توفيق الحكيم والمرأة.. نوال السعداوي كشفت زيف الإدعاء بعداوته للجنس اللطيف.. وهذا سر تأخر زواجه
عرف الأديب توفيق الحكيم الذى ولد في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر 1898 بعداوته الشديدة للمرأة وكيف لا وهو الذى انتظر حتى تخطى الأربعين من عمره دون زواج وهو يرفض تماما فكرة أن تشاركه امرأة عشه الهادئ وأصبحت صفته وكنيته عدو المرأة إلا أن هناك شهادة من والدته أسما هانم ومن الكاتبة نوال السعداوى بأنه ليس عدوا للمرأة والدليل على ذلك زواجه من الست سيادات.
نشرت مجلة "صباح الخير" عام 1960 مذكرات كتبتها والدة الأديب توفيق الحكيم تعترف فيها ببعض الحقائق عن ابنها لا يعرفها عنه أحد فقالت فيها:اعترف الجميع بتوفيق الحكيم أديبًا حتى أنا "أسما هانم" والدته بعد أن خرج توفيق علينا برواية (يوميات نائب في الأرياف)، وبقى لى أمل واحد فقد كنت أريد أن أزوجه، لكنه رفض كل الزيجات التي عرضتها عليه حتى أطلقوا عليه "عدو المرأة".
في ذكرى توفيق الحكيم، 36 عامًا على رحيل راهب الفكر والروائي البخيل وأديب البرج العاجي وعدو المرأة
الحكيم فى عين أمه
وأضافت والدته: “لكن ولدي توفيق الحكيم لم يكن عدو المرأة.. كانت المرأة في ذهنه شيئًا آخر، كانت بيجماليون التي بحثها وهو يكتب تلك المسرحية الرائعة، وكانت المفاجأة عندما شاهد توفيق بيجماليون ذات مساء وهي تسير في صحبة أحد أصدقائه، لم ينم ليلتها حتى قابل صديقه وسأله هل أنت متزوج؟ فقال له: لا، فقال توفيق: ومن التي كانت معك بالأمس؟ قال: أختى، فقال له: عاوز أتزوجها هل عندك مانع؟”
زواج ولم تكتب الصحافة خبرا
وتابعت:"تزوج توفيق الحكيم وحقق أمنيتى الكبرى.. وشيء هنا أريد أن أؤكده وهو أن بيجماليون استطاعت أن تسعد فنانها الملهم أن زوجة ابنى تعرف ماذا يريد تمامًا، تعرف رغباته وتحققها له، فهي لم تخرج معه مرة، ولم تذهب معه إلى السينما مرة، ولا تقترب منه عندما يقرأ أو يكتب، صورها لم تظهر في الصحف، كما أن الصحافة لم تكتب خبرًا واحدًا عن زوجة ابنى أكبر أديب في الجمهورية".
وأضافت الوالدة: “أنجبت بيجماليون ابنة اسمها زينب وابنًا واحدًا هو إسماعيل.... وأقرر هنا أننى حماة أحب زوجة ابنى توفيق وزوجة ابني زهير، كما أحب ولدي تمامًا، ولو كانت لي ابنة لما أحببتها بهذه القوة”.
حقيقة الحماوات
وقالت أسما هانم:"إن مشكلة الحموات كلام فارغ وإن الذين يقولون إن الأم تغار من زوجة ابنها واهمون.. إن الحماة لا تغار مطلقًا طالما أن زوجة ابنها تحترمها، فالزوجة هي الأصغر وعليها أن تتعامل مع حماتها كما تتعامل مع أمها، وهذا الاحترام لابد أن يولد الحنان والحب، ولقد كنت ذات يوم زوجة ابن وكنت أريد أن أصبح ملكة في بيتي، لذلك لابد أن تكون زوجة ابنى ملكة في بيتها".
سناء البيسى تستجوب توفيق الحكيم
وبعد إعلان زواج عدو المرأة توفيق الحكيم سألته الكاتبة الصحفية سناء البيسى: كيف تزوجت يا حكيم الزمان ؟ فقال: زواج عقلى محض لرجل ناضج العمر يريد أن يؤسس بيتا في ظروف خاصة به كفنان، كانت شروطى قاسية لا تمس حريتى المطلقة.
سقطة توفيق الحكيم، نعى عبد الناصر بالدموع ثم هاجمه وعودة ونزار قباني يلقناه درسا في المبادئ
وأضاف الكاتب توفيق الحكيم: من شروطى ألا يشعر أحد أننى متزوج، حتى انا لا أريد أن أشعر بأننى هذا المتزوج، الزوجة لا تظهر معى في أى مجتمع، ولا في أى نزهة، ولن استقبل أصدقاء في منزلى، الزواج عندى سجن بلا أسوار لأن الثمن عندى هو حريتى.
