91 عاما على رحيله.. أحمد شوقي رائد النهضة الحديثة في الشعر.. ونفي إلى إسبانيا لهذا السبب
أحمد شوقى ، أمير الشعراء، رائد النهضة الحديثة في الشعر، من أخصب شعراء جيله وأكثرهم انتشارا، عرف بأمير الشعراء خلف وراءه ثلاثة وعشرين ألف وخمسمائة بيت موزعة على مجموعة من الدواوين والقصائد، عرف بشاعر القصر لتقربه الشديد لملوك الأسرة العلوية، رحل في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر 1932.
الاَثار تفجر مفاجأة: مقبرة أحمد شوقي غير مسجلة لدينا (فيديو)
ولد الشاعر أحمد شوقى بحي الحنفي بالقاهرة في 16 أكتوبر 1868 لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكتاب الشيخ صالح، فحفظ أجزاء من القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية.
عن نشأته الأولى يقول أحمد شوقى: سمعت أبي "رحمه الله" يرد أصلنا إلى الأكراد من العرب، وقد قدم إلى مصر يافعا يحمل وصاية من أحمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد علي، ولأن جدي كان يتقن العربية والتركية أدخله محمد علي في معيته، ثم تعاقبت الأيام وهو يتقلد المناصب السامية إلى أن أقامه سعيد باشا أمينا للجمارك المصرية، وقد كون منها ثروة بددها أبي من بعده في سكرة الشباب.
أحمد شوقي.. ضرب الرقم القياسي في نتاجه الشعري.. وهذا موقف شيخ الأزهر من قصائده الدينية
ظهور مبكر لموهبة الشعر
ظهرت الموهبة الشعرية لأحمد شوقى وهو في الخامسة عشر من عمره وعندما التحق بمدرسة الحقوق عام 1885 لفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني أستاذ البلاغة بالحقوق ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجعه، وكان الشيخ بسيوني ينظم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته ثم أرسله للدراسة في فرنسا على نفقة القصر، فالتحق بجامعة “مونبلييه” لمدة عامين لدراسة القانون.
النفي إلى إسبانيا
عاد أمير الشعراء أحمد شوقي إلى مصر فترة تولى الخديو عباس حلمى الحكم، فعينه بقسم الترجمة في القصر، وأطلق عليه شاعر الأمير، واصبح شوقى ضيفا ومستديما على مجالس الخديو حتى غضب الانجليز على الخديو عباس ونفى الى الاستانة وحدثت هزة عنيفة فى حياة شوقى ليس بسبب زوال السلطة ولكن بسبب هروب الناس منه، وحدث اثناء الحرب العالمية الثانية ان قرر الانجليز نفيه الى اسبانيا هو واولاده لمدة ست سنوات وهناك كتب متوجعا: وطنى لو شغلت بالخلد عنه...نازعتنى اليه فى الخلد نفسى.
نهج البردة وسلوا قلبى فى مديح النبى
أشاد شوقى بانتصارات السلطان العثماني وكتب يمدحه بقوله: "بسيفك يعلو والحق أغلب وينصر دين الله أيان تضرب" وهي مطولة تشبه الملاحم، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقا في العاطفة، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" فأعجب بها شيخ الجامع الأزهر الشيخ سليم البشري ليقوم بشرحها وتداولها، تبعها قصائد الهمزية النبوية، وقصيدة ذكرى المولد التي غنتها أم كلثوم باسم سلوا قلبى.
أمير الشعراء يعارض دخول البنات الجامعة ويشبههن بعصفور الكناريا
أنفق أحمد شوقى وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة أمهات الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي قصيدته (دول العرب وعظماء الإسلام) وهي تضم 1400 بيت تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة.
عاد أمير الشعراء أحمد شوقي إلى الوطن عام 1920 واستقبله الشعب استقبالًا رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر "حافظ إبراهيم" وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال بعد ان انقطعت صلاته بالقصر.
أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، وعضوا بمجلس الشيوخ.
في ذكرى رحيله.. محطات بحياة أمير الشعراء أحمد شوقي
الشوقيات فى اربعة مجلدات
من أعماله الشعرية "الشوقيات" وهو ديوان يتكون من أربعة مجلدات، يشتمل المجلد الأول على السياسة والتاريخ والاجتماع، ويشمل الثانى على متفرقات في الوصف والاجتماعيات والمناسبات.ويشمل المجلد الثالث على المراثى، أما الرابع فيشمل قصاصات من صحف ومطبوعات، ومن دواوينه أيضا: عنترة، على بك الكبير، الست هدى، البخيلة، وغيرها.
