طوفان الأقصى، القضية الفلسطينية في عيون أدباء وشعراء العرب: فلسطينُ صبرًا إنّ للفوز مَوْعِدا
تشكل القضية الفلسطينية محورا هاما في وجدان كل كاتب وشاعر عربي وعلى اعتبار أن الأدب العربي لابد أن يكن له دور في دعم القضية الفلسطينية، وهناك من الأدباء الذين كان لقلمهم دورا في إبراز المقاومة للشعب الفلسطيني وسط الظروف القاسية التي يعيشها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وجاءت عملية طوفان الأقصى الأخيرة بتفاصيلها المدهشة لتثير الشجون من جديد وتعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة والصدارة..وفي السطور التالية نعرض لجانب من المفكرين والأدباء والشعراء المصريين والعرب ةكيف كان موقفهم من القضية الفلسطينية والعجرفة الإسرائيلية التي لا تتوقف.
نجيب محفوظ والقضية الفلسطينية
كان نجيب محفوظ يؤيد الانتفاضة الفلسطينية ويقف معها حيث عبر عن ذلك قائلا:" أنا ضد ممارسات إسرائيل العنصرية" مؤكدا أن الانتفاضة الفلسطينية ما هي إلا ثورة في حد ذاتها، فجوهر القضية الفلسطينية هو صراع بين عدل وظلم.
وأشار إلى دور العرب في دعم هذه الانتفاضة لتحقق هدفها النهائي وهو الدولة الفلسطينية المستقلة.
الشاعر شوقي هيكل ضد جرائم الصهاينة
وكان للشعر المصري دورا في رصد جرائم الصهاينة على الفلسطينيين وفي نفس هذا الاتجاه سجل بعض الشعراء المصريين عن مجازر "دير ياسين"، و"كفر قاسم"، وغيرهما، ومنهم الشاعر شوقى هيكل، الذى قال:
اذكروا فى الدَّهْر ذِكْرَى كَفْرِ قَاسِم
واذكروا ياسين ديرًا لم يسالِم
واذكروا الجسر الذى ظلَّ يقاوم
واذكروا القدس وفيها الموت جاثم
الشاعر أحمد محرم
يعد الشاعر أحمد محرم أول من أطلق مصطلح النكبة على القضية الفلسطينية وكان من الشعراء الذين انتفضوا لآلام الفلسطينيين وحاول بشعره أن يعبر عن غضبه من جرائم المحتل وذلك من خلال قصيدة " فلسطين صبرا إن للفوز موعدا"والتي كانت تقول
فلسطينُ صبرًا إنّ للفوز مَوْعِدا
فَإِلَّا تفوزي اليومَ فانتظري غدا
ضمَانٌ على الأقدارِ نصرُ مُجاهدٍ
يرى الموتَ أن يحيا ذليلًا مُعَبَّدا
الشاعر توفيق زياد وشعر المقاومة
ومن الشعراء الذين تصدوا للاحتلال الإسرائيلي بشعرهم الشاعر توفيق زياد الذي شارك طيلة السنوات التي عاشها في فلسطين بشعره في محاولة تحقيق انتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد ناضل من أجل حقوق شعبه وكان لشعر المقاومة أثر بالغ في حياته بسبب الحياة القاسية التي عاصرها على أرض بلاده كما عبر عن ذلك في قصيدته "بأسناني":
بِأَسْنَانِي
سَأَحْمِي كُلَّ شِبْرٍ مِنْ ثَرَى وَطَنِي
بِأَسْنَانِي.
وَلَنْ أَرْضَى بَدِيلًا عَنْهُ
لَوْ عُلِّقْتُ
مِنْ شِرْيَانِ شِرْيَانِي.
أَنَا بَاقٍ
أَسِيرَ مَحَبَّتِي.. لِسِياجِ دَارِي
طه حسين والقضية
الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق وضح من خلال كتابه "طه حسين والصهيونية" كيف دعم عميد الأدب العربي القضية الفلسطينية منذ بدايتها مع تزايد موجات الهجرة لليهود على أرض فلسطين في ثلاثينات القرن الماضي.
ويدافع النمنم فى هذا الكتاب عن عميد الأدب العربى طه حسين ضد الاتهامات التى نالته بأنه لم يول قضية فلسطين اهتمامه، ولم يدين الممارسات الصهيونية فيها، حيث يؤكد النمنم فى مقدمة الكتاب على أن البعض وصم جيل الثلاثينيات والأربعينيات من المفكرين والنقاد بأنهم لم يتابعوا ما كان يجرى على أرض فلسطين وقتها، ولم ينتبهوا إلى الهجرات اليهودية المتزايدة إلى فلسطين.
