دعوات لإنقاذ الكائنات الحية من تأثير النفايات البلاستيكية.. نفوق 100 ألف من الثدييات والسلاحف ومليون طائر بحري سنويًا
تواجه الأنظمة البيئية سواء كانت التربة، أو المياه، أو الهواء أضرارا وخسائر كثيرة بسبب تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة، فهذا النوع من النفايات لا يتحلل إلاّ بعد مرور آلاف السنين، مما يسبب أضرارًا كارثية على البيئة والغلاف الجوي وصحة البشر والحيوانات والنباتات.
تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة البحرية
وكشفت الدراسات الحديثة أن التلوث البلاستيكي موجود فى 100% من السلاحف البحرية، و59% من الحيتان، و36% من الفقمة، و40% من أنواع الطيور البحرية، وما يقدر بنحو 100 ألف من الثدييات والسلاحف البحرية ومليون طائر بحري تقتل بسبب التلوث البلاستيكي البحرى سنويًا.
وبين تقرير علمي نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي أن عددًا كبيرًا من الحيوانات يعانون من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامهم الغذائي، والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه. ووفقًا للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99 في المائة من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبًا إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050. واعتمد الباحثون في تقييمهم على دراسات كانت قد نُشرت مابين 1962 و2012 وشملت 186 نوعًا من الطيور، وذكر التقرير أيضًا أن ثلثي الطيور البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنبًا إلى جنب مع الغذاء،
ومن أجل وقف تلوث المحيطات، ينصح خبراء البيئة باتباع استراتيجية للوقاية من النفايات تتمثل في خفض نسبة القمامة البلاستيكية بشكل كبير جدًا. كذلك يجب العمل على إعادة تدوير أكياس البلاستيك اللينة التي تستخدم في الأسواق التجارية وتملأ شوارع ومقالب القمامة. كما أن مبادرة فرز القمامة في كيسين منفصلين، أولهما للقمامة العضوية والثاني للأشياء التي يمكن إعادة تدويرها مثل البلاستيك والورق المقوى، تبقى المبادرة الأكثر رفقًا بالصحة والبيئة وبالطيور البحرية.
ونظرا لخطورة المخلفات البلاستيكية على الصحة تحاول غالبية دول العالم تخفيض إنتاجها من المواد البلاستيكية.
ومن الدوافع إلى هذا التوجه التبعات الكارثية للتلوث على كوكب الأرض الذي يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة تهدد الكائنات الحية وحياة البشر.
التلوث البلاستيكي أخطر أنواع التلوث
وأكد الدكتور أيمن حمادة وكيل وزارة البيئة ورئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي أن التلوث بشكل عام أحد خمسة مهددات رئيسية على فقد التنوع البيولوجي وأخطر أنواع التلوث هو البلاستيكى، فالبلاستيك يحتاج إلى مئات السنين ليتحلل فى الأرض ربما تزيد على ٤٠٠ سنة، وعندما يتحلل يتحول لمواد سامة تؤثر على الكائنات الدقيقة الموجودة فى التربة وبالتالى تؤثر على سلامة وصحة التربة، ويسمى ذلك «التأثير على التنوع البيولوجى للتربة»، هذا فى حالة دفنه فى التربة، أما عن مدى تأثيره على المحيطات والبحار فبسبب حركة الهواء وخفة بعض المواد البلاستيكية كزجاجات المياه المعدنية والأكياس البلاستيكية، فمصير ثلثى حجم البلاستيك الذى ينتجه العالم إلى المحيطات، فهل يتخيل البشر حجم التلوث الذى يسبب نفوق أكثر من 265 نوعا من أنواع الكائنات البحرية والطيور نتيجة ابتلاعه منتجات البلاستيك الطافية على سطح الماء؟، ويؤثر التلوث البلاستيكى أيضا على الحيوانات البرية والتى تتعرض للتسمم والموت نتيجة اضطرابات فى الجهاز الهضمى بعد تناوله، فضلا عن أن البلاستيك يتسبب فى تشويه المنظر الجمالى للبيئة.
وأضاف الدكتور أيمن حمادة، أن وزارة البيئة تسير على خطى سريعة لحل مشكلة التلوث البلاستيكى فجهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة معنى بتنظيم استخدامات هذه المخلفات، وتم وضع إطار عمل قانونى ومؤسسى للإدارة المتكاملة للتعامل مع المخلفات الصلبة بعد صدور اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم إدارة المخلفات، ولابد من الوعى بفائدة المخلفات ومراعاة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فالحفاظ على البيئة أصبح أمرا ملحا لأنه يعنى الحفاظ على بقاء اﻹنسان على سطح كوكب اﻷرض.
