سوق الجمعة بالسيدة عائشة.. حيوانات خطرة وخبراء يحذرون من الميكروبات (فيديو)
تكشف إشراقة السابع من يوليو 2012 عما كان مفترضًا أن يكون سرًا عظيما إذ أقدم صاحب الـ(33) عامًا حمدي محمود ويعمل أمين شرطة بسكك حديد بني سويف بقتل بناته الثلاثة فاطمة 5 سنوات وصابرين 3 سنوات وهند 7 سنوات وكانت أداة الجريمة أفعى من نوع "ناشر ملك" قام بالتدرب على استخدامها لتطلق شحنة الغضب تلك بواسطة أحد مروضي الثعابين، إذ بعد أن ترك بناته الثلاث يغططن في نومهن بعد وجبة عشاء يبدو أنه صنعها بلا حب قام بتعرية ملابسهن وعقرهن في كعوبهن وأفخادهن تباعًا وبشكل متكرر حتى فارقن الحياة دون أن يتسنى لهن حتى سماع العظة من موتهن كمسلمات.
وتحت ضغط التحقيقات وكثافة التحريات اعترف بما أسماه هو محو وصمة عار من على جبينه كرجل إذ بعد أن تأكد من عدم نسب بناته إليه وارتيابه في خط سير زوجته عقد العزم علي التخلص منهن ولكن بطريقة تبدو طبيعية وغير تقليدية، توجه صبيحة استقرار الشك لديه وتحوله ليقين إلى حديقة الحيوان لشراء ثعبان سام ولكنهم أقنعوه هناك أنهم لا يبيعون مثل تلك الأشياء للمواطنين ما لم يحملوا وثائق رسمية تدل على نزاهة نواياهم فتوجه إلى سوق الجمعة وهناك فقط وجد ضالته بل أمتلك رفاهية الخيار حتى أشار بالإصبع من بين كل ما عُرض أمامة على هذا النوع من الأفاعي نظرًا لفاعلية سمها وسرعة انتشاره بالجسد المعقور حصل البائع على غايته وأخذ المشتري ضالته فمات الموتى.
بعد خمس سنوات من ذلك الحادث سيئ الذكر وفي صبيحة يوم جمعة مشئوم من أيام سبتمبر تمكنت أفعى كوبرا من الانسلال من قفصها الزجاجي والذي ظنه بائعها أنه مُحكم الإغلاق وأطلقت نوبة كراهية ضد بائعة سمك لدغتها في الوتر العِٓقبيّ وتمكنت بجدارة وعن طريق الغريزة وحدها من كلب شارع فعقرته أسفل حزام البطن ولولا أن بادر أحد رجالنا الشجعان وأمسكها من طرف ذيلها ضاغطًا بخبرة مروض أفاعي على رأسها والقاها في مِرجل زيت يغلي كان لأحد باعة المأكولات الشعبية، لتحول هذا اليوم إلى يوم لجميع الموتى حدث ذلك أيضا في سوق الجمعة، حيث وعلى بعد أمتار قليلة من مقابر الإمام الشافعي وبمحاذاة كوبري السيدة عائشة وفي أحد الشوارع الرئيسية المؤدية إلى شهود موتانا العظام وفي صبيحة كل يوم جمعة ومع الخيوط الأولي للصباح يتوافد العشرات من الباعة لطرح بضاعتهم المحرمة وسيئة السمعة من طيور نادرة وحيوانات زاحفة أليفة ومفترسة حيث وبإمكانك هناك أن تحصل علي ما كان يسمى قديمًا من اختصاصات السيرك الوطني.
تجارة قد تبدو غريبة ولا تحمل أدنى قدر من البراءة بداخلها ولكن لها وافدوها ومريدوها من محبي اقتناء ما يسمى بالتحف الحية، والذين يسيل لعابهم لمجرد رؤية حيوان أو طائر كان لا يتوقع أن يكون طريح مشاع السوق دون الالتفات إلي خطورة هذه الحيوانات وما تحمله بداخلها من أمراض وجراثيم يسهل انتقالها إلي الإنسان عبر الفجوات الجينية ناهيك عن عمليات الغش والخداع والتي يستخدمها هؤلاء الباعة لبيع حيوانات يتم جرها من الشارع مباشرةً وتعريفها على أنها ذات أصول أجنبية أو نادرة الوجود " فيتو" وفي جولة ميدانية لها وبالصور والفيديو تستعرض بعض الجوانب الخفية من تلك التجارة المحرمة في سوق هو الأغرب من بين كل أسواقنا الوطنية سوق الجمعة.
