بعد غياب 3 سنوات..عودة الطبول والإعلام الخضراء لاحتفالات مشايخ الطرق الصوفية بالمولد النبوي.. ولافتات لتأييد السيسى (فيديو)
ربما لم تكن ثلاث سنوات من التوقف، كفيلة لأن تنسي مريدي ومحبي الطرق الصوفية طريقة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف التي عهدوها منذ قرون، وتوارثوها جيلا بعد جيل، حتي باتت تراثًا أصيلًا في عقلهم الجمعي
وبعد غياب مظاهر الاحتفال لأكثر من 36 شهرًا أثر جائحة كورونا، والتي شلت كل مفاصل الحياة في المجتمع المصري، بدأت الطرق الصوفية في مصر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف علي طريقتها الخاصة، وذلك برعاية عدد من المؤسسات الدينية في بعض المناطق، وبتنظيم داخلي للحركات الصوفية في مناطق أخري
وعلي وقع دقات الطبول الضخمة والأناشيد ووسط الجلابيب والرايات الخضراء والتي انعكس عليها بعض خيوط الشمس بدت وكأنها قد طهرت من كل دنس عادت مظاهر احتفالات الصوفية.
مسيرة الطرق الصوفية
وبدأ المئات من مريدي الطرق الصوفية مسيرة الابتهال التي اقتطعت في ساعة ونصف علي الرغم من أنها واحد كيلو متر فقط مشيا علي الأقدام من أمام مسجد سيدي صالح الجعفري وصولًا إلي مسجد الحسين، حيث تجري الآن حلقات الذكر والابتهال حتي السابعة مساء ثم يعقبها بعد ذلك احتفال المشيخة العامة للطرق الصوفية بالمولد النبوي داخل المسجد بحضور مجموعة من كبار علماء الأزهر والطريقة الصوفية.
ماراثون روحاني لمسيرة الطرق الصوفية
بدأ الأمر واضحًا منذ البداية محبو ومريدو الطرق الصوفية عطشا بعد جدب روحاني دام ثلاث سنوات، زغاريد الفرح التي كانت تطلقها النساء كسرت حاجز الصمت في قلوب أشد المتصوفين تكتمًا
وفي درجة حرارة بلغت الـ40 اصطف المئات في شكل حلقات مفرغة ومتقاطعة أمام مسجد سيدي صالح الجعفري، حيث ستشكل هناك وعلي حسب الطقوس المتبعة لهذا الاحتفال نقطة الانطلاق صوب مقصدهم الأجل قدسية والأكثر رمزية مسجد " الحسين" وفي حمي الغليان الروحاني هذا، اجتازت أكثر من عشر مسيرات قاد تنظيمها وعن جدارة مشايخ الطريقة الشاذلية القادرية أو "ذوات الرايات السوداء" كما يحب مناداتهم،عبرت المسيرات ربوع الشارع الذي أفرغ من المارين لها ولأجلها وعلي وقع دوي طبول ودفوف وأناشيد ومديح وصرخات وزغاريد وابتسامات ودموع.
اجتازت المواكب شديدة التنظيم فوضي الشارع حيث التقت جميعًا بداخل مسجد الحسين بادئة أشد الاحتفالات لديها قداسة مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رصدت عدسة " فيتو" عددا من الطرق الصوفية رافعة، لافتات مؤيدة لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة بانتخابات الرئاسة 2024، وذلك خلال تجمعهم أمام مسجد الشيخ صالح الجعفري، بل وخلال احتفالهم بداخل مسجد الحسين.
الموكب الصوفى تراث إسلامى
"الموكب الصوفي تراث إسلامي" هذا ما تحدث به الشيخ عبد اللطيف الحين شيخ الطريقة الاحمدية فقال: "تاريخ المواكب الصوفية قديم جدا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج أهل المدينة لاستقباله بترديد (طلع البدر علينا)، ومنذ ذلك الحين تحتفل الطرق الصوفية بالمواكب إلى جانب موكب السنة الهجرية، وموكب رؤية هلال رمضان وموكب الرفاعي وموكب المرسي أبو العباس".
خط سير الموكب الصوفى
وأضاف أن خط سير المواكب كان ينطلق من مسجد الإمام الرفاعي إلى مسجد الحسين، أو من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها إلى مسجد الحسين، في حضور كبار رجال الدولة الذين كانوا حريصين على المشاركة والآلاف من مريدي ومحبي الطرق الصوفية، يتجمعون في ميدان الحسين والسيدة زينب.
وأشار إلى أنه طرأ اختلاف على الموكب في عهد أسرة محمد علي باشا، ثم اختلاف آخر في عهد الرؤساء جمال عبد الناصر والسادات، وحسني مبارك، حيث كان المتصوفة ينطلقون من مسجد السيدة زينب إلى مسجد الحسين، إلا أن الزحام وزيادة الوافدين على القاهرة والكثافة السكانية جعلت الطرق الصوفية تتخذ قرارا تاريخيًا لتقصير المسافة.
وأصبح الموكب ينطلق من مسجد صالح الجعفري، مؤسس الطريقة الجعفرية، إلى مسجد الحسين، وهي المسافة التي تستغرق ساعة ونصف سيرًا على الأقدام، رغم أن المسافة لا تتعدى كيلو متر يسير فيها المريدون وسط التواشيح الدينية على أغاني الطبول، ويحضر المنشدون ودعاة الطرق لقراءة الأوراد.
وحرص الملوك والرؤساء على حضور الموكب الصوفي منذ القدم، فأسرة محمد علي الألبانية، كانت تحضر الموكب تقربًا من المصريين وعاداتهم.
مشاركة الملوك والرؤساء فى الاحتفالية
وأكد الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن تاريخ المواكب حافل بالمريدين ويضم عشرات الآلاف من الناس من كل مكان على أرض مصر، منهم المريد ومنهم صاحب الحاجة، ومنهم من جاء ليرى ويفهم ويتعلم من المشايخ، ومنهم من جاء مجاملة لهذا العدد الهائل من المصريين الذي يتجمعون في مكان واحد.
وأضاف أن ملوك ورؤساء مصر سواء في العصر الملكي أو الجمهوري كانوا حريصين على المشاركة في المواكب الصوفية، بحضور شيخ الأزهر ورئيس الوزراء وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ونقيب الأشراف.
وأشار إلى أن من أبرز من كانوا يواظبون على حضور المواكب، السلطان حسين كامل والملك أحمد فؤاد الأول والملك فاروق، أما في العصر الجمهوري فقد حضر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات فيما لم يحضر الرئيس الأسبق حسني مبارك منذ توليه رئاسة الجمهورية، رغم حضوره نيابة عن الرئيس السادات في مواكب كثيرا، أما المخلوع محمد مرسي فلم يحضر خوفا من حلفائه السلفيين.
مواكب خاصة
وأشار الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية البرهامية، إلى أن مواكب الصوفية اشتهرت في مصر خلال العهد الفاطمي بدولة الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال حمل الإعلام والطواف في شوارع المحروسة انطلاقا من أمام المسجد الرفاعي بالقلعة، وصولا إلى المشهد الحسيني ويتم توزيع الحلوى على الحاضرين والمارين بالشوارع، ويتم توجيه الدعوة إلى كبار رجال الدولة للمشاركة، بالإضافة إلى ذلك هناك المواكب الخاصة التي يقوم بها كل شيخ طريقة احتفالا بمولد شيخ الطريقة، وأشهرهم موكب الرفاعي والسيد البدوي والإمام أبو العزائم.
وأضاف أن هناك إجراءات متبعة في المواكب، وهو إخطار الأمن لتأمين الموكب إلى جانب استعدادات مشايخ الطرق، للاحتفال بإقامة الخيام أمام ضريح الحسين أو في منطقة حديقة الخالدين بالدراسة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.