من داخل أقدم محل لبيع الطبل والدفوف بالحسين.. نكشف سر الصنعة القديمة.. وصاحب المحل: الموسم بتاعنا في الأعياد وجلد الحمير الأغلى
في مراسم احتفال مشيخة الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف رصدنا محل قديم لبيع الطبول والدفوف يبدو وكأنه متسترًا من الزمن خلف أحد زوايا مسجد الحسين ولم يبقى من أثر مجده الغابر سوى هذه الصنعة.
مراحل التصنيع
قال صاحب الـ 56 عامًا الحاج صلاح والملقب بين رفقاء صنعته بـ "أبو ميادة": “ أنا ببيع للطبال إللي بيشتغل وراء رقاصة وللدرويش مش عشان فاتح في الحسين يبقى أبيع للشيوخ بس “شكرناه على صراحته كبياع فشكرنا على شكرنا له وعاد ليسهب في حديثه قائلا: ”جميع أنواع الطبول والدفوف في مصر يجري تصنيعها محليًا وليس كما يشاع بأنها تستورد من الخارج، بل على العكس تمامًا نحن من نقوم بتصدير بعض الأنواع منها للخارج ولدول بعينها كتركيا والصين واللذان يجدان استحسانًا في التعامل مع الطبلة والدف المصري لجودة خاماته المستخدمة من جلود وفخار وزجاج”.
وعن مراحل التصنيع قال "صناعة الطبول والدفوف من أسهل ألمه و"بالنسبة للطبلة بنصنع الهيكل بتاعها من الفخار أو الزجاج على حسب الحجم والمقاس والجودة كمان وبعد كدا نشد عليها الجلد على حسب النوع والجودة ونمكنها في الهيكل الفخاري بمادة سائلة كاللاصق أو صلبة كمسامير أو براغي وبالنسبة للدف بيكون نفس الشيء بالنسبة للجلد أما بالنسبة للإزاز فبيحتاج لمواد لزق متطورة أو مسامير معينة".
وعند سؤاله عن أنواع الجلود التي تستخدم في تلك الصنعة قال: “هناك أنواع جلود كثيرة فكل الحيوانات تصلح جلودها لصناعة الطبول والدفوف ولكن الأغلى هو جلد الحمار والجمل وذلك لمتانتهما”.
وقال:"الناس مستغربة إن جلد الحمار بيصنع منه الطبلة والرق لكن ميعرفوش أنه في مهنتنا دي أغلى من جلد التمساح والغزال كمان".
موسم الطبلة
لكل تجارة موسمها ولكل بضاعة حدثها والذي تشتهر به فتصبح عرضا في السوق وما أن ينتهي ذلك الحدث حتى يدب الكساد مواقعها فتصبح طريحة.
يخبرنا الحاج صلاح، أن موسم الإقبال على شراء الطُبل والدفوف يكون في المناسبات الدينية الشعبية كالمولد النبوي وشهر رمضان والخاصة كموالد أحد الأولياء أو الصالحين والتي يجرى الاحتفال بها في نطاق مساحتها الجغرافية كالقرى والنجوع وغير ذلك فلا أحد يلتفت إليها لا من قريب ولا من بعيد.
وعند سؤاله عن أشهر أنواع الأنواع قال "بتكون الطبلة الصعيدي الكبيرة والرق العريض وإللي بالمناسبة بيكونوا مصنوعين من جلد الحمار عشان الأنواع دي بيُستخدم معاها عصا للضرب عليها لإصدار الصوت ونظرًا لمتانة النوعية دي من الجلد بتستحمل مدة طويلة".