وسجل النمنم في فصل عنوانه "فلسطين والطمع الصهيوني" أن قضية فلسطين شغلت اهتمام طه حسين إذ نشر مقالا عنوانه "فلسطين" في صحيفة "كوكب الشرق" يوم 28 أكتوبر 1933 وهو عام تضاعفت فيه الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل لافت للنظر مسجلا أن أرض مصر "اصطبغت بدماء المصريين كما اصطبغت فلسطين بدماء الفلسطينيين".
وفي المقال نفسه ينتقد طه حسين موقف القوى الأوروبية قائلا: "وإلا فما إخضاع مصر لقوة الإنجليز وما إخضاع فلسطين لقوة الإنجليز وطمع الصهيونيين".
ووفقا لكتاب حلمي النمنم فإن طه حسين نشر في الصحيفة نفسها مقالا في الرابع من مارس 1934 عنوانه "غريب" وذلك عن صديقه الكاتب الفلسطيني محمد علي الطاهر الذي هرب من تعنت الاحتلال البريطاني وحاول العودة لبلاده لزيارة أمه فمنعته سلطات الاحتلال ويقول "فما يكون الرجل من أهل فلسطين غريبا في مصر وما ينبغي أن يكون الرجل من أهل مصر غريبا في فلسطين".
واسيني الأعرج - سوناتا لأشباح القدس
"سوناتا لأشباح القدس" واحدة من أهم روايات الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والتي يحكي فيها عن فلسطين بطريقة مختلفة، من خلال حكاية بطلة روايته “مي” الفنانة الفلسطينية المغتربة رغمًا عنها، والتي اضطرت لترك بلادها في أعقاب النكبة أيضًا، ولكنها تحمل فلسطين في قلبها وكيانها وتسعى جاهدة للعودة.
وفي هذه الرواية يخوض بنا واسيني الأعرج طرقًا مختلفة للتعبير عن القضية وأثرها، مع فنانة تشكيلية شغوفة بالفن والموسيقى، تعيش في أمريكا مع ابنها الموسيقي يوبا، ولكنهما يفكران ويحلمان بفلسطين، من نيويورك إلى القدس تدور بنا أحداث الرواية بين ماضي بطلة الرواية الذي لا تستطيع الفكاك منه وحاضرها الذي تسعى لأن تغيره، حتى وفاتها!.
استطاع واسيني الأعرج في هذه الرواية أن يعبّر عن أزمة الفلسطيني في الغربة بجلاء من خلال حكاية مي، التي سعت للهرب من أشباح مدينتها، فإذا بها تلاحقها في آخر عمرها، بل وتتمنى أن تعود إلى القدس حتى ولو جثة هامدة.
وتعزف الرواية على كل أوتار الوجع والألم الإنساني من شرقه إلى غربه، فالبطلة هنا لا تعاني الاغتراب فحسب، بل وتعيش أسيرة مرض فتاك يقضي على حياته، وتترك ابنها في النهاية أسيرًا لموسيقاه يسعى أيضًا للبحث عن أرض أجداده وآثاره هناك في فلسطين.
إلياس خوري وباب الشمس
الكاتب اللبناني إلياس خوري يعد أحد أشهر الكتاب العرب دعما للقضية الفلسطينية من خلال كتاباته والتي تعد أبرزها رواية "باب الشمس"، وهي من الروايات التى تحوّلت إلى واقع ملموس وذلك بعدما قام عدد من الفلسطينيين فى بداية عام 2013 باستلهام أحداث رواية الكاتب اللبناني وتجسيدها على أرض الواقع كرفض لسياسة الاستيطان التي يعتمدها الكيان الصهيوني من أجل تهجير الأبناء الأصليين لفلسطين المحتلة واستبدالهم بمستوطنين يهود.
محمد سلماوي - الخرز الملون
وتمثّل رواية محمد سلماوى "الخرز الملوّن" (1990) التى صدرت درّة ثمينة للمهتمين بالأدب وبالذاكرة السياسية على السواء، إنَّها علاج ناجع ضدّ اليأس الذى يصيبنا فى مواجهة مأساة إخوتنا الفلسطينيين.
وتدور أحداث الرواية حول إخلاء يافا من سكانها العرب عام 1948 إلى زيارة أنور السادات القدسَ سنة 1977، تغطِّى الرواية أربعة عقود من تاريخ الشعب الفلسطيني، وتقصُّ أحداث خمسة أيَّام أساسيّة من حياة نسرين حوري، الزهرة التى اقتُلعت من جذورها لكنها لا تزال تنبض بالحياة تحت أنقاض التاريخ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.