تجارة في الظلام
يعد "سوق الجمعة" من أكثر الأسواق المصرية شهرة وغرابة في نفس الوقت، حيث إنه وربما عن مبادرة فردية تفرد من بين جميع متاجرنا الشعبية ببيع الحيوانات والطيور الأليفة والمفترسة بل والسامة أيضا محولًا إياها إلى سلعة قيد العرض والطلب بدأ الأمر في بدايته عرضيًا منذ ثلاثون عامًا ولم يحتمل الكثير من القلق بقدر ما حمل القليل من الدهشة بعض الكلاب والقطط اضطر أصحابها لبيعها لظروف غير معلومة وقد اختاروا هذا المكان تحديدًا باعتباره مدخلًا رئيسيا للولوج إلى مدافن الإمام الشافعي حيث يتوافد المواطنون بغزارة كل يوم جمعة لزيارة موتاهم بتلك المقابر وشيئا فشيئا وتحت كنف التساهل العذب والذي أشاعته الفوضى العامة ازدهرت تلك التجارة والتي لاقت استحسانًا شعبيًا منذ اللحظة الأولى فتنوعت أصنافها حتى طالت أشد الحيوانات ندرة وفتكًا وخطورة.
بمجرد دخولك إلى هناك ستشعر وكانك في سيرك هولندي، قطط وكلاب تماسيح وأغوانات أفاعي وأبراص صقور ونسور فئران وحٓرابيُّ نسانيس وقرود ثعالب وعظاءات سلاحف وسحالي بل وديدان أيضا جميعها حبيسة أقفاص سلكية من ذوات الثلاث أدوار أو زجاجية مثقبة من الأعلي بفتحات للتهوية الكل في متناول البيع لمن يريد الشراء، ووسط جلبة خليط من أصوات ولهجات مختلفة يصدرها بائعي تلك الحيوانات لاستثارة غريزة الاستهلاك في نفوس الوافدين يمكنك وعن طريقة حاسة الشم فقط أن تعرف الوجهة التي تقصدها أو الحيوان الذي جاءت من أجلة فرائحة خيار طازج تعني أنك علي مقربة من أحد تجار الثعابين السامة أو الاغوانات (تطلق الثعابين السامة رفقة الاغوانات مثل تلك الرائحة كآلية دفاع عن استشعارها الخوف أو أن تكون حبيسة حيز ضيق كالأقفاص) أما إذا شممت رائحة لحم مقدد فأنت أمام أحد أقفاص التماسيح أو السلاحف، الذهاب إلى سوق الجمعة خاصة في تلك المنطقة المخصصة لبيع الحيوانات يعني أمر واحد عند بائعي تلك السلعة ألا وهو الشراء فقط المشاهدة أو التقاط الصور لتلك الحيوانات ستواجة بالرفض وفي حالة تعنتك فلن يكون أمامهم إلا التصدي لك ولو بالقوة " تصوير no" قد يبادر أحدهم بأن يقول تلك الكلمة بالإنجليزية كرمز للجدية وقطع أي خطوط للتفاوض لقاء تصوير حيواناته المعروضة " وزيرة البيئة مانعة التصوير" هكذا جميعهم يقولون دون اتفاق مسبق فيما بينهم ولكن الأمر ينطوي على تلاعب لغوي حاد وجب إيضاحة، فعلًا وزارة البيئة تمنع ولكنها تمنع بيع الحيوانات من الأساس لا منع التصوير، هم يعلمون أن تجارتهم محرمة قانونيًا وتخالف العرف العام لذلك يحافظون على جعلها في الظلام لدرجة أن أغلب الباعة هناك يضطرون لعمالة أشخاص معهم مهمتهم الأساسية هي مراقبة زوار السوق الذي يقفون أمام بضاعتهم لمنع التصوير أو التقاط أي صور تذكارية لحيواناتهم المعروضة، نجحت عدسة "فيتو" في التقاط بعض الصور لتلك الحيوانات بل وطمعت في التسجيل الموثق لبعض من عمليات البيع والشراء وفعلت ذلك.
