ذكرى استشهاد السادات، أحمد عكاشة يحلل شخصية الرئيس الراحل: اهتم بصورته الاجتماعية والرفاهية.. كان يشعر بأن الجميع يتآمر عليه.. لم يحظ بجاذبية عبد الناصر
أنور السادات، زعيم مصري عربى صاحب كاريزما خاصة، رحل في 6 أكتوبر1981 في الذكرى الثامنة لنصر أكتوبر المجيد، هو زعيم الحرب والسلام وقائد النصر، وكتب عنه الكثير ووصفوه بالبطل ووصفه البعض الآخر بالملهم.
اقرأ أيضا:
تعليق قوي من رقية السادات بعد استعادة جواز سفر الرئيس الراحل (فيديو)
وبهذه المناسبة وفى كتاب " تشريح الشخصية المصرية"كتب الدكتور أحمد عكاشة تحليلا دقيقا لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات يقول فيه: لا أستطيع أن أقول إننى أقدم تحليلا عميقا لشخصية السادات دون فحصه، وكل ما أفعله هو تقييم له، ولو أن بعض من الأطباء النفسيين الأمريكيين قاموا بعمل دراسات وافية عنه قبل كامب ديفيد وكذلك عن بيجين، وهؤلاء لم يفحصوه بالطبع لكنهم أخذوا التاريخ الطولى والتاريخ الارتقائي لحياته وهواياته وقراءاته وعلاقاته الشخصية، والأشياء التي تسعده، والأشياء التي تغضبه قبل وضع الاتفاقية، ومما لا شك فيه أن دراسة سمات شخصية السادات كان لها أكبر الأثر في إبرام معاهدة كامب ديفيد.
السادات رجل دولة وليس زعيما
وتابع: قال الأمريكان إن الرئيس أنور السادات لا يميل الى التعمق في الأشياء، وأن قدرته على المثابرة والصبر محدودة، ولذا يستحسن ألا تطول المناقشات معه والا يدخل في تفصيلات دقيقة جدا، ولا شك ان إنجاز كامب ديفيد عظيم ولكن يظل انجاز رجل دولة لا انجاز زعيم، وهو نجاح حنكة سياسية ولكن تم على أساس ابتلاع الكثير من كرامتنا لكنها سياسة عظيمة لرجل دولة، لكن الزعيم عادة يقوم بمغامرات واندفاعات، ومن الممكن أن يخطئ وحساباته تكون مبنية على فروسية وشهامة وتضحيات.
اقرأ أيضا:
فى ذكرى ميلاد بطل الحرب والسلام.. رقية السادات تكشف وصايا والدها
الصورة الاجتماعية للسادات
وأضاف عكاشة: أيضا علم الأمريكان اهتمام السادات بالصورة الاجتماعية، والإنسان منا ثلاث صور، الأولى وهى الذاتية وهي بين الإنسان ونفسه ولا يعرفها غير الطبيب النفسي، والثانية هي الاجتماعية وهى كيف الإنسان أن يظهر أمام الناس، وهذه الصورة كلنا نعيش بها ولكن بعض الناس يتمادى فيها خاصة عندما يجد من ينافقه..أنت المؤمن أو أنت العملاق، ويعيش أغلب الممثلين في الصورة الثانية وينسون صورتهم الذاتية.
وتابع: الصورة الثالثة هي المثالية وهي ماذا يريد الإنسان أن يصبو إليه، لكن السادات كانت تهمه الصورة الاجتماعية والمظهر الخارجي ويتضح ذلك من الملابس المختلفة التي كان يرتديها: مرة الجلباب، ثم البدلة والملابس العسكرية مرة والبايب مرة، وهو الرئيس الوحيد الذي جاء بمصور يلتقط له صورة وهو يحلق ذقنه ويفطر ويستحم، وقد أذاع الأمريكان أن السادات لو رشح نفسه في أمريكا لفاز.
