سيناريوهات محادثات السلام بين السعودية والحوثيين اعتداءات، جماعة الحوثى الأخيرة تثير المخاوف والتساؤلات وخبراء: الاعتداءات الأخيرة محاولة للضغط على المملكة
هجوم غاشم، هذا ما حدث خلال الأيام الماضية على الحدود السعودية اليمنية، وأسفر عن مقتل جنديين بحرينيين وإصابة آخرين، ما أثار المخاوف حول مستقبل المحادثات بين التحالف الذى تقوده السعودية وجماعة الحوثيين فى اليمن.
معتز سلامة، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أوضح أن المفاوضات بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية تتعرض لبعض العثرات والعراقيل، وبالتالى تحاول جماعة الحوثى فى الفترة الراهنة تغيير قواعد اللعبة وتوظيف العامل أو البعد العسكرى فى الضغط على المملكة خلال المفاوضات فى محاولة لدفعها على تقديم مزيد من التنازلات، مشيرا إلى أن المفاوضات ليست بالسلاسة المطلوبة وربما هناك اختلاف فى مطالب الطرفين.
وتابع “سلامة” فى تصريحات خاصة لـ”فيتو”، بأن الهجوم الأخير، قد يشير إلى وجود تباينات داخلية فى صفوف الحوثيين أنفسهم، بمعنى أصح أن جميعهم ليسوا على وفاق فيما يتعلق بكيفية إدارة المفاوضات مع السعودية، فهناك أجنحة متشددة، وأخرى أكثر إيجابية وانفتاح على المحادثات.
وأكمل، أن إيران والحوثيين ليسوا طرفا واحدا، الحوثيون يحاولون إرسال رسالة للمملكة مفادها أننا لسنا خاضعين لطهران ولا تحاولوا الضغط علينا من خلالها، واتفاق السعودية وإيران شيء والتفاوض بيننا وبين المملكة شيء آخر.
وأضاف: “من الصعب أن يتأثر مسار المفاوضات بين الطرفين بسبب الهجوم الأخير، وستستمر للعديد من الأسباب أبرزها أن الطرفين أقبلوا على هذه العملية، كما أن المملكة لا تضع فى حساباتها فتح جبهة اليمن من جديد، خاصة بعد أن أدركت الرياض قيمة تثبيت وتجميد الجبهة اليمنية، وإنهاء حالة الاستنزاف السعودى داخل اليمن”.
وأشار الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إلى أن المملكة سوف تتلقى هذه الأعمال العشوائية أو المتعمدة من جانب الحوثيين بمزيد من التحمل والصبر، مشددا على أن الرياض تراهن بالأساس على المفاوضات واستمرارها، كما أنها لن تقدم على أى عمل مواجه للحوثيين ولن تخل بقواعد استمرار المفاوضات التى تعد خيارا استراتيجيا بالنسبة لها.
وعن تأثر العلاقات الإيرانية السعودية بهذا الهجوم، أوضح سلامة إمكانية حدوث بعض اللبس ولكنه رجح أن توجه المملكة فيما يتعلق بملف السلام مع إيران والمفاوضات والجولات التى استمرت لأشهر وسنوات ستجعلها أكثر قابلية للتعامل بهدوء مع مثل هذه التصرفات.
وبين الخبير فى مركز الأهرام، أن سلامة العلاقات السعودية مع إيران لا تعنى التوافق الكامل فى كل الملفات بين البلدين، لافتا إلى أن السعودية لديها العديد من الملفات المطروحة فى سياستها الخارجية والتى قد تتعارض مع سياسة طهران أبرزها الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل والذى سيؤثر على الأمن الخليجى بالكامل، مشددا على أن مثل هذه الخطوة قد تحدث أيضًا تغير فى قواعد اللعبة.
من جانبه، قال الدكتور هانى سليمان الخبير فى الشأن الإيرانى، إن محادثات السعودية والحوثيين تأخذ منحى مختلفا هذه المرة، وهناك العديد من الاعتبارات الإقليمية والدولية التى تؤثر على مسارها، بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى أبرزها اتفاق المملكة وإيران الذى بات من الواضح أن الدولتين لديهما إرادة حقيقة لاستمراره.
وتابع بأن إيران تريد الاقتراب على الأقل من الحد الأدنى للتوافقات مع السعودية، واختبار هذا الاتفاق يبدأ من اليمن، وهذا يندرج على الحوثيين، ولكن العلاقة بين الحوثيين وإيران لا تمثل علاقة تبعية مطلقة أو كاملة، مشيرا إلى أن هناك مساحة وهامش للحوثيين فى سياستهم الداخلية والخارجية وأنهم فى مرحلة معينة أصبحوا يريدون الاحتفاظ لنفسهم ببعض الاعتبارات والتقديرات بعيدا عن طهران فى محاولة منهم للابتعاد على الدخول فى صفقة بين البلدين، وبالتالى ليست لدى إيران سيطرة واسعة على الحوثيين.
وأكمل بأن إيران تضغط على الحوثيين حتى لا تضع نفسها فى موقف محرج أمام السعودية بعد الاتفاق الأخير، ولكن هناك اعتبارات داخلية فى اليمن وهذا ما جعل إيران تلجأ لحزب الله وحسن نصر الله للضغط على الحوثيين باعتبار العلاقات الجيدة بينهم، والسعودية أيضًا لديها رغبة جدية وكبيرة لإحداث انفراجة وسلام فى الوضع الداخلى فى اليمن، فقوات التحالف حققت أهدافا ولم تستطع تحقيق أهداف أخرى.
وأشار الخبير فى الشأن الإيرانى، إلى أن السعودية أصبحت تركز الآن على سياستها الخارجية وبدأت تسعى إلى تجاوز المستوى الإقليمى والتركيز على المستوى الدولى، كما أنها تحاول تحقيق العديد من الأهداف التنموية والاقتصادية، وبالتالى هى لا تريد مزيدا من الانخراط فى هذا المستنقع، وتسعى لتسوية الأزمة اليمنية، ولكن الأمر معقد فهى عالقة ما بين الحوثيين والجنوب، وبالتالى حلحلة الأزمة اليمنية يصطدم بتعدد الفاعلين داخل اليمن وتعدد الأطراف الخارجية أيضًا.
وأضاف: “منذ الحديث عن جولات المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثى، ظهر نشاط مكثف لتنظيم القاعدة فى عدد من المناطق اليمنية، وذلك بالرغم من الضربات الأمريكية وضربات التحالف التى ربما أضعفته ولكنه عاد من جديد خلال الفترة الماضية”، لافتا إلى أن الهجوم الأخير يحاول ضرب مساحات السلام والتهدئة للانقلاب على مسار التفاوض.
وأعرب الخبير فى الشأن الإيرانى عن اعتقاده بأن الجانب السعودى يدرك ذلك، ولن ينخرط أو ينجرف إلى مسالة الاستنزاف وسيحاول القفز على الموقف.
واختتم سليمان: “السعودية لديها إرادة كاملة، ولكن الحوثيين إرادتهم منقوصة، هناك أطراف مستفيدة من الحرب وقد لا يكون هناك توافق فى عدد من الملفات بين البلدين، عملية السلام ليست مستحيلة ولكنها معقدة”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.