رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يكشفون مخطط إسرائيل لتوطين الفلسطينيين في سيناء.. باحثة: الفكرة لها جذور منذ حرب أكتوبر.. زينب عباس: الموقف المصري واضح وحاسم

الأقصى، فيتو
الأقصى، فيتو

مخطط توطين الفلسطينيين بسيناء مسلسل لا ينتهي من جانب إسرائيل، ليكشف النقاب عن الإستراتيجية الإسرائيلية التي طالبهم السادات بالتخلي عنها وهي سياسة العدوان والتوسع على حساب أراضي غيرهم، لكن الحقيقة الثابتة أن إسرائيل ما زالت تطبق إستراتيجيتها في إخراج الفلسطينيين من أراضيهم لتصبح فلسطين خالصة لهم.

في السطور القادمة نكشف تفاصيل مخطط إسرائيل، وأبعاده، والآثار المترتبة عليه، من خلال خبراء إستراتيجيين وباحثين يتحدثون لفيتو.

 

زينب عباس: توطين الفلسطينيين في سيناء حلم إسرائيل 

 

في هذا الصدد قالت زينب عباس، الباحثة المتخصصة في الشأن الإسرائيلي: إن سيناء كانت وما زالت ضمن المؤامرة الصهيونية المُمنهجة، ولذلك تسعى جاهدة في استغلال عملية "طوفان الأقصى" في طرح مؤامرتها مرة أخرى، من أجل إجهاض وتصفية "القضية الفلسطينية"، من خلال توطين الفلسطنيين في سيناء ومحاولة التخلص منهم بشكل نهائي من ناحية، ومن ناحية أخرى يسهُل لها تنفيذ أطماعها الاستيطانية في سيناء.

 

باحثة: المشروع الصهيوني في سيناء له جذور منذ حرب أكتوبر 1973

وأوضحت الباحثة أن المشروع الصهيوني في سيناء له جذور قديمة، قائلة: بعد انتصار أكتوبر المجيد 1973م وخلال توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل 1978م، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن أن أسباب انسحابهم من أرض سيناء يرجع إلى أنها تحتاج إلى 3 ملايين مستوطن يهودي للسيطرة عليها، وأن إسرائيل ليس لديها هذا العدد الفائض، ووعد الإسرائيليين أنه يوم يتوفر هذا العدد سوف نعود لاحتلالها مرة أخرى، ولذلك تحاول إسرائيل بشكل دؤوب اتخاذ أي عملية يقوم بها الشعب الفلسطيني للانتفاضة والمناشدة بحقوقه المشروعة في أرضه كذريعة لفتح ملف " توطين الفلسطينيين" في سيناء من جديد، مُتناسيه بأن "الشعب الفلسطيني" يسمو بقضيته ويُناشد بحقوقه المشروعة على أرضه، مُحاولًا الحفاظ على هويته العربية التي تسعى إسرائيل على محوها.
 

زينب عباس: فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء تكررت في 2008 و2013

وواصلت حديثها قائلة: فكرة "توطين الفلسطينيين" في سيناء تكررت عام 2008، حين روج رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود أولمرت" إلى مشروعه الصهيوني القائم على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، من أجل تهويد فلسطين بأكملها وإلحاق تغيير في الحالة الديموغرافية لأرض فلسطين، ومن ثم يتم توطين الفلسطينيين في سيناء التي تبدأ من العريش بعرض 24 كم حتى الجنوب.

 وتابعت: الأمر نفسه تكرر عام 2013 بمخطط إسرائيلي أمريكي حينما الرئيس الأسبق محمد مرسي  مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جون كيري" وتم تقديم عرض بإسقاط ديون مصر مُقابل توطين الفلسطينيين في سيناء، وهو ما تم تأكيده من قبل الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" عام 2018.

وأضافت: أبو مازن كشف بوجود ترتيبات في سيناء ضمن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، ومن ثم تتهافت الأصوات في إسرائيل  مُجددًا أثناء عملية "طوفان الأقصى" بدعوة الفلسطينيين للهروب من غزة إلى مصر، ففي تصريح لمتحدث عسكري في الجيش الإسرائيلي إلى سكان قطاع غزة قال: من يستطيع الهروب إلى مصر فليفعل ذلك حالًا"، كما أعلن "إيدي كوهين" عبر حسابه الإلكتروني "يا سكان غزة اهربوا إلى مصر وانقذوا حياتكم وحياة أسركم. اذهبوا إلى مصر. حماس اختارت التضحية بكم وبمنازلكم...".


زينب عباس: الموقف المصري واضح ويدرك مخطط إسرائيل جيدا

وعن الموقف المصرى أوضحت "عباس" أن مصر تدرك جيدا المخطط الإسرائيلي، مشيرة إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي قال فيها: "مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى"، مشددا على أن أمن مصر القومي مسئوليته الأولى.

 وقال الرئيس السيسي: "لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، والشعب المصري يجب أن يكون واعيًا بتعقيدات الموقف ومُدركًا لحجم التهديد".

الباحثة زينب عباس 


 

متخصصة بالشأن الإسرائيلي: توطين الفلسطينيين في سيناء وليدة فكر أمريكي إسرائيلي

 

أما الباحثة ولاء عبد المرضي، المتخصصة بالشأن الإسرائيلى، فقالت إن إثارة فكرة توطين الفلسطينيين فى سيناء قديمة ومع كل عدوان يحدث على الأراضي الفلسطينية سواء من قِبل إسرائيل، أو حتى ما شهده العالم منذ أيام "عملية  طوفان الأقصى" والتي قامت بها حماس ضد إسرائيل نجد أن بعض الأصوات الإسرائيلية تتعالى وتعيد طرحها.
 

