باحث يكشف السيناريوهات المحتملة للأوضاع الأمنية في المنطقة بعد رحيل فرنسا عن النيجر
النيجر، قال الباحث محمد عبد الحميد الجزار، المتخصص بالشأن الأفريقي إن تحذير وزير الجيوش الفرنسية، سيباستيان لوكورنو، من أن التغييرات التي شهدتها مؤخرا منطقة الساحل وجنوب الصحراء الإفريقية ستؤدي إلى «الانهيار» , واعتبار المسؤول الفرنسي أن انسحاب القوات الفرنسية من بعض دول المنطقة إخفاق لهذه الدول وليس فشلا للسياسة الفرنسية هناك وأن انسحابها من النيجر لا يعني التخلي عن الرئيس محمد بازوم هذة التصريحات تأتي كمحاولة من جانب فرنسا لتبرير الإخفاقات التي منيت بها مؤخرا في مناطق نفوذها في منطقة غرب ووسط أفريقيا , وإرغامها على إخراج قواتها العسكرية التي كانت متمركزة في العديد من دول المنطقة.
شعور فرنسا بالحرج أمام حلفائها الغربيين
وأكد في تصريح لفيتو , أن قرارات الحكومة الفرنسية التي اتخذتها مؤخرا والمتعلقة بسحب سفيرها من النيجر , بجانب اعتزامها سحب القوات العسكرية الفرنسية الموجودة في النيجر بصورة نهائية مع نهاية هذا العام بعد الضغوط التي فرضها المجلس العسكري الحاكم فالنيجر , أدى ذلك إلى شعور فرنسا بالحرج أمام حلفائها الغربيين , فضلا عن وجود سخط شعبي فرنسي من قبل العديد من النخب السياسية الفرنسية , وتيارات المعارضة الفرنسية التي تحمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظامه نتيجة هذه الخسائر التي لحقت بباريس في مناطق نفوذها بدول غرب ووسط أفريقيا , بسبب تبنيها لسياسة خارجية خاطئة في مضمونها لا تتوافق مع تطلعات الشعوب الأفريقية في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
محاولة إلقاء اللوم علي القيادات الأفريقية
وواصل حديثه قائلا إن هذه التصريحات تحاول إلقاء اللوم على القيادات الأفريقية وجعلها هي المتهم الأول والسبب في حالة تراجع الأمن وارتفاع معدلات الإرهاب , مشيرا إلى احتمالات انهيار الدول التي خرجت منها فرنسا , مستدلا بالحالة الأمنية التي تشهدها كل من مالي وبوركينا فاسو , والنيجر بعد تصاعد العمليات الإرهابية فيها مؤخرا , ولعل تصريحاته هذه تحمل رسائل مبطنة مضمونها أن باريس ستتبع سياسة الأرض المحروقة في تعاملها مع تلك الدول التي تمردت عليها خلال المرحلة المقبلة , وبالتالي سترفع شعار التواجد الفرنسي أو الفوضى المدبرة في منطقة الساحل وغرب ووسط أفريقيا.
السيناريوهات المحتملة للأوضاع الأمنية في المنطقة بعد رحيل فرنسا
وتابع أما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة للأوضاع الأمنية في المنطقة بعد رحيل فرنسا فإنها تتمثل فيما يلي:
السيناريو الأول: أن تعمل فرنسا على صناعة معوقات سياسية ومشاكل أمنية لهذه الدول المتمردة عليها , من خلال استمرار العقوبات الإقتصادية والعسكرية التي تضيق عليهم , بجانب الاعتماد على رجال فرنسا في المنطقة أو حتى معارضي تلك النظم المقيمين في باريس والتي تستخدمهم فرنسا في تنفيذ أجندتها الخارجية في المنطقة , فضلا عن تنسيقها مع القيادات الإثنية , والجماعات المتمردة , والمعارضة المسلحة التي تختلف مع تلك النظم الحاكمة للعمل على إسقاطها , بل من الممكن أن ترعي فرنسا تدبير انقلابات عسكرية مضادة تعصف بتلك النظم الحاكمة وتصنع نظيمة عميلة تتمكن من خلالها بالعودة إلي المنطقة من جديد , ولهذا ففي حالة تبني فرنسا لذلك السيناريو فإن المنطقة سوف تكون علي صفيح ساخن قد يؤدي إلى الإنهيار والتفكك.
ضمان وجود بديل للقوة الفرنسية
السيناريو الثاني: قيام قيادات النظم العسكرية المتمردة علي فرنسا بالتنسيق مع قوي دولية أخرى مثل روسيا التي تحظي بقبول شعبي في دول المنطقة للحلول محل فرنسا , وبالتالي تضمن وجود بديل للقوة الفرنسية , يدعمها في حربها مع الإرهاب غير أن مسألة استبدال روسيا بفرنسا مسألة لا تحظي بالقبول لدي العقلاء لأن أية قوة دولية لا تأتي لدعم دول أخري مجانا وإنما يتم ذلك بمقابل من ثروات وموارد ومقدرات تلك الدول.
تفعيل التحالفات الجديدة
السيناريو الثالث: أن ينجح قادة النظم العسكرية المتمردة على فرنسا في تفعيل التحالفات الجديدة التي تم تأسيسها مؤخرا مثل تحالف مالي والنيجر وبوركينا فاسو , واعتمادهم علي الذات الأفريقية في مكافحة الإرهاب , لكن ذلك سيحتاج إلي موارد مادية وخبرات عسكرية , وأجهزة لوجستية قد لا تستطيع تلك الدول توفيرها إلا من خلال القوى الخارجية , وبالتالي تستمر حالة التبعية والإنكشاف للخارج , ورغم ذلك فإن التعاون المؤقت مع أي قوي دولية بديلة لفرنسا خلال المرحلة الحالية سيعمل علي اعادة التوازن في المنطقة , بدلا من ترك هذا الدول فريسة للمؤامرات الفرنسية , التي لن تتخلي بسهولة عن هذه المناطق , وستحاول الرجوع إليها , أو العمل على انهيارها كعقوبة على تمردها عليها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.