رئيس التحرير
عصام كامل

منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. مصورو «غزة» يروون لـ"فيتو" ما وراء الكادر

طوفان غزة،فيتو
طوفان غزة،فيتو

«الموت.. حدث استثنائي»، لكن حين نكون في فلسطين، وتحديدًا: غزة، الضفة الغربية، نابلس، فإننا أمام مشهد مأساوي متكرر، فالبيوت معظمها تجرعت مرارته، وبكت فقدان أحبابها وساكنيها، إن لم تكن الجدران نفسها تهدّمت، على يد عدو لا يفرق بين كبير وصغير، لا يعرف سوى الدمار، ومن ينجو من الرصاص تطارده قوات الاحتلال الإسرائيلي من أجل تنفيذ سيناريو التهجير، لكن الفلسطينيين وعوا الدرس جيدًا، يعلمون أن أرضهم شرفهم رافضين الخروج منها، ومضحين بدمائهم ليحافظوا عليها.

أتت عملية «طوفان الأقصى»، لتكشف زيف «التأمين الإسرائيلي»، وتضرب تحصينات «تل أبيب» في مقتل، وتفضح أكاذيب «جنرالات الحرب» الذين يخططون الآن لـ«إبادة كل ما هو فلسطيني»، لكن رغم الحرب بالأسلحة، كان هناك سلاح من نوع آخر، يرصد ويكشف ويوثق انتهاكات العدو الإسرائيلي، سلاح يملكه صحفيو فلسطين هو “الكاميرا”، التي يدافعون عنها بحياتهم، فأصحاب الكادر دخلوا مرمى النيران، وأصبحوا أهدافًا للعدو، الذي لا يريد لهم أن يوثقوا الدمار الذي تقف وراءه أيادٍ خبيثة مخربة، لا تريد أن يرى العالم جرم ما يفعلون في فلسطين.

«أصحاب الكادر» منهم من  قضى نحبه ومنهم من ينتظر ممسكًا بالكاميرا موثقًا لحظات رحيل أحبائه، يدركون أن دورهم سيأتي، لكنهم غير آبهين بذلك، يتحدثون لفيتو عن لحظات النصر والألم والفقد، ويكشفون جانبًا مظلمًا خلف الكادر.


«نعيش لحظات رعب منذ بداية قصف غزة»، كلمات نطق بها المصور الصحفي الفلسطيني، سامي السلطان، في بداية حديثه لـ «فيتو»، مضيفًا أن أصعب ما يتعرضون له، وفاة زملائهم أمام أعينهم فجأة بسبب طلقة غدر، أو سقوط صاروخ من الجيش الإسرائيلي.


«غزة تعيش حالة كارثية»، هكذا وصف «سلمان» ما يحدث في «غزة» بعدما انقطعت جميع الخدمات التى تساعد علي توصيل رسالتهم الصحفية للعالم، من أجل كشف الأفعال الدامية من الكيان الصهيوني قائلًا: «لا أحد يستطيع أن يصف ما نعيش فيه الأن، أهلنا يموتون أمام أعيننا، وأطفالنا تسقطهم الصواريخ دون رحمة، لا نريد بيت نسكن فيه بدلًا من منازلنا التى دمرت، كل ما نريده أن نعيش في سلام وأمان».


المصور الفلسطيني، تحدث عن واحد من المواقف اللحظية التى يتعرض لها، وقال: «للأسف اليوم أحد أقاربي كان في المكان الذي أسكن فيه، وأبلغني بقصف منزلي ومنازل الجيران جميعها، ولا أستطيع الوصول الى بيتي من كثر القصف والخطر الكبير».


عائلة «سلمان» حاضرة دائمًا في ذهنه، ولهذا يداوم على الاطمئنان على أفرادها بين الحين والآخر، «كل شويه بتصل بجميع أفراد عائلتي وبطمن عليهم وبنودع بعض بالدعوات وبنوصي بعض، وكان آخر حديث معهم بعد قصف منزلنا، وتابعت معهم حتي الخروج لمكان أمن في غزة، ولإسف لا يوجد أي مكان أمن حولنا، لأن الصف مستمر ولم يتوقف نهائيًا».

أحمد حسب الله، مصور وكالة جيتي ايمديج  الأمريكية، هو الآخر كان له نصيب من «قلق الحرب»، حيث قال: دائمًا نبلغ أسرتنا بأنهم لا يحزنون في حالة علمهم بوفاتنا الحقيقية نعيش أصعب مراحل في حياتنا، وننطق الشهادة في الدقيقة مرات ومرات، ولم يكن لدينا منزل أو مؤي، منزلي تم قصفه منذ يومين، وأسرتي تحاول النجاة، ولم أتواصل معهم منذ أيام، وآخر مرة تحدثت معهم قولت لهم ما نقوم به هو رسالة سنقف بها أمام الله».

«حسب الله»، أكد أنه لم يجد كهرباء لشحن معدات التصوير، أو هاتفه المحمول، للتواصل مع مكتب التصوير، «تركنا المكتب المخصص لنا في غزة منذ ساعات، وبعد الابتعاد عنه بنصف ساعة تم قصفه، وتدمر كل شيء ولكن أكرمنا الله بالنجاه، هنا كل إنسان يعلم أنه ميت في أى لحظة».


وروى واحدًا من أصعب المشاهد التي واجهها خلال الأيام الماضية، قائلًا: «عندما نظرت لطفلة تمسك يد أمها ووالدها لمتوفين داخل أحد المستشفيات، والتحديد مشاهد الأطفال الكارثية، التى لا تمكن أن توصفها مشاهد الفيديو أو مجرد إلتقاط صورة، نحن نعاني معاناة لم نراها من قبل».


مصور وكالة جيتي الأمريكية، شدد على أن «منع الكهرباء وخدمات الإنترنت أمر قاتل للمصورين الصحفيين، وهو مخطط لعمل إبادة جماعية، وعدم رصدها للعالم أجمع من أجل التأكيد علي ما تقوم به اسرائيل تجاه الفلسطينين في غزة».


بدوره، قال المصور الصحفي الفلسطيني، محمود عجور: «جميع المصورين الصحفيين، يعملون دون خوف علي حياتهم، وهدفهم الوحيد، هو توصيل الرسالة للعالم، بما يحدث من تهجير وتطهير عرقي، لكن كل هذه الأمور، باءت بالفشل، بعدما تم قطع خدمات الإنترنت والكهرباء».


«عجور»، طالب بتوفير أقل الحقوق الإنسانية، وهي الإنترنت والكهرباء لممارسة جميع الصحفيين والمراسلين لدي القنوات الفضائية حقوقهم المشروعة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية