وللعزل مزايا!
عشنا وعرفنا اخيرا الفارق بين العزل و التنحى , وأنه لفارق كبير ضخم !
عندما تنحى الحاكم لدينا سوف يكون طريقه مفتوحا لدخول السجن بلا عوائق او عقبات بعد ان تنهال عليه البلاغات من كل صوب وحدب ، ولن يشفع له كبر سنه او مرضه لايداعه فى مستشفى , ولن يفيده تاريخه العسكرى ولا رفضه اقامة قواعد عسكرية على ارضه ..وايضا لن يسأل احد عنه ولن يطلب الزوار الاجانب زيارته او الافراج عنه وتركه لحال سبيله وعدم محاكمته او اعفائه من الاتهامات التى تلاحقه .
اما عندما يعزل الحاكم لدينا فإنه سوف يعامل باحترام مبالغ فيه ..سيعيش فى فيلا وستجاب كل طلباته , وسيسمح بزيارته للزوار الاجانب ليتأكدوا من حسن معاملته ابتداء من الاحترام وحتى وفرة الطعام ..وسوف يظل عدد من عواصم العالم تمارس ضغوطها علينا من اجل الافراج عنه , بل وربما اعادته الى الحكم مجددا وسيهدد اهله وذويه و ابناؤه بتدويل قضيته ..والاكثر من ذلك سيخطب رفاقه بمعاملة خاصة حتى ولو اضطررنا للقبض عليهم وحبسهم فى السجون .
هذا هو الفارق بين الحاكم الذى يتنحى والحاكم الذى يعزل فى بلادنا ..وهو كما نرى فارق ضخم كبير جدا ..وهذا يفسر لماذا رفض مرسى ان يتنحى كما فعل مبارك ويتمسك بالحكم حتى الان .. فهو كان يعرف بالتأكيد مزايا العزل ومقالب التنحى !
لكن مزايا العزل يشترط لوجودها ان يكون الحاكم منتميا لجماعة تمارس العنف ولا تعرف معنى الوطنية ولا تضع للوطن فى ايدلوجيتها اهمية ان تكون هذه الجماعة قادرة على ترويع الامنين ، والاهم تكون هذه الجماعة تحظى بدعم الولايات المتحدة ويربطها بها تحالفات واتفاقات خفية عميقة ومريبة تحرك الدولة العظمى لتمارس بشكل فج ضغوطها علينا لتوفير كل مميزات العزل لحاكمنا المعزول . وهى مميزات يتمناها 95 % من الذين يصارعون الحياة ويعانون مصاعبها .