وأكدت عبد المرضي أن هذه الفكرة لم تكن وليدة الحدث ولكنها وليدة فكر أمريكي – إسرائيلي منذ عدة سنوات وسبق وتم عرضها على الكثير من رؤساء مصر السابقين ولكنها بائت بالفشل  ولم يعد يميل الفكر إليها حتى كبح المجلس العسكري للقوات المسلحة المصرية جماح هذا الفكر. 

وأضافت: لم تقدم مصر أرواح أولادها في حرب 1973 حتى نفكر بعدها بالتفريط فيها حتى لو كانت لعرب فلسطينيين. وعلى الرغم أن مصر كانت ومازالت ملاذًا لكل ضيوفها اللاجئين، فهي دائمًا ما تفتح أبوابها ولكن دون التفريط في شبر منها، فأرض مصر هي عرض كل مصري حر وطني أمين. وهذا أيضًا يجعلنا نشير إلى دور مصر المحوري في القضية الفلسطينية، فدائمًا ما تكون مصر سباقة فيها.
 

ولاء عبد المرضي تكشف الفكرة الصهيونية "يجال ألون"

 وتابعت عبد المرضي، أن هذه الفكرة هى فكرة صهيونية تسمى "يجال ألون" والتي سبق وأن أشارت إلى تأجير مصر جزءا من سيناء للفلسطينيين وذلك عام 1967، الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعدها صفقة القرن والتي جاء في جزء منها أن هناك عددا كبيرا من الفلسطينيين يعيشون على مساحة ضئيلة بين إسرائيل المحتلة وكانت الفكرة هنا أن يتم توسعة هذا القطاع في شبه جزيرة سيناء المصرية حتى يستطيع الفلسطينيون أن يعيشوا تحت القيادة المصرية والكثير من الخطط مثل إنشاء ميناء بحري ومطار وغيره ومن هنا وضحت أن الفكرة ليست لجوء بل استيطان.
 

 

آثار الاعتداءات الإسرائيلية 

وواصلت عبد المرضي، حديثها بأن هذه الفكرة مجرد طرحها فهي محاولة لبتر القضية الفلسطينية، وخروج الفلسطينيين من أرضهم، قائلة: “هي فرصة للعدو المحتل أن يغلق أبوابه ومن ثم يكون الفلسطينيين تركوا لهم الأرض، وأصبح لا توجد قضية من الأساس. لذلك من مصلحة القضية الفلسطينية البقاء الفلسطيني على الأرض. وبدلًا من أن إسرائيل هي التي لم تجد مكان للعيش بأمان سيكون الفلسطينيين هم الذين لم يجدوا مكانا، وهو ما تسعى إليه إسرائيل”.
 

باحثة تستنكر ازدواجية معايير الأمم المتحدة في قضية فلسطين

 وواصلت “عبدالمرضي”، حديثها قائلة: في هذه الضربة (طوفان الأقصى) وجدنا مدى ازدواجية معايير المجتمع الدول. فنجد مفاوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يقول "هذا الهجوم له تأثير مروع على المدنيين الإسرائيليين، ويجب ألا يكون المدنييون هدفًا لهجوم"، مستنكرة أنه نسي ما يحدث للمدنيين الفلسطينيين كل يوم وما تقوم به إسرائيل من ضرب وقصف وأسر وسحل. 

واستنكرت أيضا إدانة المستشار الألماني ما قامت به حماس، وتضامن وزيرة الخارجية الألمانية مع إسرائيل، وفرنسا وكندا وبريطانيا والتشيك، والأتحاد الأوروبي كله.


وتساءلت: “الكل اليوم أدان حماس، وماذا عن إدانة إسرائيل نفسها، فالتاريخ مليئ بالكثير من الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين وحتى يومنا هذا من انتهاكات للمقدسات الدينية وبطش المستوطنين اليهود أم يكن هذا يستحق إدانة، فالأرض ليست أرضهم”.

الباحثة ولاء عبد المرضى 

 

باحثة: توطين الفلسطينيين في سيناء  خطر على الأمن القومي

 

وقالت الباحثة مروة كيلانى، المتخصصة فى الشأن الإسرائيلى: إن مخطط نزوح الفلسطينيين من غزة تحت تنفيذ فكرة الوطن البديل يعد فكرة إسرائيلية خبيثة تسعى إليها إسرائيل وتعد أحد أحلامهم الكبرى لتصفية وتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها وتوطين الفلسطينيين في سيناء.

وأضافت: “كل ذلك يشكل خطورة كبيرة على ثوابت القضية الفلسطينية والأمن القومي، لكن الموقف  المصرى ثابت وواضح من هذا المخطط فمصر تدرك جيدا الأهداف الخفية وراء تلك الدعوة”.

 وأشادت بما أعلنته مصر بأنه لا مجال لتوطين سكان غزة في سيناء بعد دعوات جيش الاحتلال في وقت سابق الفلسطينيين الفارين من الغارات الجوية الفرار إلى مصر، مشيرة إلى أن هذا الأمر يكشف مدى تفهم المخطط الإسرائيلي الخبيث. 

باحثة: فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء طرحت في 2004

 وأشارت كيلاني إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الدعوى للنزوح إلى سيناء فقد تكررت في ٢٠٠٤ من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي قدم مشروعا بخرائط لتوسيع حدود قطاع غزة.

الباحثة مروة كيلانى 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية