رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 100 سنة حرب، أرمينيا تترك إقليم قرة باغ لصالح أذربيجان

قره باغ، فيتو
قره باغ، فيتو

غادر أكثر من نصف السكان الأرمن إقليم ناجورني قره باخ والذين كان عددهم يبلغ نحو 120 ألفا إلى أرمينيا، وفق تأكيد يريفان اليوم الخميس، بعد أن استعادته أذربيجان الأسبوع الماضي في إطار عملية عسكرية خاطفة.

فيما أمر الزعيم الانفصالي للإقليم الخميس بحل جميع المؤسسات فيه بحلول نهاية العام، معلنا بأن الدويلة الانفصالية "ستزول من الوجود" اعتبارا من مطلع العام المقبل.

 

أعداد النازحين من قره باغ إلى أرمينيا

وارتفع عدد النازحين الذي وصلوا إلى أرمينيا من قره باخ إلى أكثر من 70 ألف شخص، حتى ظهر الخميس حسب السلطات الأرمينية.

Advertisements

وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الأرميني نازلي باخداساريان: "حتى الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي وصل 70500 نازح من قره باخ إلى أرمينيا".

وأضافت: تنتظر 35 حافلة في غوريس المتاخمة لأذربيجان إجراءات المرور من أجل التوجه إلى ستيباناكيرت في قره باخ ونقل النازحين من هناك.

 

حل جميع المؤسسات في إقليم قره باغ

في هذا السياق، أمر الزعيم الانفصالي لناجورني قره باخ الخميس بحل جميع المؤسسات في الإقليم بحلول نهاية العام، معلنا بأن "الدويلة الانفصالية ستزول من الوجود" اعتبارا من مطلع العام المقبل.

وأمر المرسوم الصادر فيما فر آلاف الأرمن من الإقليم غداة عملية أذربيجانية الأسبوع الماضي بـ"حل جميع مؤسسات الدولة والمنظمات التابعة لإداراتها بحلول 1 يناير 2024 وستزول جمهورية ناغورني قره باغ (أرتساخ) من الوجود".

 

إعادة فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناغورني قره باغ وأرمينيا

وأعادت أذربيجان الأحد فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناجورني قره باج وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد أربعة أيام على موافقة القوات الانفصالية الأرمنية على إلقاء سلاحها وتفكيك جيشها.

وأدت عودة الجيب الانفصالي الذي يشكل الأرمن معظم سكانه إلى سيطرة الحكومة المركزية في باكو إلى موجة نزوح للأرمن.

وتأتي محاولات يريفان لاستيعاب موجة الأرمن المشرّدين في وقت ما يزال المسؤولون يحاولون تحديد مكان وجود أكثر من مئة شخص فقدوا بعد انفجار مستودع للوقود الاثنين أسفر عن مقتل 68 شخصا.

 

اقرأ ايضا: قره باغ كلمة السر.. تاريخ دامي من الصراعات بين أرمينيا وأذربيجان.. والحصيلة عشرات الآلاف من القتلى خلال قرن من النزاع (صور)

 

أسباب الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

تتجسد أسباب الصراع بين الجارتين -اللتين تقعان على مفترق طرق رئيسي بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية- حول منطقة انفصالية تعرف باسم "ناجورني قره باخ"، وتحاول كل منهما بسط سيطرتها على الإقليم الذي ظل لعقود طويلة مسرحا للتنافس على النفوذ بين المسيحيين الأرمن والمسلمين الترك والفرس.

ويتكون اسم هذا الإقليم من مقطعين هما "ناجورني" وتعني باللغة الروسية "الجبلية"، و"قره باخ" وتعني باللغة التركية "الحديقة السوداء"، لكن الأرمن يطلقون على الإقليم اسم "آرتساخ" ومعناها "غابة آر"، و"آر" هو "إله الشمس" عند الأرمن القدماء.

وهذه المنطقة الجبلية - التي تبلغ مساحتها نحو 4400 كيلومتر مربع وتسكنها أغلبية عرقية أرمينية محلية- لطالما كانت تشكل جزءا من أذربيجان السوفياتية، لكن في سنة 1987 أطلق السكان الأرمن على هذا الإقليم حملات تطالب بالانفصال عن أذربيجان والانضمام في الوقت نفسه إلى أرمينيا.

وتصدت أذربيجان للانفصاليين بالسلاح، في محاولة لقمع المتظاهرين والسيطرة على الوضع، ومن جهتها دعمت أرمينيا المطالبين بالانفصال عن أذربيجان، مما أدى إلى نشوب صراع بين الدولتين ظل قائما حتى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 لتندلع حرب بين الطرفين أوائل التسعينيات استمرت عامين وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص من الأذريين والأرمن، قبل أن يحسمها الأرمن لصالحهم.

وعلى الرغم من إعلان أرمينيا استقلال "قره باخ" في استفتاء أجري في ديسمبر 1991 فإن هذا الاستقلال اعتبر أحاديا وغير نظامي، بسبب وضعية المنطقة التي أصبحت حينها تعيش حكما ذاتيا، وهو الأمر الذي ترك فتيل الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا مشتعلا، لتتطور الأمور بعد ذلك إلى حرب استمرت لسنوات.

ومن جانب آخر، يعد إغلاق ممر لاتشين من طرف أذربيجان أحد أكثر الأسباب استمرارا للأزمة بين الأرمن والأذريين، باعتباره الطريق البري الوحيد الذي يمنح أرمينيا الوصول المباشر إلى "قره باخ" من جهة، ومن جهة أخرى أدى قرار إغلاق الممر إلى قطع المساعدات الأساسية بشكل تام عن المنطقة التي يسكنها نحو 120 ألف شخص، مما بات يهدد بوقوع كارثة إنسانية بعد حرمان سكان الإقليم من الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى.

ويتجدد صراع الجارتين في كل مرة على حدود ناجورني قره باخ المعترف به جزءا من جمهورية أذربيجان من قبل المجتمع الدولي وفقا لأحكام القانون الدولي، وسط تبادل مستمر للاتهامات، إذ أعلنت أرمينيا في أكثر من مرة عن قصف أذربيجان بعض مواقعها العسكرية، متهمة إياها بمحاولة التقدم داخل أراضيها، في وقت تشير فيه أذربيجان إلى قيام أرمينيا بقصف أحد مواقع جيشها بقذائف من العيار الثقيل.

ولم تجدِ الوساطة الدولية نفعا في وضع حد للصراع بين البلدين، إذ اعتبرت جهود جميع الأطراف المتداخلة فيه بغير المحايدة وتخضع بشكل كبير لعامل العلاقات التاريخية والاقتصادية والعسكرية التي تربطها بالمنطقة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية