التصنيفات الائتمانية للمؤسسات العالمية، شبح يهدد اقتصاد الدول من تراجع تقييمها.. والديون أبرز أسباب خفض التقييم
جاء قرار مؤسسة موديز، بخفض تصنيف مصر السيادي بالعملتين المحلية والأجنبية من درجة B3 إلى درجة Caa1 مع نظرة مستقبلية مستقرة، ليطرح العديد من التساؤلات بين المواطنين حول التصنيفات الائتمانية للمؤسسات العالمية، ودورها في تقييم الاقتصادات الخاصة بالدولة، وتداعيات الاقتصادية التي قد يتعرض لها الاقتصاد لأي دولة وبالتحديد الدول الناشئة.
وهذا ما جعل هناك أهمية لضرورة التعرف على كل ما يتعلق بالتصنيفات الائتمانية والمؤسسات المختصة بها، بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي إلى قرارات رفع الائتمان أو تخفيضه لأي دولة في العالم، بجانب تأثيره على اقتصاد الدول وعملاتها مقابل الدولار.
معنى التصنيف الائتماني
يأتي التصنيف الائتماني عبارة عن مؤشر متعلق بمدى قدرة الدولة على سداد ديونها على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد، ويتم تحديد التصنيفات عبر عدة مؤسسات دولية تساهم في هذه المهمة عبر إمداد أسواق المال بمعلومات عن جودة الديون الصادرة، والمخاطر المتعلقة بتخلف المدينين عن التزامات السداد.
أهمية التصنيف الائتماني للدول
تمثل عمليات التصنيف الائتماني للدول أهمية كبيرة في المعاملات الاقتصادية بين المقترض والمستثمر، وهذا لأنه ينعكس بالإيجاب أو بالسلب على ثقة المستثمر في دولة ما أو مؤسسة ما، بجانب تكلفة استدانتها من الأسواق المالية، حيث تمنح قرارات مؤسسات التصنيف القدرة للمستثمرين على اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار من عدمه في سندات الديون الصادرة عن الجهات التي ترغب في الاقتراض.
درجات التصنيف الائتماني للدول
تقوم المؤسسات المتخصصة في منح التصنيفات الائتمانية للدول، في صورة درجات أو تقديرات مماثلة لنظام تقييم طلاب الجامعات، ولكنها لا تستخدم وفقا للمصطلحات الخاصة بالجامعات، ولكنها تعتمد على الدرجات المختلفة، والتي سوف نستعرضها معكم.
تصنيف “AAA”: الأعلى في التصنيف الائتماني والثقة في الوفاء بالالتزامات المالية.
تصنيف “AA”: أعلى تصنيف ائتماني في الوفاء بالالتزامات المالية ويعد المرتبة الثانية.
تصنيف “A”: درجة عالية من التصنيف الائتماني ولكن قد تتأثر بالأوضاع الاقتصادية.
تصنيف “BBB”: مستوى كاف ومقبول من اليقين بالوفاء بالالتزامات المالية ولكن بدرجة أقل.
تصنيف “BB”: مستوى مقبول من اليقين بالوفاء بالالتزامات المالية ولكن غير مضمون استمراره.
تصنيف “B”: مستوى منخفض من اليقين بالوفاء بالالتزامات المالية ومثير للقلق.
تصنيف “CCC”: عدم اليقين من الوفاء بالالتزامات المالية وإمكانية التخلف عن السداد.
تصنيف “CC”: إمكانية التخلف عن السداد واحتمالية عالية للمخاطر.
تصنيف “C”: مخاطر التخلف عن السداد عالية للغاية.
تصنيف “LD”: عدم الالتزام بوفاء بعض الالتزامات المالية مع الوفاء بالتزامات أخرى.
تصنيف “D”: التقصير والتخلف عن السداد في جميع الالتزامات المادية.
أبرز مؤسسات التصنيف الائتماني
يوجد هناك العديد من المؤسسات المتخصصة في منح التصنيفات الائتمانية للدول والمؤسسات، وبالرغم من وجود العديد من المؤسسات العالمية المتخصصة في هذا الشأن، إلا أن هناك 3 مؤسسات فقط هي التي تهيمن ملف التصنيفات الائتمانية، والتي تتمثل في مؤسسات "فيتش" و"موديز" و"ستاندر آند بوروز"، وهي عبارة عن ثلاث شركات أمريكية، بالإضافة إلى مؤسسة دادونغ الصينية للتصنيف الائتماني، والتي أطلقتها الحكومة الصينية في عام 1994 لتصنيف ديون الشركات الصينية.
