استشعرت الحرج، سر عدم إذاعة أم كلثوم أغنيتها في رثاء جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر، زعيمنا حبيبنا قائدنا.. عندي خطاب عاجل إليك، من أرض مصر الطيبة، من الملايين التي تيمها هواك، من الملايين التي تريد أن تراك، يا أيها المعلم الكبير، كم حزننا كبير، كم جرحنا كبير، لكننا نقسم بالعلي القدير، أن نحبس الدموع في الأحداق وأن نحفظ الميثاق وأن نحفظ الثورة، وعندما يسألنا أبنائنا في أي عصر عشتم؟ في عصر أي ملهم؟ نجيبهم في عصر عبد الناصر.
تلك الكلمات كتبها الشاعر نزار قباني يرثي فيها الرئيس جمال عبد الناصر لتغنيها سيدة الغناء العربي أم كلثوم وتعددت أسماء الأغنية من رسالة إلى الزعيم، حبيبنا قائدنا، عندي خطاب عاجل إليك، إلا أن أخلاق أم كلثوم منعتها من غنائها بعد تسجيلها في يوم واحد.
وأم كلثوم من أكثر الفنانين الذين أصابتهم الصدمة عندما سمعت خبر وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، كانت تعرفه عن قرب عندما استضافت الضباط العائدين من حصار الفالوجا في فيلتها وكان عبد الناصر بينهم، وعرفته بعد الثورة وكان ناصر من عشاق صوتها، وقد وقف بجانبها وأعاد أغانيها إلى الإذاعة بعد أن أوقف إذاعتها وجيه أباظة بصفتها مطربة من العهد البائد، فكان رد عبد الناصر "على كدا ناخد قوة ونهد الهرم لأنه من العهد البائد" وأصدر قرارًا بعودة أغانيها إلى الإذاعة.
من أجل ذلك فور علمها بوفاة جمال عبد الناصر انهارت وأغلقت بابها على نفسها تكابد الأحزان مع نفسها ولا ترد على التليفون مهما كان المتصل.
غنتها أم كلثوم متشحة بالسواد
ويحكي الإذاعي وجدي الحكيم قصة أغنية حبيبنا قائدنا التي يرثي فيها نزار قباني الرئيس جمال عبد الناصر فيقول: ولدت القصيدة في وقت كان الحزن يلف مصر والوطن العربي وجاءت القصيدة لتزيد الألم، فكتب الشاعر نزار قباني القصيدة وحاول الاتصال بأم كلثوم دون جدوى، فاتصل بي لكي أصل إلى أم كلثوم وأبلغها بالأغنية، ووصلت إليها عن طريق ابن شقيقها محمد الدسوقي.
وأضاف الحكيم: عرض نزار قباني الأغنية على أم كلثوم وطلبت حجز الإستوديو لتسجيلها وغنتها وهي متشحة بالسواد والدموع تلمع خلف نظارتها، وكانت شبحًا لأم كلثوم وليست أم كلثوم التي نعرفها التي كانت تهز المبنى لمجرد حضورها، كما أبدع رياض السنباطي لحنًا حزينًا باكيًا بكت أم كلثوم كما يبكي الطفل وحاولنا أنا ورياض تهدئتها ولمجرد أن تبدأ الغناء (زعيمنا حبيبنا قائدنا) إلا وتبكي.
يقول نزار قباني عن أغنية رثاء الزعيم جمال عبد الناصر: لي موقف مع أم كلثوم لا أنساه، وكنت قد كتبت رسالة في رثاء جمال عبد الناصر ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم بعنوان (رسالة إلى الزعيم) إلا أنها بعد التعب والتسجيل في يوم واحد، رفضت أن يسمعها أحد احترامًا للرئيس السادات الذي كان قد تولى الحكم، وما زالت هذه القصيدة التي ما زالت مجهولة والتي أبدع فيها هؤلاء الثلاثة أنا ورياض السنباطي وأم كلثوم ذهبت هباء لا سمعها أحد ولا قرأها أحد شعرًا وسميت القصيدة فقط بالأغنية الشهيرة ولم تطبع إلا بصوت مغنيتها ويحتفظ وجدي الحكيم بنسخة منها بصوت أم كلثوم لكنه ـ وجدي الحكيم ـ كان قد وقع على نفسه عهدًا بناء على طلب أم كلثوم ألا يذيع هذه الأغنية أبدًا.
وجدي الحكيم يكشف سر منع الأغنية
عندما سألها وجدي الحكيم عن سبب قرارها منع قصيدة رثاء جمال عبد الناصر؟ فكان رد أم كلثوم: لأن فيه رئيس جديد حيحلف اليمين بعد أيام وما يصحش نغلوش عليه بالقصيدة، وأن الحزن في القلب وخلي عندك الشريط على سبيل الأمانة.
لم تذع الأغنية إلا مرات قليلة بعد اغتيال الرئيس السادات وبعد رحيل أم كلثوم وما زالت حبيسة مكتب الإذاعي وجدي الحكيم.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