أمراض وجراثيم
في سوق الجمعة فقط يمكن لقفص حديدي من ذوات الثلاث أدوار أن يجمع ثلاث أو أربع حيوانات مختلفة برغم التناقض الجيني والبيولوجي والغذائي والبيئي فيما بينها دون الاكتراث بخطورة جمعهما في حظيرة واحدة، تكمن خطورة اللعبة هنا والتي لابد من أخذها علي محمل من الجد، في أن بعض الحيوانات كما أشارت بعض الدراسات يُمنع وضعها في مكان واحد وعلى مسافة واحدة من العيش نظرا للخطر المحتدم لقاء تقاربهما مما يسفر عن انتقال بعض الفيروسات أو الجراثيم والتي اكتسبوها بفضل متغيرات البيئة والجغرافية إلى بعضهما البعض.
بحسب دراسة للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي CNRS نشرت في الـ 8 من يونيو الماضي فإن التجاوز في استخدام الحيوانات ذات المنشأ المتعدد يتسبب بشكل أصيل في انتشار المزيد من الفيروسات وانتقالها إلي البشر.
وبحسب الدراسة فإن تأثير الإنسان على الحيوانات يساهم في انتقال الأمراض حيوانية المنشأ حول العالم، وقد التفت الدراسة إلي خطورة وضع الحيوانات متعددة المنشأ والبيئات المختلفة في حظيرة واحدة معتبرة إياها أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الأمراض بين الحيوانات ومن ثم انتقالها إلي البشر بصور مباشرةً أو غير مباشرة.
على مقربة من أحد هذه الأقفاص والتي جمعت في الدور الأول أربع قطط وفي الدور الثاني تمساح وبعض الاغوانات وفي الدور الثالث ثلاث كلاب ويعلوه قرد مدرب على الإشارة بالأيدي للترحاب بالمارين يقف محمد 24 أمام هذا التنافر الحاد لا يعلم محمد بخطورة جمع كل هذه الحيوانات المتفاوتة جينيًا وبيئيًا في قفص واحد كل ما يشغله هو أن يبيع بضاعته قبل الآخرين في البداية امتنع حتى أن يتبادل معنا طرف الحديث وحذرنا من اللجوء لبعض الحيل والتقاط صور لحيواناته وسط الزحام" تصوير لا يا أستاذ متضرنيش في أكل عيشي" ولكنه أبدأ مظاهر لطفًا مشرقًا حينما علم أن أصلنا صعيدي مثله تعهدنا له أن ما سيقوله إذا ما أراد الإفصاح سيكون دفين قلب رجلين للأبد يقول، محمد والذي جاء من صعيد مصر وتحديدًا قرية الشورانية بسوهاج: أنه يعمل في تلك المهنة منذ عامين فقط بعد نصيحة أحد أقربائه والذي عمل فيها لخمس شهور وقد أكد له أنها تجارة مربحة لدرجة أنها استطاع من خلالها تجميع مبلغ يتيح له السفر إلي أحد الدول الأوروبية بطريقة غير شرعية.
وعند سؤالة عما إذا كان يعرف شيئا عن الخطورة الصحية نتيجة تجميع بعض الحيوانات في مكان واحد أجاب " انا مش جاهل علي فكرة وعارف وحصل معايا تجربة أن في حرباية طلعتها لزبون أعرضها عليه فلسانها لمس دراعي وقعدت شهر أتعالج من بهاق حصلي" تحتوي الاغوانات والحرابي بداخلها علي نوع من الأمراض يمكن بسهولة انتقاله إلي الإنسان عن طريق الاختلاط واللمس وأشهرها ال Alvicnorza وهو مرض جلدي يسبب تلف الانسجة الجلدية ويشبه إلى حد كبير مرض البرص والبهاق.
يضيف محمد" في ناس كتير بتيجي تشتري مننا الحيوانات وأول سؤال بيسألوه هو الحيوانات دي مطعمة فبتقولهم أيوة".
"ولكن هل هي مطعمة فعلًا" قاطعناه فأجاب ساخرًا "يابو عمو دي تجارة شمال هنروح للحكومة نقولهم طعمولنا التمساح ده عشان ياخدوه وياخدوني معاه مثلًا".
