الحكاية الكاملة لجريمة قتل الطفل وديع الفيومي، شيع جثمانه في مشهد مهيب، قال لأمه لا تخافي، طعن 26 طعنة ولم يصرخ
الطفل وديع الفيومي، شيع جثمانه في جنازة مهيبة، حضرها العديد من الأمريكيين وأبناء الجالية الفلسطينية والإسلامية في ولاية إلينوي الأمريكية، حالة من الوجوم والحزن الشديد بدت على الوجوه، أما الدموع فكانت أصدق تعبير على ألم فراق الطفل الوديع، الذي رحل في عمر الزهور دون أن تلوثه الأحداث.
وداع الطفل الفلسطيني وديع في مشهد مهيب
كان وداع الطفل وديع الفيومي مهيب، فقد شيع جثمانه من مسجد الجامع في شيكاغو، حيث يقيم أبناء الجالية العربية، أما جنازته فكانت رسمية وشعبية، وحضر جنازته مسئولون وممثلون رسميون وممثلون عن المؤسسة الإسلامية في شيكاغو.
أصر والد وديع، الفلسطيني عدي الفيومي، على توديع طفله بكلمات مؤثرة، ورفض الحديث في جنازته إلا أن يتحدث باللغة العربية، موجهًا رسالته للشعب الفلسطيني قائلًا: "ابني شهيد، أهديه لفلسطين ولأهل غزة، وأتمنى أن يتقبلوه مني، وأتمنى أن تكون وفاة ابني سببًا في وضع حل لهذا الصراع".
لم تكن تتخيل عائلة الطفل وديع الفيومي أن يتم قتله بالشكل الوحشي، الذي تعرض له الطفل، 26 طعنه أجهزت على جسدت نحيل، فقد كان الطفل وديعًا حقًا في ملامحه وأفعاله، محبوبًا من كل أصدقاءه ومعلميه في مدرسته في بلدة بلينفيلد، جنوب غربي مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي الأمريكية.
حكاية طعن الطفل وديع الفيومي
حكاية الطفل وديع الفيومي بدأت في منزل يملكه أمريكي مسن يدعى جوزيف تشوبا، 71 عامًا، عائلة وديع فلسطينية مسلمة، أما مالك المنزل الذي يقطنونه فهو أمريكي يهودي، كانت العلاقة بين أسرة وديع وتشوبا جيدة، لم تكن هناك أي مشاكل بين عائلة وديع وتشوبا، فقبل أسبوعين من قتل تشوبا للطفل وديع، حضر تشوبا عيد ميلاد وديع، و"كان ودودًا مع كل أفراد الأسرة،وخاصة الطفل وديع، فكان تشوبا يعامل وديع مثل حفيده، جلب لها هدايا وألعاب"، هكذا وصفت والدة وديع، حنان شاهين، علاقة تشوبا مع أسرتها.
لم يكن وديع تشغله أحوال الكبار، فكل ما يهمه اللعب وحب أهله ومعلميه، بل وكل جيرانه، ولم يكن وديع يعرف الحقد والمشاكل التي تشغل بال الكبار.
يوم الجريمة البشعة لقتل الطفل الفلسطيني في أمريكا
في يوم الحادث قام جوزيف تشوبا بطرق باب منزل أسرة وديع، الذي يؤجره لهم، ففتحت له الأم، حاول تشوبا خنقها وكان يردد "أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا، لكنه لم يتمكن من ذلك، فجرى على المطبخ ليحضر سكينا.
عندما رأى الطفل وديع الفيومي العجوز تشوبا جرى عليه، حاول احتضانه، لكن حقد تشوبا كان أقوى من طاقة الحب في قلب وديع، فطعن المسن الطفل الوديع 26 طعنه، صدمة وديع الفيومي ألجمته، فلم يصرخ، وحاول يطمئن والدته قائلًا: "أنا بخير يا أمي"، لكن جسده الصغير لم يتحمل فسقط صريعًا، بينما سدد جوزيف تشوبا للأم عدة طعنات أخرى.
الحزن الشديد يخيم على والد الطفل وديع
حالة الحزن الشديدة، التي خيمت على عدي الفيومي، والد الطفل وديع، دفعته للتحدث إلى وسائل الإعلام، ليكشف حقيقة ما جرى لطفله وديع الفيومي، وبكلمات مؤثرة أخذ عدي يسرد تفاصيل الحادث المروع الذي وقع لأسرته وهز ولاية إلينوي، وأسفر عن مقتل ابنه الطفل وديع وإصابة زوجته بطعنات، بسبب ما وصفه بـ "جريمة الكراهية في أمريكا".
