ثمن طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة وتداعيات كارثية تنتظر القضية الفلسطينية
ضربة فى مقتل للاحتلال الإسرائيلى، لا يمكن إنكار ذلك بعد الهجوم غير المسبوق الذى شنته المقاومة الفلسطينية عبر عملية أطلقت عليها طوفان الأقصى فى مستوطنات غلاف غزة، ردا على الانتهاكات المستمرة التى قامت بها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى والمسجد الأقصى، لكن ما التداعيات خلف ذلك ورد الفعل المنتظر على الأرض من الاحتلال لاسترداد كرامة جيشه ومواطنيه.
بداية الأحداث من فجر يوم السبت 7 من أكتوبر، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، وبدأتها بقصف صاروخى استخدمت فيه آلاف الصواريخ من ترسانتها أطلقتها باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية.
ونجحت صواريخ المقاومة فى تطور غير مسبوق من إصابة كل أهدافها وتخطى القبة الحديدية بشكل لافت، الأمر الذى تسبب فى صدمة لجيش الاحتلال.
العملية التى أطلقتها المقاومة الفلسطينية سيكون لها تأثير على الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، فى ظل الحديث عن مفاوضات تطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، الأمر الذى قد يعيد المفاوضات إلى المربع الصفرى حال لم تتدخل الأطراف الدولية الفاعلة فى هذا الملف.
كانت المقاومة الفلسطينية نشرت عدد من مقاطع الفيديو التى أظهرت نجاحها فى أسر عدد كبير من جنود الاحتلال الإسرائيلى ضمن عملية طوفان الأقصى، بالإضافة إلى تدمير عدد ضخم من الآليات العسكرية.
وأصاب الهلع والفزع المواطنين الإسرائيليين أثناء فرارهم من المستوطنات أمام قصف المقاومة فى عملية طوفان الأقصى.
وتعد عملية طوفان الأقصى من أقوى العمليات العسكرية التى نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى وتظهر تغير نوعى على الأرض.
من ناحيته، أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن أن الشعب الفلسطينى له الحق الكامل فى الدفاع عن نفسه أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى المستمرة فى حق الأقصى والشعب الفلسطينى، ودعا أبو مازن المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد فلسطين والأقصى والعمل على حل الدولتين.
وفى السياق ذاته علقت أمريكا على عملية طوفان الأقصى مؤكدة أنها تقف إلى جانب إسرائيل، وفى السياق ذاته دعت وزارة الخارجية السعودية، فى بيان صادر عنها اليوم السبت، المجتمع الدولى لتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضى لحل الدولتين.
فى الوقت نفسه، تبذل مصر جهودا كبيرة للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدة على أنها تنبذ العنف واستخدام القوة ضد المدنيين وفق بيان الخارجية.
وحذرت مصر من مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية ودعت إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذى من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.
وطالبت مصر الأطراف الفاعلة دوليًا، والمنخرطة فى دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفورى لوقف التصعيد الجارى، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطينى، والالتزام بقواعد القانون الدولى الإنسانى فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
يقول السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التصعيد العسكرى ليس فى صالح أي من الطرفين، لأنه سيخلق مزيدا من التوتر فى منطقة الشرق الأوسط التى تعانى من أزمات كبيرة.
وأكد السفير جمال بيومى على موقفه الرافض للتصعيد واستخدام العنف من أي من الطرفين، داعيا إلى ضرورة الدفاع بحلول سلمية لإنهاء النزاع والصراع الإسرائيلى الفلسطينى وحل الدولتين.
وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على ضرورة التمسك بحل الدولتين لإنهاء دائرة العنف والصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عقود من الزمن.
وأوضح جمال بيومى، أن عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى سيكون لها مردود على القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها، لأن الجانب الإسرائيلى سيكون له ردة فعل انتقامية ضد قطاع غزة سيدفع ثمنها الفلسطينيين.
وأشار جمال بيومى إلى أن عملية طوفان الأقصى ستزيد من حدة الاشتباكات بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى ما يخلق مردودا عكسيا على محاولات ومفاوضات التطبيع بين تل أبيب وعدد من الدول العربية، مردفا: قد يتسبب ذلك فى تعطيلها.
وذكر جمال بيومى أن استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكمله مرهون بإنهاء القضية الفلسطينية وإقرار حل الدولتين وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، محذرا من خطورة زيادة العنف بين الجانبين لأنه سيوقع المزيد من الضحايا فى صفوف المدنيين.
وأكد جمال بيومى أن الضحية فى هذه العمليات هو الشعب الفلسطينى الذى يدفع ثمن ذلك من دمائه وترك منازله، فى الهجمات الانتقامية التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وقال السفير جمال بيومى إن دولة الاحتلال الإسرائيلى منذ نشأتها وحتى الآن لم يتمكن حزب واحد فيها من السيطرة على الكنيست بأغلبية، ودائمًا ما تتشكل حكومة إتلاف، وهو ما يعرقل أي مفاوضات سلام تفضى لحل الدولتين وإنهاء النزاع التاريخى.
وأوضح بيومى أن المقاومة الفلسطينية اتبعت نهج جديد خلال عملية طوفان الأقصى وهو أسر جنود من قوات الاحتلال، وذلك لاستخدامهم كورقة للضغط على الحكومة المتطرفة التى تسيء معاملة الأسرى الفلسطينيين.
وحذر بيومى من تصاعد دائرة العنف بين جيش الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية، مشيدا بالدور الذى تقوم به مصر للتهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ومن جانبه قال السفير نبيل فهمى، وزير الخارجية الأسبق، إن أول دلالة لعملية طوفان الأقصى أن الاحتلال لا بد أن يبدى نوعا من الرفض والمقاومة للأمر الواقع، ما يحتم على المجتمع الدولى ضرورة التدخل لإنهاء الأزمة الفلسطينية.
وأضاف السفير نبيل فهمى، أن الوضع فى المنطقة يشهد اضطرابا شديدا سواء على صعيد المنطقة العربية أو الأفريقية، مشيرا إلى أن اللجوء إلى ردود الفعل العنيفة يزيد من التوتر فى المنطقة بالكامل.
وطالب السفير نبيل فهمى بضرورة وقف دائرة العنف بين جيش الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية والدخول فى مفاوضات السلام من أجل حل الدولتين وإنهاء الأزمة.
وأوضح السفير نبيل فهمى أن المجتمع الدولى فى الوقت الراهن فى موقف لا يسمح له بالتدخل من أجل إنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية وذلك نظرا للخلافات الكبيرة بين القوى العظمى متمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، مطالبا بضرورة الضغط على الطرفين لوقف الاشتباكات بينهم واللجوء إلى المفاوضات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.