ووفقا لتقرير المنبر الحكومى الدولى المعنى بالتنوع البيولوجى، فإنه لو لم يتم تغيير أنماط عاداتنا واستهلاكنا وإستراتيجيتنا فى التعامل مع البيئة فلن يعيش اﻹنسان أكثر من ١٠٠سنة مقبلة، وأشار التقرير إلى أنه فى خلال العقود القليلة المقبلة سيتم فقد مليون نوع من الكائنات الحية أى بنسبة ٢٥% من اﻷنواع المعروفة لدى العلماء، وأن ٦٥% من اليابسة تأثرت بشكل ملحوظ بسبب اﻷنشطة البشرية غير المستدامة، فضلا عن تأثر ٧٦% من مساحة البحار والمحيطات، وأصبحت معدلات الفقد فى القرن الـ ٢١ تبلغ ١٠٠٠ ضعف أى معدلات سابقة فى تاريخ الفقد البيولوجى فى التاريخ البشرى المعروف، ورغم كل اﻷرقام المفزعة التى وردت فى التقرير، فإننا نستطيع إنقاذ اﻷرض لو اتحد العالم واتحدت كل فئات المجتمع لأنها مسئولية كل فرد سواء من المجتمع المدنى أو القطاع الخاص والمجتمع المحلى، وهناك أيضا مسئولية مجتمعية على الشباب والمرأة حتى وإن كانت المشاركة ستقتصر على رفع الوعى وتغيير أنماط الاستهلاك.
البيئة تبدأ خطوات الحد من استخدام البلاستيك
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن قانون المخلفات رقم 202 لسنة 2020، بشأن تنظيم إدارة المخلفات، بمثابة حجر أساس للتعامل مع المخلفات بكافة أنواعها، من بينها البلاستيك أحادى الاستخدام، حيث تضمن القانون جزء مادة لتقليل ومنع استخدام وتصنيع الأكياس البلاستيك خلال مدة محددة، ووضع ضوابط لها بالتعاون مع الجهات المعنية، أسوة بالعديد من الدول التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال.
ونص أول قانون للمخلفات فى مصر، فى مادته 27، على أن يكون تصنيع أو استيراد أو تصدير الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام وفقا للضوابط والاشتراطات والمواصفات الفنية التي يصدر بها قرار من وزير التجارة والصناعة بالاتفاق مع الوزير المختص، ويجوز أن يتضمن القرار حظر تصنيع أو استيراد أو تصدير للأكياس المشار إليها إذا كان يدخل في مكوناتها مدخلات أو مواد من شأنها الإضرار الجسيم بالبيئة، كما أنه لا يجوز أن يكون بيع أو تداول أو تخزين أو التوزيع المجاني أو التخلص من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام إلا وفقا للضوابط والاشتراطات والمواصفات الفنية التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
كما أقر قانون المخلفات وضع وزير المالية بعد التنسيق مع الوزير المختص ووزير التجارة والصناعة نظاما للحوافز المالية والاقتصادية والإعفاءات الضريبية والجمركية لتشجيع استيراد وإنتاج وتصنيع البدائل الآمنة الصديقة للبيئة للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون المعايير والضوابط اللازمة لهذه الحوافز ومواصفات تلك البدائل الآمنة، ومنح المنشآت والأشخاص والمنتجون لهذه الأكياس فترة سماح التوفيق الأوضاع.
ووضع قانون المخلفات مادة رقم 76 للعقوبات خاصة بما ورد بنص المادة الخاصة بالمخلفات البلاستيكية، حيث نصت على أنه يعاقب بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه كل من يخالف أحكام المادة المتعلقة بإجراءات تداول وتصدير واستيراد البلاستيك.
وتتضمن استراتيجية وزارة البيئة للحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، توفير الدعم الفني وتدريب المعامل والجهات الرقابية والتنسيق مع الجهات الدولية الداعمة للتطوير التكنولوجى والتوافق البيئى لإعداد برنامج لدعم الصناعات المتوسطة والمتناهية الصغر من خلال منح وقروض ميسرة للارتقاء بتكنولوجيا إعادة التدوير وصناعة أكياس متعددة الاستخدام بهدف تحسين الجودة وتعميق التصنيع المحلي، بجانب دمج القطاع الخاص فى هذه المنظومة لخدمة العمل البيئي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
