جيل أكتوبر.. سيرة خالدة لأبطال جيش مصر العظيم.. أحد أبطال تحرير النقطة الحصينة ببور توفيق يروي حكاية أشهر صورة لاستسلام قادة القناة
في الذكري الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، لا تزال قصص الأبطال تروى، فبطولات جنودنا البواسل من أبطال القوات المسلحة المصرية تتناقلها الأجيال منذ عام 1973، وتبقي سيرة هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حاضرة في كل الأذهان، كمصدر للفخر والعزة وحب الوطن والكرامة.
ملحمة تاريخية سطرها رجال القوات المسلحة المصرية قبل خمسين عاما، استطاعوا فيها استعادة الأرض المغتصبة وتلقين العدو الصهيوني درسا لا ينسي، بأن المصري لا يفرط أبدا في أرضه، وأن الدم يهون للحفاظ علي الوطن.
رجال الجيش المصري وأبطاله استطاعوا أن يفضحوا مزاعم الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يقهر، رغم كل الدعم الذي يتلقاه من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الإيمان بالله وحب الوطن وهتاف "الله أكبر" كانت كلمة السر في النصر الذي أذهل الإسرائيليين والعالم كله.
"فيتو" تواصل في هذا الملف نشر سيرة أبطال جنودنا البواسل علي مدى 50 عاما من بطولات العسكرية المصرية:
المقاتل السعيد غريب لـ"فيتو": حوصرنا 6 شهور بدون أي إمدادات وحافظنا على موقعنا
رأيت الموت يحصد أصدقائى وكنا نقدم أرواحنا ثمنا للوطن
العدو الإسرائيلى يخاف من المواجهة المباشرة ويحتمى فى الأسلحة بعيدة المدى والحصون
أهلى افتكرونى من الشهداء أو المفقودين ولم يصدقوا ما حدث يوم عودتي
«قعدت ٦ شهور محاصرا لا أحد يعرف عنى شيئا، حتى أهلى افتكرونى من الشهداء والمفقودين، وكنا لا نستطيع إيجاد الأكل والشرب».. بهذه الكلمات بدأ المقاتل السعيد عبد المعطى غريب، فرد لاسلكى بالكتيبة 43 صاعقة من سرية المجهود الرئيسى تحت قيادة الشهيد البطل النقيب جمال عزام، يروى لنا تفاصيل مشاركته فى حرب العزة والكرامة.
وأضاف البطل فى حواره لـ"فيتو": يوم ٦ أكتوبر وصلنا فى الفجر للسويس واختبأنا وسط المنازل، ثم قمنا بلعب كرة القدم فى خطة الخداع الاستراتيجى حتى جاءت ساعة الصفر، ووجدنا الطائرات تخترق سماء العدو فى سيناء، وبدأت فى ضرب أهدافها، ونحن نهلل الله أكبر.. الله أكبر، وبدأت المدفعية تضرب خط بارليف وجنودنا يعبرون فى القوارب.
وتابع: كنا نرى الكثير من الشهداء يسقطون حولنا، ولكننا كنا فرحانين ببدء الحرب، ثم جاءت لحظة عبورنا، وكانت قرب غروب الشمس وتحديدا الساعة 5، نزلت القناة فى قارب من قوارب السرية التى كانت تحت قيادة الشهيد جمال، وكان على رأس قاربى الرقيب أول شكرى مجلع وهو كان من الصعيد، وكان أفراد الكتيبة يطلقون عليه اسم الوحش لأنه كان ضخم الجثة، وأخذنا نصعد الساتر الترابى بكل حماس ولم نشعر بارتفاعه، ثم وجدت الرقيب شكرى مجلع يرقد على الأرض، فسألته: أنت تعبت، ففوجئت بأنه لا يرد فرفعت رأسه، فرأيت مكان الرصاصة التى اخترقت جبينه وخرجت من الناحية الأخرى، على يد أحد القناصة الإسرائيليين واستشهد على الفور.
(وبدأت الدموع تتساقط من عينيه حزنا على زملائه وشهداء الحرب، قائلا بنبرة حزينة): انهمر علينا الرصاص من مدفع رشاش كبير من النقطة الحصينة للعدو الإسرائيلى، فاتصلت باللاسلكى بزملائى وقائدى جمال، وقلت له: احذروا الضرب علينا شديد، وفوجئت أنه لا يرد، ثم التفت فوجدت قارب الشهيد جمال، والقارب الذى بجواره وقارب مجموعة اللاسلكى خلفهم قد تم تدميرها بالكامل وسقطوا فى الماء، منهم من غرق لثقل أسلحته أو ثقل أجهزة اللاسلكى، إلا أن الشهيد جمال استطاع رغم إصابته أن يسبح إلى الضفة الشرقية هو وبعض الجنود، والمدفع مستمر فى ضرب السرية، وهناك شبه استحالة للعبور.
