الأوبئة تحاصر السودانيين تحت وطأة الحرب.. انتشار الكوليرا وحمى الضنك يهدد حياة الآلاف.. ومطالبات بدعم دولي لمواجهة الأمراض الخطيرة
تعيش السودان مأساة كبيرة منذ 15 أبريل الماضي مع استمرار القتال الدامي بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع دون ظهور بوادر للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وفضلا عن نزوح الآلاف وسقوط عشرات القتلى والمصابين بشكل يومي، إلا ان انتشار الامراض يهدد الشعب السوداني وينذر بمزيد من الوفيات خاصة بين صفوف الأطفال.
انتشار الأوبئة في السودان
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة حذرت العديد من المنظمات الأممية ومنظمة الصحة العالمية من انتشار الكوليرا وحمى الضنك بالسودان وسط أزمة كبيرة في تقديم الرعاية الطبية اللازمة فضلا عن تلوث مياه الشرب ونقص الغذاء.
وحذر وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، من معدل انتشار الأوبئة، ومنها حمى الضنك والكوليرا في 8 ولايات، وذلك بعد زيادة معدل الإصابات والوفيات، لافتا إلى أن هناك نقصا في معدل الدعم الطبي الدولي.
اقرأ أيضا.. توفى أو طريح الفراش، غموض حول مصير حميدتي قائد الدعم السريع فى السودان
حمي الضنك والكوليرا تحاصر الشعب السوداني
وقال إبراهيم في تصريحات صحفية إن "الوزارة رصدت انتشار الأوبئة، ومنها حمي الضنك والكوليرا في 8 ولايات"، كاشفا أن عدد الوفيات بلغت 19 حالة، بينها 3 في العاصمة الخرطوم، التي سجّلت بعض الإصابات بمرض الكوليرا، إضافة إلى 400 إصابة أخرى، وأن الصعوبة الرئيسية تتمثل في التحرك الطبي بعض الولايات بسبب الحرب والأوضاع الأمنية.
وأضاف الوزير أنه "قبل يومين تم تأكيد إصابات بحالات الكوليرا، وأنه تم الإعلان بالتعاون مع الصحة العالمية لتوفير الدعم الدولي"، منوها إلى "انتشار حالات لأمراض وبائية منها الكوليرا في الولايات الشرقية، خاصة القضارف الحدودية مع إثيوبيا التي أعلنت هي الأخرى عن إصابات بنفس المرض".
سبب انتشار الأوبئة منذ اندلاع القتال الدامي في السودان
وأشار إلى أن "من بين أهم الأسباب انتشار الأوبئة هو تخزين مياه الشرب بطريقة غير صحية، و"نحن الآن نعتمد على المسؤولين المحليين فى التوعية وعمليات التنقية للمياه باستخدام كميات إضافية من الكلور".
ووجه وزير الصحة السوداني بحسب وكالة سبوتنيك الروسية الشكر للمنظمات الدولية والدول الصديقة على تقديم الدعم الطبي، لكنه قال إن الدعم الطبي "غير كاف لسد الفجوة الفعلية في البلاد، خاصة في مستلزمات علاج بعض الأمراض الصعبة كالسرطان، فكل ما وصلنا يكفي فقط لأقل من شهر واحد، ولذلك توجهنا إلى الدولة، التي فتحت لنا اعتمادات مالية وتواصلنا مع الشركات لشراء المستلزمات".
صعوبات تواجه الكوادر الطبية في السودان
وعلّق وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، على الصعوبات التي تواجه عمل الكوادر الطبية في ولايات السودان، مشيرا إلى أن "النزوح الكبير الداخلي من الخرطوم شمل بعض الكوادر الطبية؛ الأمر الذي أثر على عمل بعض المستشفيات، ولكننا وظفناهم في مناطق النزوح"، وأن "الأزمة تكمن في أن هناك زحام كبير فى عدد من المدن يفوق الطاقة الاستيعابية لهذه المستشفيات، وهو ما نحاول مواجهته بالدعم من الكوادر الطبية".
وأشار إلى أن "الوضع الآن مطمئن ونركز كثيرا على المكافحة لانتشار العدوي وتوسع في عمليات التطهير وتعقيم المياه"، مشيرا إلى توافر المستلزمات اللازمة في عمليات المكافحة.
مطالبات بدعم دولي لمواجهة الامراض الخطيرة بالسودان
وشدد الوزير السوداني على أن الحاجة الماسة للدعم الدولي، خاصة في مواجهة الأمراض الخطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي، مضيفا: "لقد واجهنا صعوبات في توفير هذه الاحتياجات، وتلقينا مساعدات من بعض الدول والمنظمات، لكنها غير كافية فمثلا احتياطات علاجات السرطان لا تكفي شهرا واحدا".