أبرز عوامل وضع التصنيف الائتماني للدول
تركز مؤسسات التصنيف الدولية على عدد من العوامل التي يتم من خلالها وضع التصنيف الائتماني بناءا عليها، والتي تتمثل في قدرة الدولة على الوفاء بسداد مديونياتها، وحجم المديونيات على الدولة المتعلقة بأدوات الدين الحكومي، وحجم الاحتياطيات الموجود بتلك الدولة، والنسبة التي يشكلها الاحتياطي مقابل المديونية ومدى القدرة على التغطية، بجانب حجم التطور في سعر صرف العملة ارتفاعا أو انخفاضا، والمؤشرات الاقتصادية الكلية للدولة.
آلية وأنواع التصنيف الائتماني للدول
تعتمد عملية التصنيف الائتماني للدول على عدة آليات، حيث تدعم عملية تحسين ورفع درجة التصنيف، والتي يتم من خلالها قبول طلبات الاقتراض، أما بالنسبة لعملية تراجع التصنيف تقوم بتراجع فرص الموافقة على الاقتراض في بعض الأحيان أو منح القروض مع إلزام الجهة المقترضة بسداد فائدة مرتفعة لعدم الثقة في قدرتها على الوفاء بالدين.
وتنقسم أنواع التصنيف الائتماني إلى عدة أقسام، سواء حسب التقييم الزمني وتضم تقييم ائتماني طويل الأجل وتصنيف ائتماني قصير الأجل، أو حسب آلية وأداة التصنيف مثل تصنيف المصارف أو التصنيف السيادي أوتصنيف القوة المالية للشركات، وغيرها.
ويمكن تقسيم أنواع التصنيف إلى، تصنيف السندات، تصنيف أسهم حقوق الملكية، تصنيف حصة التفضيل، تصنيف الأوراق التجارية، تصنيف المقترض، تصنيف الودائع الثابتة، تصنيف الالتزامات المنظمة، تصنيف الأفراد، والتصنيف السيادي الخاص بالدول.
تأثير تقارير وكالات التصنيف على الاقتصاديات والعملات
تتسبب تقارير وكالات التصنيف في العديد من التأثيرات والتداعيات على الاقتصاديات والعملات، وهذا على حسب مدى سيطرة الدولة على إدارة الاقتصاد، فكلما كانت مقدرات السوق أو العملة خاضعة لآليات العرض والطلب، كان تأثير تقارير التصنيف الائتماني عاليا، إيجابا وسلبا.
ومن الممكن أن تساعد تقارير وكالات التصنيف الائتماني على تدفق الاستثمارات الأجنبية للبلاد، وبالتالي رفع قيمة عملتها، أو العكس فقد تساعد على خروج الاستثمارات الأجنبية، وبخاصة تلك الاستثمارات غير المباشرة، التي يمكنها الخروج بسرعة من الأسواق المعرضة للخطر.
يأتي هذا في الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة ديون بالغة، بينما تسعى الحكومة للحصول على مزيد من القروض على أمل الوفاء بالتزاماتها الفعلية، وتنعكس هذه الأوضاع على الأحوال المعيشية للمواطنين وأسعار السلع.
مصير الديون المصرية
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، أن هناك التزاما من جانب الدولة المصرية بشأن سداد ديونها لصندوق النقد الدولي في المواعيد المحددة دون تأخير، لافتا إلى أن كافة الديون في منطقة آمنة حتى الديون طويلة الأجل، كما أن هناك مساعي لتقليل هيمنة وسيطرة الدولار والتي تظهر بشكل كبير بعد تفعيل مجموعة "بريكس" والتعامل بمختلف عملات الدول الأعضاء بالمجموعة، مما يقلل من مشكلة نقص النقد الأجنبي وعدم زيادة الطلب على الدولار بشكل كبير، وانتعاش الاقتصاد المصري مرة أخرى مما يجعله أهم الاقتصاديات بمنطقة الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة.
اشتراطات صندوق النقد الدولي
وأضاف خضر، في تصريحات خاصة لـ فيتو، أنه فيما يتعلق بالاشتراطات التي يضعها الصندوق، فإن مصر تقوم بتطبيق ما يتماشى مع البيئة الاقتصادية والتشريعية للاقتصاد المصري مؤكدا على أنه لا يتم تطبيق أي شيء يضر بمصالحنا الاقتصادية، بالنسبة للاشتراطات التي يضعها الصندوق، حيث إنها في الغالب تضر باقتصاديات الدول، لتحقيق مصالح شخصية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.