وقال عكاشة: الحقيقة أن أحسن وسيلة لإنهاء إنسان أن تمدحه حتى ينتفخ، وما دام وصل إلى الانتفاخ فإن دبوسا صغيرا يجعله ينفجر، والأمريكان لعبوا معه هذه اللعبة..مرة يختارونه ضمن أشيك ثلاثة في العالم، ومرة ينتخبونه أحسن زعيم سياسى، وهذه خطة استراتيجية استخدموها مع السادات.
اقرأ أيضا:
في ذكرى ميلاد أنور السادات.. محطات فى حياة بطل الحرب والسلام
وأضاف عكاشة: كان اهتمام السادات بالصورة الاجتماعية وحسب الروايات التي قيلت عنه لم تكن له قراءات كثيرة ولا عميقة ولم يكن مثابرا على قراءة التقارير مثل عبد الناصر الذى كان يدخل في التفاصيل الدقيقة جدا، والسادات كان يحب الهواء الطلق والجلوس في الحديقة أو على البحر أى أنه كان يحب الحياة السعيدة المرفهة وهذا ليس عيبا لكنه من المؤكد أنه يؤثر على قراره.
لا يوجد بشر معصوم من الغرور
وتابع: إذا كان إنسان لديه هذه السلطة ولا أحد يقول له لا، فلا يوجد بشر معصوم من الغرور والانتفاخ الذاتي والإحساس أن الكل يتآمر عليه ويصبح شغله الشاغل ليس العناية بالشعب، ولكن البقاء في الحكم والسلطة، مما يؤثر على سلوكهم، وحركة اعتقالات سبتمبر التى جمع فيها كل الاتجاهات السياسية من يمين ويسار ومسلمين وأقباط تعنى أنه أحس أن الكل يتآمر عليه.
وقال: قبل الحكم كان السادات إنسانا مغامرا ومضحيا خاصة قبل الثورة عندما شارك في مقتل أمين عثمان، لكنه بعد الثورة عكس هذا فجاءت الرفاهية خاصة بعد تولى الرئاسة، وفى الوظائف التي تولاها قبل رئاسته لم يكن مبدعا ولا منجزا وقد يكون السبب انه لم تعط له الفرصة، لكن إمكاناته فيما بعد كان فيها بعد نظر وحنكة سياسية.
اقرأ أيضا:
الجاذبية الجماهيرية ولعبد الناصر
وأضاف: السادات لم يستطع أن يكون زعيما ولم تلتف حوله الجماهير المصرية أو العربية، لأن الجاذبية الجماهيرية لعبد الناصر أثرت عليه، وهو ظلم لأنه جاء بعد عبد الناصر الذى تمتع بجاذبية جماهيرية غريبة وإحساس الناس بأبوته كان مهولا ومن هنا قال بعض الناس عند وفاته ( حاتسيبنا لمين ياريس ) والسادات لم تكن لديه هذه الجاذبية الجماهيرية بالرغم من محاولة وسائل الإعلام خلق هذه الجاذبية، لكنها فشلت، فالجاذبية لا تكتسب وهى هبة من الله.
نصر أكتوبر رفع رأس مصر
وتابع: من هنا فالسادات لم يستطع أن يعطى مصر العزة والكرامة التي أحبها الناس أيام عبد الناصر ولو أن نصر أكتوبر رافع رأس مصر أكثر من أشياء كثيرة عملها عبد الناصر، وجاءت كامب ديفيد التي عارضها جزء كبيرا من الشعب.
وقال: يقول البعض إن لزوجة السادات ـ السيدة جيهان ـ تأثير على قراراته نعم يوجد تأثير لكنها كانت أشياء جيدة مثل قانون الأحوال الشخصية، وعموما لا تصدق أنه يوجد رجلا أو أى زوج لا يكون لزوجته تأثير عليه لأنه في آخر اليوم هو معها وهو بشر، وإذا كانت السيدة تتميز بذكاء وشخصية السيدة جيهان فلا يوجد عيب في أن تؤثر على زوجها، لكننا لا نستطيع أن نقول إنها سيطرت لكن كان لديها شخصية اجتماعية محببة للناس، ووجودها بجواره كان في مصلحته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.