وثيقة سرية حذرت من الانفجار.. الصحف العبرية تشن عملية «طوفان الحبر» على أعضاء حكومة نتنياهو
«مهما حدث فى هذه الجولة من الحرب بين إسرائيل وغزة فقد خسرنا بالفعل».. العنوان السابق صاغه الكاتب الإسرائيلى حاييم ليفينسون، فى مقال له بصحيفة «هآرتس» العبرية لخص فيه ما جرى يوم 7 أكتوبر، وحمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسئولية الكاملة عما حدث، معتبرا أن جرعة الرصاص حصاد لممارسات حكمه على مدار 14 عاما.
وحتى مثول «فيتو» للطبع لم تتوقف مقالات المتخصصين فى إسرائيل، عن قصف طلقات الحبر على رأس نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة التى تسببت فى وصول الأوضاع إلى المحك، وذهب بعضهم إلى ما هو أبعد محذرا من تفكك الدولة وتحولها إلى أرض كهنوت للحاخامات.
رأس الضيف
فى البداية الكاتب الإسرائيلى، حاييم ليفينسون، الذى يعد واحدا من أهم العقول الثقافية فى الاحتلال الإسرائيلى، شرح ما لم يجر على ألسنة قادة السياسة وجنرالات الحرب، مستبعدا أن ترد أي عملية عسكرية الاعتبار، وليس لها معنى سوى تلميع وجه نتنياهو أمام المواطن الإسرائيلى.
على صعيد الخطوات المستقبلية، يرى ليفينسون أن: كل ما تفعله تل أبيب من الآن وخلال الفترة المقبلة بلا معنى حتى لو حصلت على رأس قائد كتائب القسام، محمد الضيف فلن يكون لذلك أي معنى، إذ إن الخسارة اكتملت مع الصفعة الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى، وكل ما يأتى بعد ذلك مجرد هراء.
الوضعية اليائسة لوضع إسرائيل، تعود إلى 14 عاما مضت من حكم نتنياهو، حكم الإدمان على الكذب، ما نتج عنه شيئا فشيئا نمو طفرات تهدد وجودنا هنا.
إسرائيل تمر اليوم بنقطة تحول من خلال أحد سيناريوهين حددهما الكاتب الإسرائيلى البارز، السيناريو المتفائل منهم هو طرد المجموعة الفاشلة من القادة لصالح أشخاص موهوبين ومؤهلين يمكنهم إعادة البلاد إلى العمل، أما السيناريو المتشائم فستستغل الفصائل الفلسطينية فى الحكومة الأزمة الجديدة لتحديد الأعداء والخونة المسئولين عن الكارثة.
كارثة على إسرائيل
الكاتب آلون بنكاس، يرى من نفس المنظور، أن هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، كان بمنزلة كارثة على إسرائيل تتجاوز كل المقاييس، الدولة بقيادة نتنياهو فشلت وفشل جيشها بشكل مذهل فى حماية مواطنيها وحتى قواعدها العسكرية.
حماس ومصر
ويرى أن هناك تداعيات عسكرية ودبلوماسية وإقليمية وسياسية لهذه العملية، فالنموذج الإسرائيلى الحالى فى التعامل مع غزة أمنيا وسياسيا، وفى التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل عام انهار تماما، وفضلا عن فشل أجهزة الاستخبارات على المستوى التكتيكى والعملياتى.
وحذر بنكاس من أن ما يروج له نتنياهو منذ القدم بأنه سيقضى على حركة حماس وقدراتها العسكرية لن يكون سهلا، مشيرا إلى تسريب وثيقة أعدتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية فى أعقاب عملية «الجرف الصامد» عام 2014، وأكدت فيها لنتنياهو أن القضاء على حماس يتطلب 5 سنوات من الحرب والكثير من التضحيات، بما فى ذلك تهديد اتفاقية السلام مع مصر.
سيناريو تفكيك إسرائيل
أيضًا الكاتب الإسرائيلى، ليئور أكرمان، وهو باحث كبير فى معهد السياسة والاستراتيجية فى جامعة رايخمان، لم يكن قلمه هادئا تجاه نتنياهو وحكومته ووضع شرحا للأزمة القائمة، ورصد 4 سيناريوهات مستقبلية، وقال فى مقال بصحيفة «معاريف»: إنّ الأزمة التى تشهدها إسرائيل، ربما تؤدى فى نهاية المطاف إلى وصفه بـ«خراب صيغتها الحالية»، وقد تفرض على الإسرائيليين اختيار واحد من 4 خيارات سيئة.. بعدما وقعت تل أبيب فى أشد أزمة منذ قيامها قبل عقود.
