الرصاصة الأخيرة في قره باغ، رئيس أذربيجان يأخذ بثأر والده بعد 30 عاما
غادرت اليوم، آخر قافلة نازحين للأرمن من إقليم قره باغ، فى اتجاه أرمينيا، لتسترد أذربيجان الإقليم بشكل كامل بعد سنوات القتال.
مغادرة آخر قافلة للأرمن إقليم قره باغ
وقالت وزارة الدفاع في أرمينيا، إن قوات أذربيجانية أطلقت النار على سيارة تنقل مواد غذائية للجيش الأرميني، مما أسفر عن إصابات مباشرة للأفراد، فيما أعلنت قوات حفظ السلام الروسية مغادرة آخر قافلة للنازحين الأرمن ناغورني قره باغ باتجاه أرمينيا.
وكشفت الدفاع الأرمينية عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين، وقالت عبر تليجرام: "في الثاني من أكتوبر وإثر إطلاق القوات الأذربيجانية النار على مركبة تابعة للقوات الأرمينية محملة بالمؤن سقط قتيل وجريحان في الجانب الأرميني".
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف، أعطى إشارة البدء لهجوم عسكري خاطف يوم يوم 19 سبتمبر الماضي، في إطار خطة جهزت قبل أشهر بهدف إعادة ترسيم الخريطة الجيوسياسية، والثأر لهزيمة مذلة مُني بها والده قبل نحو 30 عاما.
وكثيرا ما تحدث إلهام علييف، الذي يتولى السلطة منذ 20 عاما وخاض حربا ناجحة بالفعل، عن إعادة إقليم ناغورني قره باغ الجبلي إلى السيطرة الكاملة لدولة أذربيجان بعدما انفصل سكانه الذين ينتمون لعرقية الأرمن عن حكم العاصمة "باكو" في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
خطة إلهام علييف لاسترداد قره باغ
ويحمل قرار استعادة الإقليم بعدا شخصيا بالنسبة للرئيس إلهام علييف، تبلور على مدى أشهر في ظل تغير الواقع الدبلوماسي، وفق ما أكد مسؤولان كبيران ومصدر يعمل مع علييف لوكالة "رويترز" فى تصريحات سابقة.
ونقلت رويترز عن أحد المصادر قوله" إن "الرئيس علييف يكمل شيئا لم يستطع والده فعله لأن الوقت لم يمهله".
أفلت إقليم قره باغ من قبضة أذربيجان في الفوضى التي تلت تفكك الاتحاد السوفياتي. وقُتل حوالي 30 ألف شخص ونزح أكثر من مليون، أكثر من نصفهم من مواطني أذربيجان، خلال حرب امتدت من عام 1988 إلى عام 1994.
وأُجبر الرئيس السابق للبلاد حيدر علييف، والد إلهام علييف ورئيس أذربيجان الحالي، على الموافقة على وقف إطلاق نار الأمر الذي رسخ انتصار أرمينيا.
وطول الأعوام الماضية، تسبب تحالف موسكو ومعاهداتها الدفاعية المبرمة مع أرمينيا، التي تملك فيها روسيا منشآت عسكرية، في ردع باكو، عن استخدام القوة حتى مع بيع السلطات الروسية أسلحة لكلا البلدين.
لكن علاقات موسكو مع أرمينيا شهدت تدهورا في 2018 حينما قاد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، احتجاجات في الشوارع، صعدت به إلى السلطة على حساب عدد كبير من الزعماء الأرمن الموالين لروسيا.
جيش أذربيجان يشتغل فرصة خلافات بوتين وباشينيان
وفي ظل تكثيف حملة جيش أذربيجان تعديل وتحديث صفوفه وتطويره، لم تلبث أرمينيا أن تقع في أزمة بعد خروجها من أخرى، ومع ملاحظة كون الكراهية متبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وباشينيان الذي مال لإقامة علاقات مع الغرب، واختبر علييف حساسية الموقف قبل المضي قدما لضمان رضا الروس عن التحرك.
وفي 2020 كتمهيد لعملية استرداد الإقليم شن حربا استمرت 44 يوما، انتصر فيها جيش أذربيجان، بمساعدة من طائرات مسيرة تركية متقدمة، مما قادهم إلى استعادة جزء من أراضي قره باغ.
وتوسطت وقتها روسيا، في وقف لإطلاق النار بما بدا أنه انتصار لموسكو، وسمح لها بنشر قرابة ألفي جندي حفظ سلام في قره باغ، وفرت الخطوة لروسيا حضورا عسكريا في أذربيجان، فيما يبدو أنها تهدئة لأي تحركات عسكرية إضافية من طرف باكو.
لكن حرب روسيا على أوكرانيا، التي اندلعت فى فبراير 2022، غيّرت المعادلة من جديد، إذ انشغلت موسكو بحرب ضروس مع كييف.
علييف استشعر وجود فرصة للانتقام لوالده
ازداد غليان المشكلة منذ أشهر، وبدا أن إلهام علييف استشعر وجود فرصة سانحة مع انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، وفي ديسمبر الماضي، بدأ مواطنون من أذربيجان يصفون أنفسهم بأنهم ناشطون بيئيون غير راضين عن عمليات التعدين غير القانونية، بإغلاق ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط قره باغ بدولة أرمينيا.
وقال مسؤولو قره باغ وقتها، إن المحتجين يشكلون غطاء، ويوجد بينهم مسؤولون من أذربيجان. ونفت باكو الاتهام.
ولم تتحرك قوات حفظ السلام الروسية المسلحة، التي بدت أنها تحجم عن المخاطرة بتصعيد الموقف، لفض المحتجين بالقوة.
وفي محاولة جرت خلال مايو الماضي، لتحريك مفاوضات السلام، قدّم رئيس الوزراء الأرميني، عرضا يمثل انفراجا، وهو أن أرمينيا مستعدة للاعتراف بقره باغ بوصفها جزءا من أذربيجان إذا ضمنت باكو أمن عرقية الأرمن بالإقليم.
اغتنم علييف، ما اعتبره اعترافا تأخّر كثيرا بالأمر الواقع كدلالة على ضعف أرمينيا، ووصف المصدر الذي يعمل مع علييف التحول بأنه "مهم للغاية".
وصباح 19 سبتمبر الماضي، استيقظ سكان ستيباناكيرت عاصمة قره باغ، المعروفة باسم خاناكندي في أذربيجان، على دوي نيران المدفعية التي تكررت وسط أجواء ضبابية.
فبدأت ما وصفها علييف بأنها عملية لـ"مكافحة الإرهاب" بقيادة من قوات برية مدعومة بطائرات مسيرة وستار من المدفعية من أجل اجتياح خطوط قره باغ الدفاعية.
وقُتل 5 روس في العنف الذي تلا العملية فيما يبدو أنه حادث اعتذر عنه علييف لبوتين.
وأعلنت باكو الانتصار في غضون 24 ساعة، ووافق مقاتلو قره باغ الأرمن على وقف إطلاق نار ألزمهم بتسليم أسلحتهم وحل سلطتهم بداية من يناير 2024، وقال أرمن قره باغ إنهم شعروا بالخيانة من جميع الأطراف.
وذكر ديفيد بابايان، مستشار لزعيم حكومة قره باغ، لرويترز بعد يوم من العملية شاكيا "تُركت قره باغ بمفردها، لم تفي قوات حفظ السلام الروسية عمليا بالتزاماتها، تخلى عنا الغرب الديمقراطي، وغضت أرمينيا أيضا طرفها عنا".
قره باغ كلمة السر.. تاريخ دامي من الصراعات بين أرمينيا وأذربيجان
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.