35 عاما على رحيل فتحى رضوان أول وزير للثقافة والإرشاد فى حكومة ثورة يوليو.. تأسيس الحزب الوطني الجديد أبرز أعماله
فتحى رضوان، كاتب وسياسي بارع ومحام مفوه، كان مثقف الفكر، عذب الحديث، تأثر بتولستوي في تكوين مزاجه الفكري، كما تأثر بمصطفى كامل في تكوين ملكاته السياسية، أثر هو على العديد من المثقفين في مصر والعالم العربي ومازال يؤثر بكتاباته المتنوعة فى شتى المجالات، هو أول وزير للثقافة والإرشاد فى حكومة ثورة يوليو عام 1952.
اقرأ أيضا:
فتحي رضوان يزور الناخبين وسراج منير يعزمهم على مسرحياته.. أغرب تقاليع الدعاية الانتخابية زمان
ناضل فتحى رضوان كثيرا من أجل استقلال الوطن، منذ الملكية حتى عهد مبارك، وهو معروف لدى السجون المصرية من تعدد مرات اعتقاله في عهد الاستعمار وأعوانه، ليس بين أسماء الطبقات الأرستقراطية بالرغم من أنه عاش رئيسا للحزب الوطني الجديد ثم وزيرا للثقافة والإرشاد في عهد الثورة وبالرغم من ذلك مات فقيرا.
مؤسس حزب مصر الفتاة
عرف فتحى رضوان وسط الأدباء بأدبه، ووسط المثقفين بسعة أفقه وبين السياسيين بفصاحة رأيه، وبين جموع الشعب مواطنا منهم، سُجن وهو ابن السبعين لمطالبته بالحرية لنفسه ووطنه ولم تشفع له شيخوخته، رحل فى مثل هذا اليوم 2 أكتوبرعام 1988 السياسى المناضل والمفكر الصحفى فتحى رضوان مؤسس حزب مصر الفتاة والحزب الوطنى الجديد الذى أقامه على مبادئ الزعيم مصطفى كامل.
اقرأ أيضا:
ذكرى رحيل فتحى رضوان مؤسس الحزب الوطنى الجديد
أحد أصحاب مشروع القرش
تبنى رضوان مع رفيقه احمد حسين مشروعا للقرش لبناء مصنع مصرى للطرابيش بعيد عن الاحتكار الاجنبى لهذه الصناعة ونجح، وترأس جريدة اللواء الجديدة عام 1944،
حارب الروتين الحكومى
كره فتحى رضوان الروتين الحكومى واتهمه بتحطيم شخصية الموظف الكفء في الدواوين الحكومية، ويحكى الوزير فتحى رضوان حادثة ان دلت على شئ تدل على تغلغل الروتين والنظام البيروقراطى فى الدولة فيقول: روى أحد المحققين أن إحدى المصالح طرحت عطاء للمطبوعات في مناقصة عامة، ورسا العطاء على إحدى المطابع، وبعد أن انتهت المطبعة من طبع "الأوردر" اعتذرت المصلحة عن تسلمها لأنه ليس لديها فلوس، واضطر الموظف المكلف بالموضوع حرصا على كرامة الحكومة أن يشترى المطبوعات لحسابه، وحدث أن نقل الموظف واردات المصلحة الجديدة عمل نفس المطبوعات فباعها الموظف لها لكنه فوجئ بتحويله إلى التحقيق بتهمة سرقة مطبوعات الحكومة.
اقرأ أيضا:
فتحي رضوان يكتب: رئيس الجامعة يدعم مشروع القرش
مكتب شكاوى مجلس الوزراء
اهتم فتحى رضوان بإنشاء الهيئة العامة للتحقيقات والشكاوى تتبع مجلس الوزراء مهمتها التعرف على كيفية سير العمل، وكيف يساء توزيع الاختصاصات والموظفين، وكيف تعد الإجراءات وكيف يتم الإسراف في أموال الدولة، وذلك لإصلاح ما أفسده الدهر في الجهاز الإداري للدولة، وبحث المخالفات في لائحة المخازن والمشتريات، وإبلاغ النيابة في الوقائع المنسوبة للموظفين وتتبع نتائج التحقيق، وكذلك التحقيق فيما نسب لموظفى الدولة والمحاكمة من جرائم ومخالفات مالية وإدارية، ومازالت هذه الادارة موجودة حتى اليوم.
اقرأ أيضا:
فتحي رضوان يكتب: مظاهر رمضانية لا أنساها
ولد فتحي رضوان في مدينة المنيا بمحافظة المنيا عام 1911، ليس من أصل صعيدي غير أن والده كان يعمل مهندسًا للري في هذه المدينة، ثم انتقلت الأسرة بعد ذلك بعامين أو ثلاثة إلى القاهرة، واستقر بها المقام في شارع سلامة حي السيدة زينب، حيث تشرب الوطنية والتيارات والفكرية التي كان يزخم بها الحي، كما كانت نشأته الوطنية لها أثر عظيم في تكوين شخصيته فكانت أمه من أنصار مصطفى كامل وكانت تنشد لإبنها أن يسير على نهج مصطفى كامل، كما أن أخته كانت زعيمة الطالبات في المدرسة السنية.
