سيول مطروح تعصف بخطة المحليات لمواجهة تقلبات الشتاء.. إعلان الطوارئ بشكل مستمر خوفا من التغيرات المناخية
بالرغم من أن إعصار دانيال وما خلفه فى اليونان وليبيا خاصة بمدينة درنة من دمار كان بمنزلة ناقوس خطر من التغيرات المناخية، إلا أن المحليات فى مصر لم تدرك خطورة الأمر انطلاقا من أن مصر بعيدة عن الظواهر الجوية الجامحة، وأن التغيرات المناخية بمصر تتمثل فى ارتفاع زائد بدرجات الحرارة فى الصيف وأمطار غزيرة بالشتاء، لتأتي سيول محافظة مطروح وتقلب الموازين رأسا على عقب لتنذر بشتاء عاصف لن يمر مرور الكرام.
وفقًا لنشرات هيئة الأرصاد الجوية، فالسيول ظاهرة خريفية تتكون بمنطقة سلاسل البحر الأحمر وجنوب البلاد ومحافظة البحر الأحمر لتتأثر هذه المناطق بامتداد منخفض السودان الموسمى الذى يؤدى إلى سقوط الأمطار الغزيرة، والتى تصل إلى حد السيول على المناطق الجبلية لسلاسل البحر الأحمر، أما تكونها فى محافظة مطروح بفصل الخريف فهذا ليس من المتوقع، لترسم التغيرات المناخية خريطة جديدة لأماكن الخطورة بمحافظات مصر فالسواحل الشمالية الغربية مثل “مطروح، الإسكندرية، العلمين، السلوم” معرضة للسيول بموسم الخريف وليس الشتاء فقط مثلما كان يحدث فى السنوات السابقة.
سيول محافظة مطروح غيرت من خطة المحليات للاستعداد للسيول حيث أعلن اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، حالة الطوارئ بكافة المحافظات دون استثناء، وذلك بعد السيول التى تعرضت لها محافظة مطروح، ولم يتم التحذير من قبلها من قبل هيئة الأرصاد الجوية التى اكتفت فقط بإعلان سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة على المحافظة، مشددًا على كافة المحافظين برفع الاستعدادات بشكل استباقى لأى أمطار حتى لو كان توقعات هيئة الأرصاد الجوية بأنها خفيفة، وذلك لأن التغيرات المناخية تغير من توقعات الهيئة، ويكون التغيير بشكل سريع ومفاجئ، لذلك يجب الاستعداد لأى أمطار بشكل استباقى على أنها سيول لتفادى أي خسائر ممكن أن تحدث.
وقال مصدر مسئول بوزارة التنمية المحلية إن الوزير شدد على رفع أي تعديات متواجدة بمخرات السيول والتعامل بكل حزم فى هذا الشأن فضلا عن صيانة المعدات وسيارات الشفط والنافورى، والتأكد من جاهزيتها، على أن يكون هناك دعم داخلى بين المحافظات حال تعرض محافظة لسيول أو أمطار غزيرة ومدها بالسيارات والمعدات اللازمة للتعامل مع الأزمة على غرار ما حدث فى سيول مطروح، حيث لم تكفِ معدات المحافظة وحدها لمواجهة الأزمة وكان لا بد من طلب الاستغاثة بالمحافظات المجاورة، كما تم التنبيه على ضرورة تدريب العاملين بالمحليات وكافة المرافق الخدمية كالإسعاف والمطافئ والحماية المدنية على التعامل مع الأزمات والكوارث حيث إخلاء المناطق السكنية حال تعرضها للسيول، توفير أماكن إيواء لقاطنى البيوت التى تجرفها السيول، مشددا على تدريب العاملين على خطط الإخلاء مثلما يحدث فى الخطة “صقر”، والتى تنظمها المحافظة مع قوات الجيش وتتضمن تدريبا فعليا وحقيقيا لعمليات الإخلاء أثناء حدوث كارثة طبيعية.
الوزير اللواء هشام آمنة أكد على أن خطط التعامل مع السيول يجب أن يكون الهدف الأساسى والأول منها حماية أرواح المواطنين ثم المنشآت، وتم منح المحافظين كافة الصلاحيات فى غلق الطرق وتعطيل الدراسة وقطع المياه والكهرباء إن لزم الأمر، كما شدد على التعامل الفورى مع السيول وتصريفها بشكل عاجل، وذلك من خلال مخرات السيول أو إنشاء فتحات فى الأرصفة أو الجزر الوسطى إن استدعى الأمر، وذلك لمنع تكون البؤر المائية، مشيرا إلى ضرورة نشر التوعية بين المواطنين خاصة قاطنى المناطق الصحراوية والجبلية للتعامل مع الأزمات وكيفية تشكيل فرق دفاع شعبية للتعاون مع أجهزة الدولة لإنقاذ المواطنين العالقين بالمناطق التى يجرفها السيل.
وأوضح المصدر أن الوزير طالب المحافظين بضرورة التنسيق مع كافة الجهات المعنية بشكل دائم، بحيث يتم ربط غرف العمليات المركزية بكل محافظة بغرف الوزارات الأخرى وبكافة المرافق الخدمية للتحرك سريعا وقت حدوث الأزمات، فضلا عن متابعة نشرات الهيئة العامة للأرصاد الجوية التى تصدرها يوميا وإصدار تعليمات بالعاملين بغرف العمليات بمتابعة منشوارت الهيئة على موقعها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” لمتابعة التطورات فى حالات عدم الاستقرار ومتابعة الأقمار الصناعية وخرائط الطقس وحركة السحب وأماكن وموعد نزول الأمطار، خاصة أن فى موسم الخريف يكون هناك تغيير سريع ومفاجئ لخرائط الطقس.
وشملت التعليمات تكوين فرق إغاثة تتحرك سريعا فى أماكن الخطورة لإنقاذ المواطنين، وأن تكون الفرق متكونة من مسئولى المحليات والإسعاف والحماية المدنية وفى حال وجود متضررين يتم حصر التلفيات وعدد المتضررين لإرسال كشوفات إلى وزارة التضامن الاجتماعى لصرف إعانات عاجلة، وشدد اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية على ضرورة التكاتف والتنسيق مع كافة أجهزة الدولة لأن المحليات وحدها لن تقدر على مواجهة الكوارث الطبيعية.
كما طالب الوزير المحافظين، استمرار الاستعداد لموسم الشتاء حيث تطهير البالوعات أولا بأول لضمان تصريف المياه، موضحا أن بالوعات تصريف الأمطار والشنايش تمتلئ سريعا بأتربة الشوارع مما يعمل على انسدادها، لذلك يجب التطهير المستمر لها مع إنشاء بالوعات جديدة عند الأنفاق والكبارى، كما طالب بالتشديد على مسئولى الصرف الصحى بصيانة الشبكات وإحلال وتجديد المتهالك منها لضمان تصريف المياه وعدم عرقلة حركة المرور بالشوارع.
وأشار الوزير إلى ضرورة إشراك المواطن حال الأزمات والكوارث من خلال إخطاره أولا بأول بالوضع والأماكن المتضررة، وذلك من خلال الصفحات الرسمية للمحافظات عبر مواقع التواصل الاجتماعى ومناشدته بالابتعاد عنها والالتزام بالمنزل وقت التقلبات الجوية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.