الجندي المصري مفاجأة حرب أكتوبر المجيدة، صاروخ مالوتكا ضد دبابة
حرب أكتوبر لم تكن وليدة صدفة فالمصريين اعدوا لها ما اسطاعوا من قوة، القوة الداخلية التي كانت تشحن عزائم الرجال بالأخذ بالثأر واسترداد الأرض.
في السطور التالية تتناول «فيتو» كيف استطاع المصريين القتال بأسلحة دفاعية.
التخطيط والإعداد للمعركة
عقب جولة ٥ يونيو ٦٧ عندما قامت اسرائيل بعمل مباغتة عسكرية ضربت فيها المطارات أصبحت القوات المسلحة في سيناء دون غطاء جوي وتم تشتيتها في سيناء ولم تحارب وكان القرار السياسي وقتها بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء مر وصعب فاضطرت إلى البناء من الصفر خصوصا بعد تركها 85 % من السلاح في صحراء سيناء واغلبة كان سليما.
ونظرا لتوقف الحياة في مصر بسبب اليأس وضعف الصناعة العسكرية المصرية فلم يكن لمصر مورد آخر من السلاح سوى الاتحاد السوفيتي.
فكان البديل من أجل استمرار القتال لعودة الأرض طلب سلاح من روسيا وبالفعل استجاب الاتحاد السوفيتي وقام بنجدة الجيش المصري وبدأ في توريد كميات كبيرة من السلاح من كافة الانواع بدأ من تسليح الجندي والضابط المصري بالمسدس الشخصي وحتى منظومات الدفاع الجوي والطائرات ومئات المدرعات.
ومن الأسلحة الخفيفة التي مدنا بها الصاروخ ساجر أو مالوتكا.
وبدراسة إمكانيات الجانب الإسرائيلي وجد انه لا يحارب إلا من بعيد وأسلحته الأساسية الطائرات والدبابات التي تضرب وهم داخلها محصنين فبدأت القيادة بالاهتمام بأسلحة المشاة المضادة للدبابات كسلاح رئيسي لمجابهة الدبابات الإسرائيلية.
الجندي المصري
فكان الاعتماد الرئيسي على جندي المشاة المسلح بالصواريخ المضادة للدبابات كعنصر أساسي لتدمير الدبابات الإسرائيلية لكن ذلك كان يعني إستخدام تكتيك دفاعي في الهجوم وهو ما كان غريبا وسبب المفاجأة في الحرب وابهار العالم كله.
صفقات الأسلحة من الاتحاد السوفيتي
مع بناء القوات المسلحة المصرية 1967- 1970 كان الاتحاد السوفيتي المورد الوحيد للسلاح المصري فقام بتوريد نسخ محسنة مما لدى مصر من أسلحة المشاة المضادة للدبابات فكان توريد الصاروخ RPG 7 كبديل للنسخة الاقدم وتم أستخدامه فعلا بنجاح فاق كل التوقعات في معركة رأس العش ليلة 30 يونيو 1 يوليو 1967 عندما صمدت فيه فصيلة صغيرة من 30 فرد من الصاعقة او كما يطلق عليها العدو الكوماندوز المصري ضد سرية دبابات إسرائيلية كاملة وكبدهم خسائر كبيرة ونجحت في حماية مدينة بورفؤاد وصد الهجوم الإسرائيلي ولم يعاود العدو وجنوده الاقتراب من هذه المنطقة التي ظلت حتي نصر اكتوبر هي المكان الوحيد الذي لم تحتله اسرائيل في سيناء.
أما السلاح الأشد فتكا ورعبا للعدو فكان الصاروخ ساجر والذي يسميه جنودنا في الميدان مالوتكا والذي تم أخذه من الاتحاد السوفيتي عام 1969 كسلاح فعال ضد الدروع وتطوير للصاروخ شامل المضاد للدبابات المحمل علي عربات جيب للدفاع الجوي.
تدريب أبطال حرب أكتوبر
استخدام الصاروخ ساجر كان يحتاج إلى جندي مدرب تدريب عالي جدا ولديه في التعامل وتوجيه الصاروخ الموجه سلكيا نحو الهدف مباشرة ولابد أن يكون الفرد لديه قدرة عالية من الثبات الانفعالي لتوجيه الصواريخ وسط معركة دائرة بكل ما فيها من إطلاق بمعنى معركة حامية الوطيس.
كان المتعارف عليه في التكتيك العسكري السوفيتي أن الصاروخ ساجر صاروخ دفاعي يطلقه جندي مشاة من خندق محصن ضد دبابات العدو بمدي يصل الي من 3 إلى 4 كيلو متر فقط.