وتابع الحكيم: وجدت الفدائية التي تحترم شروطى وكنت في الخامسة والأربعين وهى في الثلاثين، ووافقت وكانت مثالا لعروس الفنان ونموذجا لأم الفنان، فبعد سنوات إلى جوارها تغيرت فكرتى عن المرأة وعن الزواج فالشقة بغير زوجة مثل طبق الفول بغير زبدة.
كما ترى الكاتبة المفكرة الدكتورة نوال السعداوى أن توفيق الحكيم ليس عدوا للمرأة بل هو على عكس ما يشاع عنه فكتبت تقول:من يقرأ توفيق الحكيم يدرك وجود المرأة، ذلك الوجود الذى يفرض نفسه على وجود الرجل والكائنات الأخرى، يرفع وجودها إلى درجة عليا تشبه الطبيعة فى جبروتها وفي تناقضها.
لديه إحساس دائم بالمرأة
وأضافت السعداوى: وفى أول لقاء لي مع توفيق الحكيم فى لجنة القصة بالمجلس الأعلى للفنون والآداب أدركت أنه يحس وجود المرأة فى اللجنة رغم أن المرأة كانت أقلية.. امرأتان وسط ثلاثين رجلا، كنت أراه وهو يتكلم وكأنما هو يخاطب المرأتين فقط دون الرجال الآخرين، لكن عينيه كانت تتجه نحو الرجال، وكنت أحس أحيانا أن توفيق الحكيم هو الذى أعطى نفسه لقب "عدو المرأة " ليخفى عن الناس إحساسه الدائم بالمرأة.
بلاغ يتهم توفيق الحكيم بالتطاول على الذات الإلهية، والشعراوي يتدخل
وأضافت: وفى يوم بعد انتهاء إحدى جلسات لجنة القصة رأيت توفيق الحكيم واقفا فى الشارع وأوقفت سيارتى وعرضت عليه الركوب معى، كانت الشمس حارقة وقد بدا لي أنه ينتظر تاكسى دون جدوى، وتردد توفيق فى الدخول إلى سيارتى وقال ضاحكا، لا لا يمكن، فقلت له يمكننى أوصلك إلى المكان الذى تريده، فهز رأسه وعصاه فى الهواء وهو يقول:لا يمكن، أنا أخاف أركب سيارة وحدى مع امرأة، ضكحت وقلت: لن أعتدى عليك فى وضح النهار وفى الطريق العام، فرد بسرعة فائقة: مع المرأة لا ضمان فى أى وقت.
حوار ضاحك مع عدو المرأة
وتقول نوال السعداوى: ضحكت كثيرا ولم يكن يدور بينى وبين توفيق الحكيم إلا هذا النوع من الحوار الضاحك فرغم الخلاف الفكرى إلا أنى أحبه وأحترمه، كان وهو فى الثمانين يبدو أكثر حيوية وجاذبية من رجل الثلاثين، وفى آخر حديث لى معه قبل وفاته ببضعة أسابيع قال لى: أتعرفين سبب الأزمة التى نمر بها ؟
قلت ماهى ؟ قال إن نصف المجتمع المقهور والذى يريدون له مزيدا من القهر..إنه النساء، وعلى النساء اليوم أن يكون لهن الحزب السياسى الذى يناضل من أجل حقوقهن، وأنا أول رجل ينضم إلى هذا الحزب إذا قبلتم ذلك. وردد قائلا: أرجوك بلغى هذا الكلام على لسانى للنساء فى مصر.
يعترف بحبه للمرأة
تقول نوال السعداوى: كنت أظن أديبنا توفيق الحكيم يضحك كعادته حين يتحدث عن المرأة لكنه كان شديد الجدية، فقلت له: سأبلغها، لكن لماذا لا تبلغها أنت بنفسك ولك منبر فى الأهرام ؟ فرد قائلا: الأفضل أن أبلغ رسالتى إلى النساء عبر امرأة، فالمرأة تنصت للمرأة أكثر مما تنصت للرجل.
قلت: ليس دائما، وقد تنصت المرأة أكثر للرجل خاصة إذا كان عدوا للمرأة، وضحك الحكيم قائلا: أتعرفين الحقيقة فلم أكن أبدا عدوا للمرأة بل العكس صحيح.. إنه الحب الكبير الذى ينقلب من شدته إلى عداوة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.