يقف في صمت مهيب مشعلا سيجارته غير عابئ بحمي الغليان من حوله " ربنا اللي بيرزق دول مجانين أنا هنحر في صوتي على إية" يقف سامح 19 عامًا عارضًا بعض الحيوانات والطيور المحنطة (بإمكانك في سوق الجمعة أن تجد حتي الحيوانات والطيور المحنطة من ثعالب وتماسيح وصقور" لم يمانع سامح كبقية البائعين من أن التقط صورا لبضاعته" صور يعم عادي" يبدوأ أنه عضوًا لازال جديدًا في هذة المهنة وإلا لماذا تبادل معنا طرف الحديث بكل هذه السهولة وأخبرنا في بوح غير محسوب الدرك أن: أغلب هذه الحيوانات المعروضة بالسوق تأتي من البيئة التي كانت فيها إلي السوق مباشرة دون أن تلقي الفحوصات أو التطعيمات اللازمة وتباع للمواطنين "بعبلها" على حد وصفة.
وعند سؤاله عن منبع تلك الحيوانات خاصة أنها غير موجودة في الحياة البرية المصرية كالتماسيح والاغوانات الخضراء والحرابي الحمراء أجاب " معرفش بصراحة بس الحاجات دي بيصطادها ناس صيادين مخصوص شغالين مع البياعين هنا وأغلبهم بيكون عرباوية وسيناوية".
وعن تجارته قال: " أنا ببيع طيور وحيوانات متحنطة في العادة ببيع صقور وديوك لأنها الأكثر طلب أما الثعالب والتعابين بتكون علي حسب الطلب لأنها غالية في الشراء والأدوات اللي بنستخدمها في التحنيط".
وعند سؤاله عن تلك الأدوات قال" لا مقدرش أقول طبعًا ولا أعرفك مين اللي بيشتغل في تحنيط الحيوانات دي" بحسب سامح والذي ربما يجد ضغينة في بعض رفقاء مهنتة: فإن أغلب الحيوانات والقطط الموجودة بالسوق يتم جرها من الشارع وبيعها بأسعار تنافسية للزبائن وتعريفها على أنها ذات أصول أجنبية أو نادرة.
وأقسم أنه يرى ذلك بعينه وعلى استعداد أن يشير على هؤلاء الأشخاص بالإصبع " أقسم بالله بشوفهم بياخدوا القطط والكلاب من الشارع وبيبعهوها للناس على أنها من بلاد الخواجات".
مصدر حيوانات سوق الجمعة
الاتفاق على شراء نوع من الحيوانات النادرة والمفترسة بل والسامة أيضا ليس بالأمر الشاق في هذا السوق كما تصورنا،كل ما عليك فعلة هو أن تتجاذب طرف الحديث مع أحد البائعين لتخبره عن رغبتك في شراء تمساح رضيع أو صقر مدرب على الصيد أو سلحفاة كبيرة أو أغوانا خضراء أو حتي ثعبان سام ودون أن يسألك حتى عن نزاهة نواياك إزاء اقتناء هذا النوع تحديدًا سيأخذك من يدك بعيدًا في أحد الجوانب ليقول لك أن هذه الأنواع لا تتوفر لديه في هذا الوقت ولكنة بالإمكان جلبها لك مقابل الثمن المتفق عليه أو يوجهك إلي أحد الباعة الذي يتوافر لدية طلبك مع الاحتفاظ بعمولته كسمسار قيد الصدفة، طلبنا من أحد هؤلاء السماسمرة والذين ينتشرون بغزارة علي الأطراف الجانبية للسوق (يمكنك ان تعرفهم من نظراتهم التي تتفحص الغرباء ومن حاسة الشم التي يمتازون بها لمعرفة من ضلوا الحصول علي مبتغاهم) أن يرشدنا على من يتوافر لديه "ثعلب صحراوي" في البداية سألنا عن ماذا سنفعل به فرددنا" كيف نتحدث عن ُمرادنا لأشياء لا يمكن لمسها بالأيدي".
