50 عاما على انتصارات أكتوبر.. البطل أحمد الدفتار يروى قصة 100 يوم فى الأسر: الإسرائيليون عاملونا فى المعتقل بقسوة وأذاقونا أشد أنواع العذاب (حوار)
لا يزال نصر أكتوبر يضيف للمصريين حكايات تكشف معدن هذا الشعب، وبمناسبة الذكرى 50 على انتصارات أكتوبر كان لـ«فيتو» هذا الحوار مع أحد وحوش الصاعقة، البطل المقاتل أحمد الدفتار أحد أبطال الكتيبة 153 زميل البطل سيد زكريا خليل، والشاهد على استشهاده وسألناه مباشرة:
اروِ لنا كيف التحقت بالقوات المسلحة لتصبح أحد مقاتليها؟
بعد نكسة 5 يونيو 67 كنت فى الصف الثانى الثانوى وتركته مثل كل الشباب وقتها وطلبت التطوع فى منظمة سيناء، ولكن قالوا لى لا يوجد تطوع لمنظمات، فبادرت بالتطوع داخل صفوف الجيش المصرى، وتم قبولى فى 6 نوفمبر عام 68، وكان نصيبى الالتحاق بسلاح الصاعقة، وكان يقوم على تدريبنا شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وحصلت على كل فرق القوات الخاصة، وأصبحت أحد مقاتلى الكتيبة 153 صاعقة صواريخ جراد ثم شاركت فى تدريبات كتائب حربية، منها كتيبة صاعقة 165 صاعقة - 128 تحت قيادة الرائد كمال عطية، والرائد إبراهيم عبد التواب، ثم كتيبة 153 تحت قيادة الرائد محمود ذكى عيسى.
ماذا عن أهم العمليات التى شاركت فيها؟
تم تكليفنا بالقيام بعملية فى شهر أبريل 73 خلف الخطوط بمنطقة جبل الجلالة، وفشلت بسبب إفشاء تفاصيلها من جانب المقدم فاروق الفقى، الجاسوس الذى تم القبض عليه فيما بعد، وقام العدو بنصب كمين لنا وعندما عدنا من المهمة عرفنا أنه تم القبض على جاسوسة أخرى وهى هبه سليم، ثم عدنا إلى مقر الكتيبة بالعامرية حتى 26 سبتمبر 73.
وانتقلنا بعد ذلك إلى منطقة البحر الأحمر فى أول يوم من شهر رمضان وكونا مجموعتى صاعقة عددها ٢٥ فردا من كل التخصصات، وأخذنا راحة من السفر حتى 3 أكتوبر، ثم كلفنا بمهمة خلف الخطوط وميعادها من 5 أكتوبر.
هل كنت مع الشهيد سيد زكريا قبل استشهاده؟
نعم سيد زكريا كان زميلا وصديقا فهو أساسا من الأقصر، وكان إنسانا متدينا ومحترما جدا دمه حامى زى كل الصعايدة، وكان فى اشتباكات بمعسكر على حدود سيناء واستشهد منا 17 وأصبحنا 8 أفراد مشردين بدون أكل أو شرب أو ذخيرة 8 أيام كاملة.
وعند حلول الظلام، وبينما نستعد للانطلاق لأرض المهمة، ظهر بدويان وأخبرا النقيب غازى أن الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق، ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلى منطقة المهمة بأرض الملعب، واحتمينا بأحد التلال، وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم، فتسلل 4 أفراد (أنا، وسيد زكريا، وعبد العاطى، ومحمد بيكار) إلى بئر قريب للحصول على الماء وفوجئنا بوجود 7 دبابات إسرائيلية.
عدنا لإبلاغ قائد المهمة بإعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس، وبالفعل تم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها، منهم أنا وسيد زكريا، وعند الوصول للبئر وجدنا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر حتى تقطع الإمداد عن أى قوات مصرية.
وفى طريق العودة لاحظنا وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها، فاشتبكت أنا وسيد زكريا وزميل آخر من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة، وقضينا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات على الفارين منها.
وفى هذه المعركة تم قتل 12 إسرائيليا، وكنا فرحين جدا بهذا الصيد الثمين، ولكننا كنا نهرول من المكان لأن الإسرائيليين سينتقمون لقتلاهم.
ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها المتفق عليها من القيادة، غير أننا فوجئنا بطائرتين هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أى مصرى للانتقام منه، ثم انضمت إليهما طائرتان أخريان، وسمعنا صوتا عاليا من إحدى الطائرات يطلب من القائد غازى تسليم نفسه هو ورجاله.
ماذا فعلت المجموعة الصغيرة مع هذه القوة الكبيرة؟
وقام العدو بإرسال الطائرات وعدد من جنود المظلات لمحاولة تطويق الموقع، وقام الجندى حسن السداوى بإطلاق قذيفة (آر. بى. جي) على إحدى الطائرات فأصيبت، وهرع الإسرائيليون منها فى محاولة للنجاة، حيث تلقفهم سيد زكريا برشاشه، وتمكن وحده من قتل 22 جنديا.
قام العدو باستدعاء طائرات جديدة ومائة جندى اشتبكنا معهم، وفى هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفى الدين غازى بعد رفضه الاستسلام، ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع أفراد الوحدة واحدا تلو الآخر، ولم يبق غيرى أنا وسيد فى مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائة، حيث نفدت ذخيرتنا، ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندى إسرائيلى خلف البطل وأفرغ فى جسده خزانة كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور ويسيل دمه الذكى على رمال سيناء الطاهرة.
بالنسبة لى التف حولى أكثر 50 فردا إسرائيليا، من الساعة 12 بعد الظهر حتى الساعة 8، وأصبت، وخلعوا ملابسى وقيدونى بالحبال ووضعونى فى الطائرة إلى معتقل عتليد فى حيفا بين تعذيب وضرب، وكانوا يعاملون الكوماندوز المصريين معاملة سيئة جدًا وغير آدمية، ومازلت حتى الآن لا أنسى طاقمى الذى استشهد أمامى، وكان الطاقم مكونا من ٦ أفراد هم: حسن الشهاوى، ونشأت محمد من شبين الكوم، ومحمد طه فى الفيوم، وحسن السيداوى وخليل سعيد من الوادى الجديد.
وبعد الحرب.. هل خرجت من الخدمة أم أكملت؟
بعد الحرب انتقلت إلى الخدمة فى الصاعقة، وشاركت فى العديد من العمليات أهمها عملية درنكة مع الرائد وقتها أحمد رجائى عطية، ثم خرجت على المعاش بعد إتمامى ٥٠ عاما، والحمد لله راضٍ عن كل عمل قمت به من أجل تحرير أرضنا الطاهرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.