مصرع كليوباترا من اعماله المسرحية
ومن أعماله النثرية "أسواق الذهب" وهى مجموعة مقالات اجتماعية، أما المسرحيات فهى من أجمل ما قدم شوقى منها مسرحية "مجنون ليلى" و"عنترة " و" مصرع كليوباترا " و"محمد على بك الكبير" وغيرها.
حسبه الكتاب غير وطنيا فلم يكتب عن مأساة دنشواى ولا القضاة الظالمين فيها ولم تكن هناك قصيدة واحدة تدل على وطنيته وكتب الشاعر كامل الشناوى يرد على ذلك ويقول: إن أحمد شوقى على الرغم من انتمائه إلى القصر كان ينفعل بمتاعب الشعب ويعبر عن الاتجاه الوطنى في كثير من المواقف، كان يعبر عن آمال الشعب إلا أن ظروف وظيفته تقتضيه أن يستعمل الدبلوماسية والكياسة حتى لا يحرج نفسه مع القصر ولا يحرج القصر معه وكان معروفا عنه أنه يكره الإنجليز والاحتلال ويشايع الحزب الوطنى.
العقاد يعترض على إمارته للشعر
وبايع الشعراء أحمد شوقى بإمارة الشعر عام 1927 بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، أقيم حفل التنصيب بدار الأوبرا الملكية برئاسة الزعيم الوفدى سعد زغلول وبحضور مندوب عن الملك فؤاد الأول وعدد كبير من رجال السياسة والأدب والفكر، وحضر الأدباء باستثناء الأديب عباس محمود العقاد، الذي امتنع عن الحضوراعتراضا على المبايعة لأحمد شوقى بل انه كتب مجموعة من المقالات التى وصف فيها مصر بأنها بلد عقيم لم ينجب شاعرا واحدا يمكن أن يكون أميرا.. لا فى عهد قدماء المصريين ولا فى العصر الإسلامي وان كل الشعراء عالة على الادب بل انه وصف الأدباء العرب المبايعين لأحمد شوقى بإمارة الشعر بأنهم جهلة بحقيقة الشعر والشعراء.
وكانت مجلة “البلاغ” الأسبوعية فى أول مايو 1927 قد نشرت بأن الاحتفالية أقيمت وبويع أحمد شوقى أميرا ولم يلتفت أحد لكلام العقاد وموقفه.. ولا أقام له وزنا.. بل وصلوا إلى أنه كلام حاقد.. ومضى الحفل هادئًا.. وسط تهانى الجميع.
ظل أحمد شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر،
ضد خروج المرأة للعمل خوفا عليها
عارض القوم في حياته خروج المرأة الى التعليم بالجامعة في بداية تأسيسها رغم انفصال القسم الرجالى عن القسم النسائى وقالوا إن البلاد فى حاجة إلى امرأة تحمل ولدها على كتفها لا أن تصدر الأوامر بقلمها وتدير الشئون العامة فى الدواوين، وتزعم أمير الشعراء المعارضين لتعليم المرأة بحجة أنها ضعيفة مثل عصفور الكناريا وأن حجبها عن الخروج إلى الحياة العامة إنما لصيانتها والخوف عليها من عاديات الخروج، إلا أن رئيس الجامعة أحمد لطفى السيد تحدى الجميع وفتح أبواب الجامعة أمام الفتيات
إلى عرفات الله.. كتبها أمير الشعراء اعتذارا للخديو
زكى مبارك يحكى اسرار شوقى
ويحكي الأديب زكي مبارك، والذي كان قريبًا من أمير الشعراء أحمد شوقي، بعض تفاصيل حياته اليومية وعاداته التي كان يواظب عليها، وذلك بحسب ما ذكر كتاب "مشاهير وظرفاء القرن العشرين"، فيقول"كان شوقي مدمنًا على التدخين، وكان يضع السيجارة في مبسم من الكهرمان، وما رأيته يومًا بدون سيجارته، وكان يشرب الشاي من وقت إلى آخر، كما كان مغرمًا بأكل البيض، كان يأكله نيئا عند نظم الشعر، ولم يكن شوقي يستحم بالماء كما يستحم الناس، وإنما يستحم بالكولونيا، وكانت خادمته هي زوجته التي تقدر مواعيده للغاية،كما لم يكن شوقي يفطر في البيت،وإنما يمضي مع الشروق، فيفطر في مطعم عام،وكان مفتونًا بشرب الويسكي، ولم يكن يشربه إلا بعد منتصف الليل في بيته، وكان من عادة شوقي أن يتناول عشاءه في مطعم من المطاعم الفاخرة في القاهرة".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.