قال عدي الفيومي إن ابنه وديع، يبلغ من العمر 6 سنوات، وأن مالك المنزل الذي تسكنه الأسرة يدعى جوزيف تشوبا، 71 عامًا، قام بطعن نجله 26 طعنة".
وديع ملاك صغير على هيئة إنسان
كانت الصدمة تسيطر على والد الطفل وديع عدي الفيومي، قائلًا: "كان ابني ملاكا صغيرا على هيئة إنسان"، صدمة عدي جعلته لا يصدق ما حدث لأسرته، حيث قال: "حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أصدق كيف حدث هذا زوجتي وابني يعرفونه، وكانت تربطهما علاقة جيدة"، بحسب صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية.
وأخذ عدي يردد قائلًا: "من الصعب أن أتخيل أن هذا الرجل كان يحمل سكينًا لطعن ابني، بينما كان الأخير يركض لمعانقته".
كان تشوبا يعامل وديع مثل حفيده "وبذل قصارى جهده لبناء كوخ صغير لوديع، وساعدهم في بناء مكان للعب".
الغريب أن "وديع لم يصرخ أبدًا أثناء طعنه، بل كانت كلماته الأخيرة لأمه: أنا بخير!" حسبما ذكر والد وديع للصحيفة الأمريكية.
مزاعم بايدن السبب وراء الجريمة البشعة
كان السبب وراء الجريمة البشعة، التي ارتكبها جوزيف تشوبا في حق الطفل الفلسطيني الصغير وديع الفيومي، هي التحريض على الكراهية، والتي بدأها الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما ادعى "أن المقاومة الفلسطينية قتلت أطفالًا رضعا، بل قطعت رءوسهم، واغتصب عناصرها النساء".
أشعلت وسائل الإعلام الغربية حالة الاحتقان داخل الرأي العام العالمي، وخاصة في المجتمع الأمريكي والغرب، فأخذت تطلق الشائعات على قتل المقاومة الفلسطينية للأطفال الإسرائيليين، عند اقتحام منطقة مستوطنات غلاف غزة.
كانت الادعاءات التي أطلقتها وسائل الإعلام الغربية، وروج لها الرئيس الأمريكي جو بايدن بمثابة نار الكراهية، التي اشتعلت في قلب العجوز الأمريكي اليهودي جوزيف تشوبا، واتخذ قراره بقتل العائلة الفلسطينية، ولم يجد أمامه سوى وديع ووالدته، فارتكب جريمته البشعة، وأزهق روح الطفل الوديع.
كذبة قطع رءوس أطفال إسرائيل
الكذبة وقعت فيها صحف ومواقع أمريكية وبريطانية وعالمية، وخاصة بعد ترديد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي صرح بأنه "رأى بأم عينه صورًا لأطفال صغار إسرائيليين مقطوعي الرأس"، ليتأكد بعد ذلك أن الكذبة روجها مستوطن إسرائيلي متطرف.
وفور التأكد من كذب الادعاء، تراجع البيت الأبيض عما زعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن رؤيته صور أطفال إسرائيليين "قُطعت رؤوسهم على يد حماس".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، قوله: "هذه التصريحات كانت مبنية على "مزاعم" مسئولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية"، ليؤكد المسؤول أن بايدن والمسؤولين الأمريكيين "لم يروا هذه الصور، ولم يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس تقف خلف هذه المزاعم".
البيت الأبيض ينفي مزاعم بايدن
وبرغم النفي الذي جاء من قبل المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، لكن جريمة الكراهية كانت قد اختمرت في ذهن جوزيف تشوبا، الذي قرر أن يرتكب جريمته البشعة في حق الطفل الفلسطيني الصغير وديع الفيومي.
وقامت السلطات الأمريكية بالقبض على جوزيف تشوبا، ووجهت له تهمة القتل من الدرجة الأولى، إلى جانب تهمة محاولة قتل من الدرجة الأولى، وتهمتين تتعلقان بجريمة الكراهية وجريمة ضرب شخص آخر بشدة بسلاح قاتل، حسبما أكد مكتب رئيس شرطة بولاية إلينوي.
وقال المكتب إن "تشوبا" لم يدل بأي تصريحات حول دوافع الجريمة للشرطة، لكن المحققين أكدوا أن الضحيتين "استُهدفا من جانب المشتبه به لأنهما يعتنقان الديانة الإسلامية وبسبب الحرب بين حماس والإسرائيليين".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل بايدن إنهما "شعرا بالصدمة" بسبب الهجوم وقدما تعازيهما للعائلة، بحسب بيان أصدره البيت الأبيض.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
