بمصر.
إضافة لذلك، فقد فوجئنا باتحاد المهن الطبية يطلب من قطاع المستلزمات الطبية عددا من الرسوم تحت بند “الدمغة الضريبية”، وهذا الأمر مخالف للقانون، لأن الاتحاد لديه 4 نقابات طبية، وقطاع المستلزمات غير تابع له، ولكنه يتبع الغرفة التجارية.
*إلى أين وصلت أسعار المستلزمات الطبية فى مصر؟
يتم ربط نسبة ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية فى مصر على حسب أسعار الدولار التى تتواجد فى السوق السوداء وليس السوق الرسمى، وبذلك فإن أسعار المستلزمات الطبية ارتفعت بنسبة 130% خلال 3 سنوات فقط، مقارنة بما كانت عليه فى 2020 وحتى الآن.
*لماذا تركز الدولة على تصنيع المستهلكات الطبية فقط، ولا نقوم بصناعة الآلات والأجهزة التعويضية؟
بالرغم من أن الدولة لديها حوالى 320 مصنعا متخصصا فى المستلزمات الطبية، ولكننا لا نقوم بتصنيع إلا المستهلكات، أما بالنسبة لصناعة الآلات والأجهزة التعويضية فحصيلتنا صفر، وهذا لأن هذه الأنواع تحتاج إلى إمكانات وقدرات لا تمتلكها كل دول العالم، وأقصى ما تقوم به المصانع تجميع القطع المستوردة من الخارج، ولكننا لا نصنعها فى الدولة نظرا لأنها تحتاج إلى وسائل متخصصة لا تمتلكها مصر مقارنة بالدول الأخرى.
*من وجهة نظرك كيف ترى حجم الصادرات المصرية من المستلزمات الطبية خلال الفترة الحالية؟
مصر تقوم بتصدير مستلزمات طبية للخارج بحوالى 320 مليون دولار، وهذا حجم قليل مقارنة بالإمكانات التى تمتلكها الدولة، ولكن فى حالة التوجه لتوطين الصناعات وزيادة حجم الإنتاج فى المستلزمات خلال الفترة المقبلة، من المتوقع أن يحدث طفرة كبيرة فى حجم الإنتاج والصادرات خلال السنوات القادمة.
*كيف يتم تغطية احتياجات المستشفيات الخاصة والتأمين الصحى من المستلزمات الطبية؟
جميع المستشفيات التابعة للحكومة، لا تشترى المستلزمات الطبية الخاصة بها إلا عن طريق هيئة الشراء الموحد، وهذا لأن الهيئة ترسم خريطة خاصة بها لاحتياجات جميع المستشفيات، ومن ثم يتم طرح هذه الاحتياجات فى مناقصة أمام شركات المستلزمات الطبية، وفى حالة استقرار المناقصة على شركة معينة، تقوم الهيئة بإعطاء أوامر توريد للشركة بالاحتياجات الخاصة بكل مستشفى، وبعد ذلك يتم تجميع الفواتير الخاصة بالمستلزمات التى تم إرسالها للمستشفيات، وإعطائها لهيئة الشراء الموحد حتى يتم صرف المبالغ المالية الخاصة بكافة التوريدات.
أما بالنسبة للمستشفيات الخاصة، فإنها مختصة بذاتها، بمعنى أن كل مستشفى لديها شركة محددة تتعامل معها لتوريد احتياجاتها بشكل مستمر، بالإضافة إلى أن هناك بعض المستشفيات الخاصة التى تستورد بنفسها احتياجاتها من الخارج، وبعضها يقوم بالتعاقد مع هيئة الشراء الموحد لتوفير احتياجاته بالأسعار المتفق عليها.
*هل قطاع المستلزمات الطبية من القطاعات السهلة ليتحول المستوردون إلى مصنعين مع توجهات الدولة للتحول للتصنيع؟
نعم، يمكن القول إن التطور المستمر فى القطاع جعل المستلزمات الطبية من القطاعات السهلة ليتحول فيها المستوردون والتجار إلى مصنعين فى ظل التوجهات المستقبلية للحكومة لتوطين الصناعة فى هذا القطاع.
*ما هى آخر المستجدات فى أزمة الإفراجات الجمركية والمستلزمات المتواجدة فى الموانئ؟
ظهرت أزمة المستلزمات الطبية، والإفراجات الجمركية فى شهر يونيو 2022، وبعد المطالبات بأنها سوف تهدد القطاع الصحى فى حالة عدم الإفراج عنها، تم التواصل مع جمال نجم نائب محافظ البنك المركزى، وشرح الأزمة التى قد يتسبب فيها عدم الإفراج عن المستلزمات المستوردة من الخارج، وبالفعل تم الإفراج عن جميع المستلزمات المتوقعة فى الجمارك.
وتوقفت الإفراجات الجمركية مرة أخرى فى شهر يناير 2023 مما نتج عنه انخفاض المستلزمات الموجودة فى الأسواق بشكل كبير، وهذا ما جعلنا نطالب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وبالفعل أعطى تعليمات بالإفراج عن جميع الرسائل المتوقفة فى الموانئ.
*هل دخول مصر فى تجمع البريكس سوف يدعمها فى سوق المستلزمات الطبية؟
دخول مصر فى مجموعة البريكس سوف يدعمها فى كل حاجة، حيث تم اعتماد حصة بقيمة 25 مليار دولار لكل دولة، يتم تقديم هذا المبلغ بالجنيه المصرى، وتحويله إلى العملات الخاصة بدول المجموعة لتسهيل عملية التبادل التجارى بينها بالعملات المحلية، وأما بالنسبة لسوق المستلزمات الطبية سوف يكون له استفادة كبيرة لأننا نستورد بالدولار من هذه الدول بشكل كبير، وفى حالة الاستيراد من هذه الدول بالعملات المحلية سوف ينعكس على الأسعار وتراجعها خلال الفترة المقبلة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".