الإخوان جماعة إرهابية [ ٤ ]
"قطرائيليون" فى رحاب مرسي
اعتراض رسالة بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى ورئيس التنظيم باليمن ناصر الوحيشي دفع واشنطن إلي إغلاق أكثر من عشرين سفارة لها في مختلف أنحاء العالم ، ونفس الدولة التى اهتزت، لأن تنظيم القاعدة قد يقوم بعملية تفجير ضد المصالح الامريكية، لا تزال تضغط علي مصر دعمًا لرئيس خلعه الشعب بعد اكتشافه أنه ضالع في تنظيم إرهابى ، هذا التنظيم الإرهابى أعلن الحرب على الجيش في سيناء، ونكتشف يوميا عبوات أعدت لتفجير منشآت حيوية مصرية، ومع ذلك لا يخجل الأمريكان والأوربيون من فكرة دعم جماعة إرهابية.
ولأننى كنت من أوائل الرافضين لاستقبال وفود أجنبية تناقش قضية داخلية هى في مجملها قضايا جنائية، فإنني لم أفهم تصريحات السيد احمد المسلمانى التي قال فيها: إن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية، ولم أفهم كيف قال ذلك متحدث رسمى باسم الرئاسة وما هو المطلوب من الشعب أكثر من التفويض ؟
من المدهش أيضا أن يقال هذا الكلام على لسان المتحدث الرسمى دون أن يخرج وزير الخارجية ليقول للأمريكان والأوربيين والعرب إن زياراتكم غير مرغوب فيها شعبيا وإن المواطن المصري فوض جيشه في القيام بمهمة لم يكن من شروطها رضوخ هذا الجيش وقادته لألاعيب غربية او لضغوط أمريكية، فإن لم تكن مصر شأنًا مصريًا فليرحل عنا كل من لا يستطيع ان يقوم بمهمته كما كلفه بها الشعب.
وحتي يعلم الجميع فإن أمريكا الداعمة لمحمد مرسى وخيرت الشاطر إنما تتحرك وفق أجندة نشر الفوضى ودون اجتهاد فى فهم مايدور حولنا فإن الواقع المشهود يؤكد للعامة قبل الخاصة أن واشنطن تعتمد علي جماعة الإخوان الإرهابية فى تنفيذ مخططاتها، فهاهى تدعم جماعة تشن حربا ضد المدنيين والجيش والشرطة فى سيناء، وهي التى أغلقت عشرين سفارة بسبب مجرد تهديد .
إذن القصة ليست بحاجة الى هواجس فالأمر واضح وليس له إلا تفسير واحد أن الغرب الآن هو الذي قرر تصدير الإرهاب إلينا، ووقفة الشعب المصرى الواعى فى ٣٠ يونية و٢٦ يولية هى التأكيد على أن مصر لن يفرض عليها أحد نموذجًا بعينه للحكم ، ولعل هذا الشعب الذى خلع رئيسًا انتخبه قبل إكماله عاما واحدا قد أدرك حجم الخطر الذى يتهدد الوطن وأولى هواجس الشعب هي ماتفعله واشنطن منذ وصول محمد مرسى الى الحكم .
أعود لهؤلاء الذين يقولون إن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية فأقول : اذا كانت الحكومة والنظام يعملان بنظام الصرخة او الاستغاثة فماذا يفعل المواطن أكثر من تكليفه لمؤسسة بعينها للقيام بمهمتها التي حددها القانون ؟ وهل هذا الكلام معناه أن يقرر المواطن النزول الي ميدان المعركة بنفسه لتكون حربا أهلية يخطط لها الغرب بقيادة واشنطن ؟ هل مطلوب منا - نحن المواطنين - أن نقوم بدوركم ؟ هل مطلوب من الشعب أن " يولول " و " يلطم " من أجل أن تتدخل قوى روحية في مواجهة ضغوط بشرية على الأرض؟ .
وقبل هذا وذاك أنا شخصيًا لا أفهم أن توافق مصر على زيارة وزير خارجية قطرائيل لمحابيس مصريين متهمين بارتكاب جنايات ولا أعرف لماذا هانت علينا بلادنا إلى حد السماح لوزير دولة متورطة فى الحرب على العرب، بل دولة يمتد فيها النظام على جثث الآباء دوما بزيارة الشاطر أو مرسى أو غيرهم ؟ صحيح كلهم جزء من مؤامرة أمريكية ضد الأمة العربية تنفذها جماعة الإخوان برعاية قطرائيلية، ولكن ذلك يدعونا إلى وقفة حاسمة، وإلا لا تندهشوا اذا ماقرر الشعب نفسه إغلاق سفارات هذه الدول فى القاهرة.