نبغ فتحي رضوان سياسيًا وفكريًا في المرحلة الثانوية، وبعد حصوله على الثانوية التحق بكلية الحقوق عام 1929 وتخرج عام 1933 ليعمل في مجال المحاماة.
يتحدث فتحى رضوان عن نفسه فى مجلة التحرير عام 1954 فيقول: اذا كان لابد لى أن أتحدث عن نفسى فلا مناص لى من ان اعترف بأننى أجد فى ذلك مشقة عظيمة، لا عن تواضع وزهد فى الحديث عن نفسى بل لأنى فى حقيقة الامر لا أراقب حياتى الخارجية ولا تشغلنى كثيرا، وانما الذى يستغرق وجودى هو حياتى الباطنة، فأنا دائم التأمل فيها ودائم المراقبة لها، وأقول فى إجمال أن الفوضى فى بادئ الامر كانت تسود حياتى اليومية والمنزلية فمكتبى أثناء الدراسة منكوشا وكانت ملابسى فى كل مكان بالبيت، وكنت ابحث عن اقلامى واوراقى فلا أجدها، لكن هذا انقلب شيئا فشيئا حتى اصبحت لا أطيق وجود ورقة فى غير مكانها وأدعو أولادى الى هذا النظام الذى كنت أكرهه.حياتى من حيث المظاهر رتيبة فأنا استيقظ مهما سهرت فيما بين السادسة والسابعة.
وأضاف:لا أكره من الناس الا الحاحهم وفيما عدا ذلك فأنا لاأضيق لعيوب الناس لانى اعرف عيوبى التى لم استطع أن أذكرها جميعا، ولو أنى مع كثرة من اعرفهم لاتتوثق علاقتى الا بعدد قليل جدا ممن يستطيعون ان يحتملوا عيوبى ولا يسيئوا الظن بى هم عادة ممن تتشابه حياتهم بحياتى فتكون القراءة والكتابة والاحاديث الاخوية هوايتهم المفضلة،
تأسيس حزب مصر الفتاة
بعد تخرجه أنشأ مع صديقه حزب مصر الفتاة عام 1933 وظل به حتى عام 1937،وانضم للحزب الوطني إلا أنه لم يرقَ له أسلوبه في تعامله مع قضايا الأمة، فأنشأ عام 1944 الحزب الوطني الجديد على مبادئ الحزب الوطني الذي أنشأه الزعيم مصطفى كامل، كما أصدر جريدة اللواء الجديد، وظل الحزب قائما حتى تم حل الأحزاب عام 1953.
تعرض فتحي رضوان للاعتقال كثيرًا لمخالفته سياسة المستعمر الإنجليزي وعدم السير في ركابها، ولاعتراضه على بعض تصرفات الملك فاروق.
كما عارض وجود المحتل على أرض وطنه، وعارض الحكومات التي كانت تسير في ركابه فاعترض على معاهدة 1936، التي عقدها حزب الوفد مع الإنجليز، كما اعترض على المفاوضات التي كانت تجريها الحكومات مع المحتل وكان شعاره "لا مفاوضات إلا بعد الجلاء"، كما كان قريب الصلة بالأب الروحى للجيش، عزيز المصري.
ترشح فتحى رضوان في الانتخابات النيابية مرتين قبل الثورة ولم ينجح فيهما بسبب التزوير الذي كان يحدث، تمّ اعتقاله بعد حريق القاهرة في 26 يناير 1952 وظل في المعتقل حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952حيث أخرجته حكومة على ماهر باشا – والتي اختارها الجيش - ليكون وزيرًا بها وظل وزيرًا للدولة ثم وزيرًا للإرشاد القومي وكانت تضم الثقافة والاعلام حاليا، حتى خرج من الوزارة عام 1958 إثر خلاف مع عبد الناصر حول بعض المفاهيم والسياسات، كما كان نائبًا في مجلس الأمة عن دائرة مصر الجديدة، وظل فتحي رضوان مناضلًا ضد سياسات السادات، ومعارضًا لها حتى اعتقل في أحداث سبتمبر 1981، وبعد خروجه عمل على إيجاد لجنة لحقوق الإنسان المصري وعمل بها من أجل أن ينال كل إنسان حريته واخيرا عمل بالمحاماة
مؤلفات فتحى رضوان
كتب فتحى رضوان في المسرح والأدب والسيرة والسياسة، ومن مؤلفاته: 72 شهرًا مع عبد الناصر، أسرار حكومة يوليو، الخليج العاشق، حركة الوحدة في الوطن العربي، خط العتبة، دموع إبليس، ديفاليرا، طلعت حرب بحث في العظمة، حام صغير، محمد الثائر الأعظم، مشهورون ومنسيون، مع الإنسان في الحرب والسلام، موسوليني، نظرات في إصلاح الأداة الحكومية، وغيرها من المؤلفات والمقالات التي تنم على سعة أفقه الفكري والسياسى،
ظل فتحي رضوان طيلة سبعة وسبعين عامًا مناضلًا من أجل الحرية، وظل كذلك حتى وافته المنية في 2 أكتوبر 1988، ودفن بجوار زعيميه مصطفى كامل ومحمد فريد..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