الحديث لم يعد عن سجال سياسى أو عن صراعات ائتلاف ومعارضة، وفق ما الباحث الإسرائيلى، بل أصبح الحديث عن أزمة اجتماعية ومدنية عميقة تعمق شروخًا قائمة أصلًا فى الشعب، وتزيد من حالة الاستقطاب والكراهية، وتعزز القبلية على حساب الوحدة وتماسك المجتمع.
وتطرق إلى التعديلات القضائية التى باتت مهددا داخليا تفجرت على إثرها التظاهرات، ووصفها بأنها «عملية انقلاب» خصبة الأرض لأزمة دستورية كاملة مع تحقق المواجهة بين المحكمة العليا وحكومة نتنياهو، وبين رؤساء المنظمات الأمنية والوزارات والقيادة المنتخبة، ما سيفاقم الوضع ويذهب به إلى الهوة، وقد يصل إلى حد انفجار، وربما حرب أهلية داخلية
الباحث الإسرائيلى، رأى فى شرحه للأوضاع التى أدت لهزيمة ساحقة فى عملية طوفان الأقصى، أن من ضمن أسبابها أعضاء الحكومة المتطرفين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وياريف لفين وسيمحا روتمان وبعض أعضاء الأحزاب الحريدية، والذين يحملون «رؤية تفكيك دولة إسرائيل الحديثة»، والتفكيك الكامل للسلطة الفلسطينية القائمة الممثلة فى الرئيس محمود عباس، وإلغاء مكانة مواطنيها، وهم معنيون بإقامة مملكة يهودا التوراتية الدينية الخلاصية التى تعترف بقوانين الشريعة وبتفوق العنصر اليهودى على العربى.
ليئور أكرمان تابع فى التشريح الحالى للمجتمع الإسرائيلى، على إثر الواقع القائم طارحًا 4 خيارات وصفها بالسيئة قد تؤدى إلى خراب إسرائيل ونسيج الحياة فيها، الخيار الأول: عدم فعل شيء واللامبالاة، ومواصلة الاحتجاج، والأمل بأن شيئًا ما سيتغير، وربما سقوط الحكومة أو وقف الخطوات التى تقودها.
الخيار الثانى من وجهة نظر أكرمان يشبه الأول، أي أنه مع حالة من غياب اللامبالاة المدنية، ومزيد من تدخل جهات متطرفة وعنيفة تتبنى إبادة العرب وتفكيك الدولة، ما يدفع إلى موجة من الاحتجاجات الشعبية فى أنحاء البلد، وتزايد الشروخ وتطرف الخطاب على شبكات مواقع التواصل الاجتماعى، وتزايد السجال الذى يتسع عن مكانة الجيش الإسرائيلى ووقف التطوع الذى يلحق الضرر بقدرته العسكرية، ما قد يوصل تل أبيب فى نهاية المسار إلى عتبة حرب أهلية حقيقية.
الخيار الثالث، والذى وصفه بالباحث الإسرائيلى بأنه غير واقعى، هو «تفكك إسرائيل إلى ممالك مختلفة».. صحيح أنه خيار أو سيناريو غير قابل للتحقق، كما ذكر، لم يستبعد حدوث جزء منه عبر مغادرة جزء واسع من الإسرائيليين إلى دول غربية، وهؤلاء هم من الجزء النخبوى والممول والمتمكن علميًا وماديًا، ويبقى فى إسرائيل الذين لا يستطيعون الرحيل والأكثر تدينًا، لتبقى الأرض مجرد أرض كهنوت.
الباحث الإسرائيلى أوضح فى سياق الخيارات التى وضعها، أن الخيار الرابع وهو الأقرب وفق رؤيته ويتمثل فى ثورة أو انقلاب مدنى أو عسكرى، أو مواجهة مباشرة بين منظمات الأمن فى إسرائيل، وعلى رأسها الجيش مع السلطة الحكامة ورئيسها نتنياهو.. وصف ذلك الأمر حال تحقيقه بأنه «الأسوأ لكل الإسرائيليين» فمن شأنه تفكيك الدولة، وتعزيز القبلية والمعسكرات، وسينتج عنه فوضى عارمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.