اصطحبنا إلى من قال عنه وبحسب وصفة "برنس السوق" اسمه خميس ويدعي بين رفقاء مهنتة بالألماني في البداية أبدى توجسًا وحدثنا مديرًا ظهرة إلينا ولكننا حاولنا إقناعه أننا جادون في طلبنا وبالإمكان أن يرَ ذلك أخرجنا له ثلاثمائة جنيه فقال متحسسًا الكلمات " لو عندي فعلًا فدول هيكونوا تمن العربية اللي هتجيبه" وضعنًا الأموال في حقيبتنًا ثانيتًا وأعطينا السمسار 50 جنيها ثمنًا لصفقة لم يتم لها النجاح وارتحلنا، أمسكنا خيط رفيع سقط من لفافة "خميس" دون قصد وشددناه علي مساحة الواقع فعلمنا أن هذه الحيوانات النادرة يتم جلبها عبر طريقين لا ثالث لهما أولهما بعض الصيادين المحترفين"Hunty Gunners" والذين ينشطون في الأماكن الصحراوية أو يقيمون بجوار المحميات الطبيعية ويقيمون أما بصيد تلك الحيوانات كالأفاعي والاغوانات والسحالي والابراص والثعالب والصقور بل والفئران أيضا وبيعها لبعض التجار في السوق ويسمون بـ " السيناوية" لأنهم ينشطون في جزيرة سيناء والعريش ويتخذون تلك الأماكن قاعدة لانشتطتهم أو بالسطو علي بعض المحميات الطبيعية وسرقة بعض الأنواع من داخلها والثاني عن طريق بعض السياح الأجانب أو العرب والذين يأتون إلي مصر بغرض السياحة ويجلبون معهم حيواناتهم ويضطرون لبيعها بالسوق لظروف مادية ربما.
يضيف إلينا عبد الرحمن 36 عاما ً وهو تاجر كلاب وقطط بالسوق طريق ثالث ربما يكون فردي وغير معمم ولكنة يظل وسيلة من ضمن الوسائل التي يتمكن بها هؤلاء الباعة من الحصول علي تلك الحيوانات الا وهي “مراكز الإيواء" بحسب ابن محافظة المنيا والذي يعمل في تلك المهنة منذ 10 سنوات فإنه يحصل علي معروضة من القطط والكلاب من خلال مراكز إيواء الحيوانات الخاصة والحكومية عن طريق بعض الموظفين الذين يتعامل معهم نتيجة مبلغ مالي يتقاضاه ذلك الموظف.
وعند سؤاله عن صحة تلك الحيوانات أو سلامتها أجاب “ دي أغلبها قطط شارع وكلاب شارع برضوا، المراكز دي بتلمها عشان جمعيات ذي الرفق بالحيوان وكدا يعني أكيد الحيوانات دي مصابة بأمراض في الشارع ومهما عملت فيها مش هتنضف" على حد وصفة بالتأكيد.
قد يسأل سائل ما السهولة التي يتحدث بها ذلك البائع لدرجة الغوص في هذيان بوح متقطع النظير مثل هذا، في الحقيقة وعلى امتداد أكثر ساعة وعلبة سجائر كاملة تمكنا من إقناعه أننا نريد العمل في هذه المهنة وتحديدًا في تجارة القطط والكلاب ولكننا متخوفون من الخسارة نتيجة الاندفاع في ميدان قتال لا نعلم عنه شيء فقال ما قال.
بحسب ما رصدته " فيتو" فإن سعر ثعلب صغير يصل إلي حد 10000 جنية بينما تمساح رضيع فوصل إلي 2000 جنيه أغوانا رمادية 200 جنية بينما الخضراء وموطنها أمريكا اللاتينية فبلغت الـ700 جنيه صقر صحراوي مدرب على الاقتناص من مسافة بعيدة 3000 جنيه سلحفاة (ميرجاتا) صفراء 600 جنية ثعلب محنط 3000 جنية بينما تمساح صغير محنط 1200 جنيه أفعى سامة وهي الأكثر إثارة للجدل لأنها تباع علانية وعلى مرآي ومسمع من المارة 1300 جنيه"من يدفع نصف شهر في أحدي المؤسسات الحكومية نظير أن يموت مرتعشًا" أخاطب نفسي ساخرًا، بينما ثعبان غير سام ولكنه غير مدرب وبالتالي غير وفي 800 جنيه.
وسط رائحة نتنانة تفوح من أقفاص تلك الحيوانات حبيسة قدرها امتزجت مع عفونة المستنقعات الموحلة بالسوق اقتربنا من أحد باعة الثعابين، بالتأكيد علمنا التنويهات التي لم تُكتب ولكن يمكن فك شيفرتها في هذه الجملة " شراء فقط ممنوع التصوير" رفض حتى أن يخبرنا عن أسمة في الحقيقة أرتاب منا وأمرنا بالانصراف " متوقفش الحال يا استاذ عايز تصور روح السيرك".