المفاجأة المصرية
وتم التدريب على الصاروخ ليصبح سلاح هجومي ضد دبابات العدو، فالقيادة المصرية خططت لعبور قناة السويس بقوات المشاة الخفيفة لعمل رؤوس كباري بطول الجبهة في شرق القناة لعبور المدرعات والأسلحة الثقيلة لحسم المعركة واكتساب الأرض واذهل العالم وقوات العدو الإسرائيلي بامكانيات قوات مشاة خفيفة من صد الهجمات الإسرائيلية المدججة بأحدث دبابات في العالم وكانوا متوقعين أنها ستقاوم عبور المشاة المصريين وتدهسهم بجنازيرها.
مذكرات الفريق سعد الشاذلي
وتناول الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان الجيش في مذكراته بالصفحة رقم 195 ما يلي (( فان وحدات المشاة التي ستعبر قناة السويس ستظل معرضة لنيران 3 ألوية مدرعات المتواجدة لتأمين خط بارليف لمدة 10 ساعات من بدء العمليات بدون دعم نيراني من الدبابات وقد تصل تلك المدة لحوالي 12 ساعة (3 ساعات من بدء تشغيل المعديات والكباري) لحين وصول وحدات الدبابات الي رؤوس الجسور وتمركزها واتخاذها لاوضاعها القتالية.
وتم التخطيط إلى توفير الأسلحة المضادة للدبابات وتزويد وحدات المشاة التي ستعبر القناة بها وذلك حتي تتمكن تلك الوحدات من التعامل مع الوحدات المدرعة بالجبهة لحين تمكن الدبابات من عبور القناة وتوفير الدعم النيراني اللازم لوحدات المشاة لصد الهجوم الإسرائيلي المضاد.
وعليه ستعبر وحدات المشاة القناة ومعها صواريخ مضادة للدبابات مالوتكا (أقصى مدى هو 4000 متر والمدى الميت 500 متر) ومعهم المدافع المضادة للدبابات عديمة الارتداد بـ10 وبـ11 ذات المدى 600-800 متر بهدف تغطية المدي الميت للمالوتكا وكذلك ال ر.ب.ج 7 ذات المدى 300 متر.
شهادة الضباط الاسرائيليين
وبدأت حرب أكتوبر المجيدة يوم ٦ أكتوبر الساعة الثانية ظهرا وكان يتضمن النسق الأول لقوات المشاة المصرية مكون من فرق كثيرة من قوات المشاة المسلحة بالصواريخ المالوتكا بهدف الاندفاع شرقا وعمل حفر مؤقتة لاصطياد الدبابات الاسرائيلية في كمائن معدلة علي عجل لتأمين منطقة أمان لرأس الجسر المصري شرق القناة.
ويقول النقيب داني أحد قادة كتائب الدبابات الإسرائيلية على الجبهة في كتابه التقصير الاسرائيلي ( لقد كانت سعادتي بالغة عندما بدأت كتيبتي الهجوم ووجدنا أمامنا مشاة مصريين فقط – مجرد مشاة – هل تصدق ؟!! يا لهم من تعساء لأننا سنقوم بقتلهم والمرور فوقهم بالدبابات بكل سهولة، لكننا فجأة وجدت الصواريخ الموجه بالسلك تتراقص حول دبابات كتيبتي وتدمرها الواحدة تلو الأخرى وكان الجنود المصريين يقفزون من حفرة لحفرة بلا خوف من دباباتنا، لقد علمونا في مدرسة الدبابات ان دبابات العدو هي هدفنا الاول والمشاة هدف ثانوي، لكننا وجدنا المشاة المصريين أخطر علينا من دباباتهم، ولم أحس بنفسي إلا وأنا خارج دباباتي المحترقة) رافعا علم الاستسلام.
وانتصرت إرادة مصر فوق سلاح العدو المتطورة وتمكنت في تدمير أكثر من 400 دبابة إسرائيلية في الفترة من 6 إلى 24 أكتوبر 1973.
عقول المصريين
واستطاع عقل المخطط أن يستخدم سلاح دفاعي في الهجوم ودحر مدرعات العدو وخروجها من معادلة القوة بفضل التدريبات المكثفة وعزيمة وخفة الجندي المصري الذي كان يواجه الدبابة بصدر عاري دون الخوف أو اخطاء في التصويب فكان الصاروخ بدبابة نجح الجندي المصري في الحرب واسترداد الأرض.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.