المنافس العبقري، حكايات يوسف وهبي والريحاني في شارع عماد الدين
يوسف وهبي، تحل اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر الجاري، ذكرى رحيل أحد عمالقة الفن المصري ورواده، صاحب مدرسة فنية مميزة، الفنان الكبير يوسف وهبي، والذي كتب اسمه بأحرف من نور في تاريخ وذاكرة المسرح والسينما بالقرن العشرين.
فرقة مسرح رمسيس
وتعد الانطلاقة الحقيقة ليوسف وهبي في عالم الفن عندما أسس فرقة رمسيس المسرحية مع عدد من الممثلين الكبار مثل عزيز عيد ومختار عثمان وحسين رياض، وزينب صدقي، وأمينة رزق، فاطمة رشدي، وعلوية جميل، وافتتح مسرح رمسيس في مارس 1923.
وبدأت الفرقة بمسرحية المجنون باكورة أعمالها المسرحية حيث عُرضت على مسرح راديو عام 1923، وقدمت بعد ذلك عددًا كبيرًا من العروض وصل إلى أكثر من 300 من المسرحيات المؤلفة والمقتبسة باللغة العربية أو بلغات أخرى منها الفرنسية، ونقلت العديد من مسرحيات الفرقة إلى السينما بعدها.
منافسة على خشبة أبو الفنون
غير أن منافسة فنية من نوع آخر خاضها يوسف وهبي بفرقته مع نجيب الريحاني، حيث كان مسرح الفنانين يقع بشارع عماد الدين، والذي كان شاهدا على ليالي الفن وجمهور المسرحيين، حيث اختلف وهبى والريحاني في نوعية العروض التي تقدمها فرقتهما مما أضفى على المنافسة بريقا مختلفا.
الريحاني ويوسف وهبي
وتشير الكاتبة راوية راشد في كتابها "يوسف وهبي.. سنوات المجد والدموع" إلى حكايات الفنان يوسف وهبي مع الفنان نجيب الريحاني، وذلك حينما تصدرا المشهد الفني في مصر خلال فترة الثلاثينيات في حالة أشبه بالتنافس بين الصديقين من خلال مسرحي "الريحاني" و"رمسيس" بشارع عماد الدين وقتها بوسط القاهرة.
وتقول راوية راشد في كتابها: "كان الريحاني رجلا بسيطا عكس يوسف وهبي الذي كان يعشق المظاهر ويعتبر أنها جزء لا يتجزأ من قيمته الفنية، فقد كان يتباهى بامتلاك أحدث وأغلى السيارات، ويسكن في أغلى الأماكن السكنية بالزمالك، ويقيم الحفلات التي يحضرها أهل الفن والتي كانت تستمر حتى الصباح، بينما الريحاني كان أشبه بالموظف الذي يداوم على عمله ويعود إلى منزله ليرتاح".
علاقة ود رغم الشائعات
وتتابع راوية راشد في كتابها عن علاقة النجمين ببعضهما قائلة: "كانت العلاقة بين الريحاني ويوسف وهبي بها من الود ما لم تستطع الصحافة أن تفسده باعتبارهما نجمين كبيرين في الثلاثينيات، وكان الريحاني يتندر على ما تنشره الصحف ويقول (مش لاقيين حاجة يقولوها غير إن أنا وأنت بنضحك على الناس ونخليهم يعيطوا وناخد فلوسهم)".
ليالي السهر في شارع عماد الدين
وتضيف مؤلفة الكتاب: "كان يوسف وهبي يحب لعب البلياردو ودائما ما كان يدعو الريحاني للعب معه في صالة للألعاب بعماد الدين اسمها (ميانو) وعندما افتتح يوسف وهبي موسمه الثالث بمسرحية (غادة الكاميليا) وحازت على إقبال جماهيري كبير انسحب الجمهور من مسرح الريحاني وتكالب على مسرح رمسيس وكان الريحاني كلما قابل يوسف وهبي يقول له (أنا ياخي في عرضك، بطل تقدم روايات كلها حب وغرام، عايزين ناكل عيش)".
العبقري الذي يسخر من كل شيء
كان يوسف وهبي يعلم جيدا أهمية نجيب الريحاني، وكان يصفه بالعبقري الذي يسخر من كل شيء حتى نفسه فيبكينا ويكشف ببساطة عيوبنا.
العملاقان يوسف وهبي ونجيب الريحاني
وتتابع راوية راشد في كتابها: "عندما هاجم النقاد مسرح رمسيس واتهموا يوسف وهبي بالمغالاة في تقديم الفواجع وقارنوه بنجيب الريحاني الذي لا يبتز مشاعر الجمهور، قال يوسف وهبي: (مهمتي أصعب فأنا أكشف النوايا والعيوب النفسية".
"وفي الحقيقة كان كل من الريحاني ووهبي عملاقين، كل في مجاله، وكان لكل منهما مدرسته الخاصة التي تخرج فيها العديد من الفنانين الذين أثروا حياتنا الفنية على مدى قرن من الزمان".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.