وختم تصريحاته بالقول إن "الجيش الأبيض سيقف سندًا إلى جانب القوات المسلحة التي تخوض حربًا فُرضت عليها حتى يعود الاستقرار والأمن".
تفشي حمى الضنك في الشرق والوسط السوداني
شهدت ولايات شرق ووسط السودان انتشارا واسعا لحمى الضنك، مما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات؛ بحسب نقابة أطباء السودان.
وقالت النقابة في بيان: إن الإصابة بحمى الضنك استفحلت لدرجة جعلت التقصي عن عدد المصابين أمرا صعباَ؛ مشيرة إلى أن مستشفيات منطقة القضارف في شرق السودان تكتظ بالمرضى، وبعضهم لا يجد حتى مكانا لتلقي العلاج، إذ أن المستشفيات ومراكز العلاج العامة والخاصة تستقبل أعدادا مضطردة من المرضى الجدد على مدار الساعة.
مصابو حمى الضنك في السودان
ونقلت تقارير إعلامية عن وزارة الصحة الاتحادية وفاة 15 شخصا في ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم؛ فيما أكد ناشطون مجتمعيون وفاة نحو 80 شخصا في منطقة القضارف.
ولفتت تقارير إخبارية الي أن عدد الحالات أكبر بكثير من الرقم المعلن؛ نظرا لأن الكثير من المرضى يواجهون صعوبات في إجراء الفحوص المعملية اللازمة، ويلجأون مباشرة لأخذ جرعات الملاريا المنتشرة بكثرة في السودان، والتي تتشابه أعراضها إلى حد ما مع أعراض حمى الضنك.
وذكر بيان نقابة اطباء السودان أن "معدل الإصابات التراكمي ومعدل الوفيات في مستشفى القضارف والمرافق الصحية الأخرى، يشير إلى أننا أمام كارثة صحية".
وأوضح أن "أغلب مستشفيات الولاية تكتظ بالمرضى وبعضهم لا يجد حتى مكانا لتلقي العلاج".
وأكد البيان، "استفحال الحمى الفتاكة في معظم المنازل لدرجة جعلت التقصي عن عدد المصابين أمرا صعبا لجهة أن المنومين بالمنازل عددهم أضعاف ما يصل المشافي والمراكز الصحية".
وطالبت لجنة أطباء السودان، وزارة الصحة بالقيام بواجبها في توفير الموارد اللوجستية والفنية والطبية لمواجهة الوباء.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أكدتا الثلاثاء الماضي، وفاة أكثر من 1200 طفل لاجئ في ولاية النيل الأبيض السودانية بسبب الاشتباه في إصابتهم بالحصبة وسوء التغذية.
أرقام صادمة عن أحوال السودان
من ناحية أخرى رصد تقرير دولي أرقامًا صادمة حول تداعيات حرب السودان خلال 5 أشهر، شمل عددَ من تم تشريدهم ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية، أو يتعرضون لأمراض فتاكة.
وتشهد أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعاتها المنعقدة في نيويورك نشاطًا سودانيًّا وإقليميًّا ودوليًّا لإعادة جمع الأطراف من جديد على طاولة المفاوضات؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وجاء في بيان الأمم المتحدة الصادر، حول المأساة التي يتعرض لها الشعب السوداني، حصر لتداعيات الحرب الممتدة من 5 أشهر، جاء فيه.
أولًا، الحرب شردت أكثر من 5.2 ملايين شخص، 4.1 مليون منهم داخل السودان، و1.1 مليون نزحوا إلى البلدان المجاورة.
ثانيًا، خلال 5 أشهر، تركت أكثر من 24 مليون شخص، أي نصف سكان البلاد، في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
ثالثًا، يواجه 20.3 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعاني 3.4 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات سوء التغذية الحاد وأمراض كالحصبة والحصبة الألمانية والإسهال المائي الحاد، مع حالات مشتبه في إصابتها بالكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
رابعًا، المنظمة تتحقق من وقوع 56 هجومًا على جهات الرعاية الصحية، أسفروا عن 11 حالة وفاة، و45 إصابة.
الصحة العالمية تعلن وفاة أكثر من 1200 طفل سوداني
وقالت رئيس قسم الصحة العامة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ألين ماينا، الثلاثاء الماضي، إن "أكثر من 1200 طفل لاجئ دون سن الخامسة لقوا حتفهم في 9 مخيمات في الفترة ما بين 15 مايو و14 سبتمبر"، وسط اشتباه في تفشي مرض الحصبة وارتفاع معدل سوء التغذية.
ألقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيها إن الشعب السوداني يواجه حربًا مدمرة من قبل الدعم السريع، مبينًا أن ميليشيات الدعم السريع ارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب السوداني.
وأوضح البرهان في كلمته، أن قوات الدعم السريع حاولت طمس هوية السودان، مطالبًا الأمم المتحدة بتصنيف الدعم السريع "منظمة إرهابية".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.