رئيس التحرير
عصام كامل

المولوية على الطريقة الأنثوية، كيف استطاعت أفنان شاهر أن تنشئ فرقة "دوري" (فيديو وصور)

المولوية،فيتو
المولوية،فيتو

المولوية هي الرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، بهدف الاندماج في المشاعر الروحية حتى يرتقي بنفوس مؤديه إلى مرتبة الصفاء الروحي، بعيدًا عن العالم المادي. لكن هل رأيت يومًا فتاة تؤديه؟! فضلاً على تأسيس فرقة دوري له، هذا ما نتعرف عليه من خلال قصة أفنان شاهر مع هذا الفن الروحي.

أفنان شاهر ابنة التاسعة والعشرين عاما بدأت حياتها بالعمل فى التمثيل، وتدربت على الدوران "المولوية" منذ 2015، من خلال دورها فى عرض مسرحى، وكان المؤلف الموسيقى المسئول عن هذا العرض محمد  بكر، الذي أسس فرقة فى 2017 تجمع بين الابتهالات الاسلامية والترانيم المسيحية وأسماها "مشروع روح"، وانضمت أفنان للفرقة وعملت معهم لفترة طويلة.

فى تلك الفترة حضرت مقابلات عمل كانوا يسألونها عن حلمها وكان أول شئ تتخيله حينها هى مجموعة فتيات يلبسن الأبيض "لبس المولوية"، وأخبروها بأنها أول فتاة تقوم بذلك فألهمتها تلك المقابلات أن تؤسس فرقة مولوية للبنات.

ومن هنا أثير شغفها بأن تبحث بعمق هل يوجد غيرها فى هذا المجال أم أنها هى الفتاة الوحيدة حقا التى تجيد الدوران؟ فالتقت بسارة كامل. 

سارة كامل 31 سنة "متزوجة ولديها طفل" تحضر دراسات عليا فى علم الطاقة ودراسات مختصة بعلم الدوران، تسعى من خلالها لاكتشاف الأثر النفسي للدوران ودوره في تحفيز الطاقة، وجدت التشجيع والدعم اللازم من زوجها على ذلك لأنه لديه الحس الفنى ويمثل صوت العقل بالنسبة لها.

بداية تكوين فرقة المولوية

بدأت سارة التدريب على الدوران بعد سنتين تقريبا من بداية تدريب أفنان، وعندما أتت سارة ضيفة لمشروع روح تبادلت الحديث مع أفنان حول فكرة الدوران، وانها مستوحاة من حركة الأفلاك في الكون.

اكتشفوا حينها ان افكارهم متشابهة وانهم متفقون بشكل كبير، وعندما تم الاعلان عن أحد المهرجانات تواصلت سارة مع أفنان حتى يقوما بعمل عرض سويا فى وقت قصير لتكون بداية نشأة فرقة "دورى" ثم انضمت اليهم أميرة عواد وهبة الله النجار وأمنية، حتى أصبح كل فرد فى الفرقة عنصرا هاما جدا لأنه جعلهن كيانا واحدا وحقق التكامل بينهن فى الآراء وفى تلاقى طاقتهن المختلفة ومع ذلك يتمنين أن يزيد عدد أعضاء الفرقة وأن يحظين باهتمام أكبر خاصة وأنهم قد وجدن اهتماما من السياح الأجانب بذلك النوع من الثقافة ويريدون ان يفهموه بشكل أكبر.

سارة وأفنان كانا يعرفان أميرة من قبل لأنها كانت موجودة معهم على الساحة من فترة وتواصلت معها سارة كما تواصلت مع أمنية التي كانت تقوم بتدريبها، ومع هبة أيضا من خلال "الفيس بوك"، هبة صانعة إكسسوار وحلى، وبذلك اكتمل عقد الفرقة.

أفنان تتمنى ان توصل للناس معنى الدوران واهميته بالنسبة للمولوية وعلاقته بالصوفية واستخدمت الطاقة الأنثوية ليكون مؤثرا فادخلته على الدوران.

 

نشأة المولوية

المولوية تعرف بالرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة هدفها الاندماج في المشاعر الروحية حتى يرتقوا بنفوسهم الى مرتبة الصفاء الروحى بعيدا عن العالم المادى ويأخذهم ذلك الى الوجود الالهى لان المولوية مستوحاه من حركة الأفلاك في الكون، المولويين يؤمنون بالحب والتسامح وتقبل الأخرين، اسسها جلال الدين الرومى ليحافظ على الاسلام فى النفوس ويحثهم على التماسك والوحدة نظرا لانه عاش فى فترة اضطرابات وفتن وحروب.

التحديات التى واجهتها أفنان وتغلبت عليها

واجهت أفنان بعض الانتقادات على فكرتها ولكن تواجدها مع فرقتها شجعها بشكل كبير بأن تكمل مابدأته ووفر لها الدعم الذى تحتاج اليه فتحولت تلك الانتقادات الى الهام بالنسبة اليها ومع مرور الوقت لم تعد تؤثر فيها وخاصة انها وجدت المهتمين بفكرتها اكثر بكثير من المنتقدين ووجدت من المهتمين التشجيع والاراء الايجابية وان عملهم هو مصدر الهام بالنسبة اليهم ولكن هذا لا يعنى ان أفنان وفرقتها لن يجدوا انتقادات فى المستقبل ولكنهم لديهم الرد المناسب لها عن طريق عملهم الذى يوجهون به وجهة النظر السليمة عن الفرقة فيساهموا فى تغيير وجهة نظر هؤلاء المنتقدين

ومن المؤثرين فى حياة أفنان اصدقاؤها لانهم مؤمنون بها وينصحونها بأرائهم وخاصة وانهم يملكون الحس الفنى العالى وليسوا مجرد متلقين، اما والدا أفنان فكانا يخافان عليها من مجال التمثيل ولكن رحبا بمجالها الجديد فى الدوران وخاصة انهم يعطوها الأراء الايجابية ايضا فاعطاها ذلك الثقة بالنفس المطلوبة 

أكثر ما يؤثر فى أفنان تأثيرها على الأطفال خاصة لأنهم على فطرتهم يكتشفون العالم من حولهم فعندما يأتيهم الفضول حول كيفية عمل الدوران دون ان يشعروا بالاعياء او التعب تشعر أفنان حينها بنجاحها فى ألهامهم لكى يفعلوا مثلها 

هناك بعض المشكلات التى تواجها الفرقة مثل الحاجة الى التمويل لانهم يعتمدون على التمويل الذاتى وهم يبحثون الأن عن شركات راعية مهتمة بهذا النوع الفولكولور او منح 

أفنان تحلم بان يعرف المصريون ما الذى يقومون به ثم تذهب بعد ذلك الى الدول التى لا يوجد فيها هذا النوع من الفولكولور، وهي تحلم وفرقتها ان يتركوا اثرا طيبا عند الناس بصرف النظر عن أي عوائد مادية.

الجريدة الرسمية