انصرفنا ولكن رجعنا بعد نصف ساعة كرد أخلاقي علي إهانة غير مباشرة والتقطنا لة تسجيل مصور وهو يبيع خمس ثعابين منهم ثعبان سام بمجرد إخراجه من صندوقة الزجاجي أصدر نوبة غضب عبر فحيح أثار الهلع بين الجموع المتفرجة، لم يسأله حتي ماذا ستفعل بة وما نواياك من شراؤة كل ما كان يشغله هو بيع بضاعته سيئة السمعة بل لم يتجرأ أحد علي سؤالة إلا ستيني عجوز مر عرضًا أثناء الانتهاء من هذة الصفقة والتي يفوح بداخلها رائحة شر مطهر بمصفاة الزمن “ يبني أنت متدرب علية دة ممكن يموتك" فرد المشتري وهو عشريني ربما لازال في مرحلة مراهقة فكرية " سيبها علي اللة يا جدو ربنا هيسترها".
معرض مجاني لتبادل الأمراض
عشرات الأنواع من الحيوانات يتم اقتيادها مباشرةً من منابع صيدها أو جرها من بيئتها الأساسية صحراوية كانت أو حضرية دون التأكد من جهوزيتها البيولوجية أو خلوها من الأمراض المصاحبة لمناخها الذي عاشت فيه، حيث لا يجري عملية الكشف العملي عليها أو فحصها وتبين ما هو مناسب منها للاحتكاك بالبشر وما لا يصلح لذلك الأمر الذي سيؤدي وربما قد أدي من الأساس لانتقال أمراض موجودة بتلك الحيوانات إلي البشر والذي يتوافدون إلى هذه الأماكن لشرائها، في هذا الجانب يجيبنا الدكتور خيري علم الدين أستاذ الأمراض الجرثومية بكلية الطب جامعة المنوفية قائلا: وجب العلم أولا أن هناك أكثر من عشر أمراض يسهل انتقالها من الحيوانات إلي البشر وذلك لتشابه الأنسجة الجينية بين بعض الحيوانات والبشر كالسلحفاة والتي تحتوي على “ السالمونيلا" وهو ميكروب يعيش بداخل أمعاء السلحفاة وينتقل إلي البشر بسهولة وقد يؤدي في بعض الأوقات إلي موت المصاب بهذا الميكروب.
ولازلنا مع أستاذ الأمراض الجرثومية" القطط والكلاب أيضا تحتوي بداخل أمعائها علي جراثيم وبكتيريا قاتلة قد تؤدي إلي الإصابة بأمراض ك داء العطاف والطاعون ومرض خدش القطة وغيرها"
الأمر لا بتوقف عند أنواع معينة من القطط والكلاب والسلاحف بل وأنواع من الزواحف أيضا حيث يقول أستاذ الأمراض الجرثومية" هناك نوع من الاغوانات يمكن معرفته بلونه الأخضر ويسمى الاغوانة اللاتينية واسمه العلمي Iguana يمتاز بقدرته علي نقل أكثر من 22 بكتيريا وآفة جرثومية إلي الإنسان ك " التبريفيد" وهو مرض جلدي يشبه داء خدش القطة "
وقال: "حتى الثعابين تنقل بعض الأمراض الجلدية إلى الإنسان".
تجارة محرمة
تنص المادة 28 من القانون المصري لعام 2009 علي حظر صيد أو قتل الطيور والحيوانات البرية بشكل نهائي أو حيازتها أو نقلها أو حتي تصديرها أو استيرادها ويمنع منعا باتًا تحنيطها أو الاتجار بها كميتة، ونصت أيضا على أنه من يخالف تلك المادة من القانون فيعاقب أما بالحبس أو دفع غرامة لا تقل عن 5000 جنية.
أما قانون البيئة فقد جاء به وفقًا للمادة 28 من قانون البيئة رقم 4 لسنة 1996 والذي نص على أنه" يحظر بأي طريقة صيد أو قتل أو إمساك الطيور أو الحيوانات البرية كما يحظر حيازتها أو الاتجار بها أو تحويلها إلي سلعة قيد العرض والطلب “ في هذا الشأن يجيبنا الخبير القانوني والمحامي أشرف سليمان علي قائلا: أن الدستور المصري تصدي لمثل هذه الظاهرة المحرمة من خلال بعض المواد والتي أشهرها المادة 45 والتي تنص علي التزام الدولة بحماية بحارها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية، ويحظر التعدي عليها أو تلويثها ".
وأضاف: " هذه الأنواع من التجارة محرمة بنص القانون والدستور ويجب على هؤلاء المتاجرين بها أن يعلموا ذلك لما تسببه من تدمير للحياة البرية وإفساد الطبيعة المصرية بالإضافة إلى أنها غير نزيهة وغير آمنة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.