زغلول صيام يكتب: مشاريع الاهتمام بالناشئين بالكوم ومحصلة المحترفين المصريين في الخارج (عد غنماتك يا جحا)!
في الوقت اللي كل الناس مشغولة بتشكيلات الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية للشباب والناشئين ومين تبع مين؟ ومين سعيد الحظ الذي سيقع عليه الاختيار؟ وأمور كثيرة.. يتبادر إلى الذهن سؤال:
كام محترف مصري في الخارج وبالتحديد في الدوريات الأوروبية؟
الأهم أن الإجابة محزنة للغاية إذا عرفنا أن آخر عشر سنوات لم تكن هناك بصمة للمصريين خارج الحدود وبالتحديد في أوروبا إلا أعداد ضئيلة جدا قد لا تتجاوز أصابع اليدين أو أصابع اليد الواحدة..
[[system- code: ad: autoads]]
محمد صلاح والنني ومن بعدهما تريزيجيه ثم ومرموش ثم مصطفى محمد ومازال عمر فايد في مرحلة التجارب!
أيعقل شعب تجاوز سكانه الـ100 مليون نسمة ويكون عدد محترفيه من أقل الأعداد في القارة السمراء؟ ولو هناك تصنيف على حسب القارة الأفريقية سنجد أننا متراجعون مسافات بعيدة رغم أن بضاعتنا أثبتت وجودها في أكبر دوريات العالم بدليل أن محمد صلاح بلغ العالمية ونحن عندنا الآلاف من محمد صلاح!
أسباب كثيرة وعديدة تناولها الخبراء والمحللون ولكن يبقي انهيار قطاعات الناشئين أحد أهم الأسباب فضلا عن غياب الرؤية والاستراتيجية لمن يديرون كرة القدم المصرية.
لاينكر أحد أن الواسطة والمحسوبية قضت على الآلاف من مواهب تفوق محمد صلاح؟ لا ينكر أحد أن معاناة قطاعات الناشئين وعدم وجود ملاعب صالحة للعب عليها أحد أهم الأسباب؟
ألا يرى أحد أن الأرقام التي تدفعها الأندية في أشباه اللاعبين سبب رئيسي لما يحدث؟ فلماذا يذهب ويتغرب وهو هناك ملك، يعيش حياة الملوك دون أن يقدم المردود الذي يستحق المقابل الذي يحصل عليه!
وأبدا لن يكون دور الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة أو الشركات الخاصة هو الكشف عن المواهب وإنما هو في الأساس دور الأندية في المقام الأول والأساس الرئيسي ولكن تجد في النهاية أن مئات الأندية باعت فرقا في قطاعات الناشئين لأنها لا تتحمل ميزانيات الإنفاق وبالتالي ظهرت الفرق الاستثمارية التي أصبحت مثل الطاعون الذي تفشى في جسد كرة القدم المصرية.
عايز ابنك يلعب يبقي لازم تدفع وهنا تجد لا فرق بين الفقير والغني لأن (الفزيته معروفة) ولا تقل عن 30 ألف جنيه للراس وهنا تجد نتائج بالعشرة أهداف في المباراة.
بالله عليكم كيف تظهر المواهب وسط تلك الأجواء؟
الوضع يحتاج إلى تعديل شامل شرط إخلاص النية ولكن من أين يأتي لإخلاص النية والمجاملات هي التي تسيطر على عالمنا الكروي بداية من اختيار المدرب الذي طالما جاء بالواسطة فلا بد من أن يرضى من أتى به!
في اعتقادي أنه ملف خطير يحتاج إلى مشرط جراح حتى لا نجد أنفسنا نغرد خارج السرب وعندما يسألك أحد عن أعداد المحترفين في الخارج ترد عليه بالمثل الشهير (عد غنماتك يا جحا)
وأكرر أنني أعرف أني أؤذن في مالطة وأن أحدا لا يقرأ هذا الكلام ولكن سنظل على موقفنا حتى تظهر الحقيقة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.