الرحلة الأخيرة، أم تنقذ طفلتها من الموت، ورضيع يتحول لأشلاء، والقدر ينقذ سيدة في حادث ميكروباص الموت بالطريق الإقليمي
قلوب تنفطر، ودموع تنهمر، والمشهد الجنائزي يسيطر على الأجواء، ومحافظة بأسرها تعلن الحداد على أطفالها ونسائها وشبابها الذين تركوا الحياة بلا أي سابق إنذار، وغادروا الدنيا دون وداع، في حادث مروع أبكى كل من لا يزال موجودًا في سجلات الأحياء، لكن لكل ضحية منهم قصة ربما حان الوقت أن تروى.
حادث مروع تسبب في انفجار أنهار من الدموع وحالة من الحزن سيطرت على محافظة المنوفية، بعد وفاة 6 أشخاص وإصابة 9 آخرين في انقلاب ميكروباص على الطريق الدائري الإقليمي أثناء عودتهم من شبرا الخيمة لمركز الباجور.
أم تنقذ طفلتها قبل الموت
سجدة طفلة لم تتجاوز الثماني سنوات، كان من المفترض أن تبدأ عاما دراسيا جديدا اليوم كباقي التلاميذ ممن هم في ذات عمرها، لكنها بدأت أعومًا من الحزن ومشاهد مروعة ربما لن يستطيع شيئًا أن يمحها من ذاكرتها.
كانت سجدة برفقة والدها ووالدتها في زيارة لابنتهما التي تزوجت قبل أسبوعين فقط، وبعد أن انتهت الزيارة عزموا الرحيل إلى حيث أتوا لكن الوجهة اختلفت تمامًا بعد أن انقلبت السيارة وأخرجت الأم ابنتها من السيارة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، بينما الأب كان على الجانب الآخر يشير لهم أن يغادروا.
نقلت سجدة إلى استقبال مستشفى الباجور التخصصي، وأجريت لها كافة الفحوصات للتأكد من سلامتها، بينما وضعت والدتها في ثلاجة حفظ الموتى، ووالدها ارتأى الأطباء أن حالته تستدعي حجزه بالعناية المركزة بسبب كثرة الإصابات التي يعاني منها.
التطعيم الأخير
طفل آخر رضيع، جاء إلى الدنيا قبل 17 يومًا، وحمله والده ووالدته بفرح شديد إلى القاهرة لأخذ بعض التطعيمات اللازمة لكن القدر اكتفى بأيامه القليلة تلك ليتم العثور عليه في السيارة بلا رأس ووالدته متوفاة بجواره، ووالده هو الآخر، أسلم الروح.
الزيارة الأخيرة
هاتفتها قبل أيام، وأخبرتها بأنها قادمة لرؤيتها في القرية التي تسكنها في شمال مركز الباجور، وقررت أن تأتي السبت، وأخذت مكانها وابنتيها في الرحلة الأخيرة، وما أن بدأت مشارف قريتهم ميت عفيف تظهر على مرمى البصر، حتى انفجر إطار السيارة لتنقلب على الفور وسقطت من أعلى الطريق الإقليمي.
نظرات أخيرة اختلستها غادة لابنتها سندس، ثم أغلقتها للأبد قبل أن تفعل ابنتها الأمر ذاته ليفترقا للمرة الأولى، نقلت الأم إلى المستشفى الجامعي فاقدة الوعي بينما ظلت روحها تطوف حول ابنتها التى نقلت لمستشفى الباجور التخصصى قبل أن يفارقا الحياة ويصعدا سويًا إلى حيث العالم الآخر.
غٌسلت الطفلة أولا، ونقلت إلى مقابر الأسرة بقرية ميت عفيف، وانتظرت أكثر من 60 دقيقة لحين حضور جثة والدتها ليتم تشييعهما معًا فى مشهد جنائزى مهيب ومحزن لجموع المشاركين.
الحظ ينقذ سيدة وأحفادها
استقلت ليلى السيارة نفسها، لكنها لم تجد أماكن أخرى لحفيديها.. حاولت إيجاد مكان لهما دون جدوى، فالقدر لم يدرج اسمها ضمن قائمة الرحلة لتقرر النزول على أن تستقل الرحلة التالية، وقبل أن تصل إلى القرية شاهدت الحادث بعينيها على الطريق لتذرف الدموع على جيرانها الذين كانوا معها قبل دقائق، ثم صاروا جثثا متناثرة.. مظهر مؤلم لن يمحى أبدا من الذاكرة.
جدير بالذكر، أن ميكروباص الموت الذي انقلب من على الطريق الإقليمي تسبب في وفاة 6 أشخاص وإصابة 9 آخرين، منهم ثلاثة في حالة حرجة للغاية ما زالوا يتلقون الرعاية الطببية بأكثر من عناية مركزة بالعديد من مستشفيات المنوفية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.