وأشار إلى أن المدفع كان مختفيا فى دشمة داخل الساتر الترابى على خط بارليف، وبدأ الشهيد جمال تسلق الساتر ومعه حزام قنابل، ثم اندفع للداخل ورمى حزام القنابل على المزغل ورمى نفسه وراءه ليضمن تدميره، وبالفعل المزغل انفجر والمدفع سكت وهدأت المنطقة وبدأنا نصل للضفة الشرقية.
وبلهجة يملؤها الفخر، قال البطل: كان هناك قناص آخر يضرب من موقع مجاور، قمت بالزحف من خلفه ورميت عليه قنبلة فانفجرت، وأسكتنا الموقع بالكامل، وبعد وصولى للساتر تمركزنا هناك، وجاءت الأوامر ببدء حصار النقطة الحصينة ببورتوفيق، وبعد انتهاء الحصار قمنا بدفن ما تبقى من جسد الشهيد جمال فى مقابر الشهداء فى الضفة الغربية للقناة بمدينة السويس.
العدو الإسرائيلى يخاف من المواجهة المباشرة
وأكد المقاتل السعيد عبد المعطى غريب، أن العدو الإسرائيلى يخاف من المواجهة المباشرة، وكانت قواته مسلحة داخل الحصن بـ24 رشاشا و6 مدافع عديمة الارتداد و6 مدافع هاون و10 دبابات، بالإضافة للذخيرة والطعام والشراب، والتى تكفى القوات لأكثر من 15 يوما، تحت أي حصار.
وأضاف أنه فى الموعد المحدد عبرت كتيبة الصاعقة بقيادة البطل الرائد زغلول محمد فتحى قناة السويس وحاصرت الحصن الإسرائيلى من جميع الجهات، وهنا أدرك الملازم أول شلومو قائد الحصن أنه محاصر من جميع الجهات، فطلب النجدة من القوات الإسرائيلية، ولكنها لم تتمكن من نجدته فى اليوم الخامس من الحصار، ووصلته رسالة لاسلكية من القيادة الجنوبية الإسرائيلية كان نصها: (إذا لم تصل خلال 24 ساعة التعزيزات فيمكنكم الاستسلام)، متابعا: إنه فى صباح يوم 13 أكتوبر 1973 تم استسلام الموقع الإسرائيلى عن طريق الصليب الأحمر الدولى.
وأكمل البطل حديثه: أصر البطل الرائد زغلول محمد فتحى على إنزال العلم الإسرائيلى بنفسه ورفع العلم المصرى، وأن يؤدى قائد الحصن الإسرائيلى التحية العسكرية له، كما تم أسر 37 إسرائيليا منهم 5 ضباط و32 رتبة أخرى، منهم 20 جريحا، وكان هذا أمام كاميرات المصورين بوكالات الأنباء العالمية.
وتابع: يوم ٢٢ أكتوبر كان يوما لا ينسى أبدا، حيث صدرت لنا الأوامر بالثبات فى الموقع، ولا نتركه إلا على جثثنا، وكانت هناك معلومات بأن إسرائيل تهاجم الموقع، وبالفعل بدأت الطائرات الإسرائيلية تضرب بكل شراسة وقمنا بالاختفاء وبعدها بدأت الدبابات الإسرائيلية والمدرعات تقترب، وقلت لزميلى حسن، وكان من الإسكندرية: لدينا أربعة ألغام نقوم بزرعهم لعرقلة الدبابات وحفرنا وزرعنا الألغام، ثم أصيب حسن واستشهد، واقتربت الدبابات من الألغام وفجرتها عن بعد، فانفجرت دبابة ومدرعة، وقام باقى الدبابات بالعودة وأخذوا طريق جبل عتاقة للوصول إلى السويس ونحن لم نترك موقعنا أبدا، ويوم 24 تم صدور أوامر بوقف إطلاق النار، ثم محادثات الكيلو 101 بعدها وعدنا ظللنا محاصرين فى موقعنا بدون إمدادات نعيش على الطبيعة من 22 أكتوبر حتى أبريل 1974.
واختتم حديثه واصفا لنا مشهد عودته بعد هذا الغياب وانقطاع أخباره عن أسرته وأهل منطقته، قائلا: عندما عدت أخذ أهل الشارع يهللون من الفرح ويأخذونى بالأحضان، وأهلى لم يصدقوا عودتى لأنهم كانوا يعتبروننى من المفقودين أو الشهداء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.