رئيس التحرير
عصام كامل

المعارضة السورية تؤيد موقف الجيش السورى الحر تجاه الإيرانيين.. الشوفى: عملاء إيران فى سوريا يخوضون حربًا بالوكالة لصالح الأسد.. الكويفى: الحرس الثورى يقود شبيحة الأسد


رسالة قوية اللهجة وجهها الجيش السورى الحر إلى عملاء إيران الضالعين فى الحرب مع نظام الأسد، طالبوهم فيها بالرحيل عن سوريا خلال 24 ساعة، وألا يتحملوا تبعات تواجدهم فى الأراضى السورية، وهو الأمر الذى يؤكد أن الجيش الحر يعلن مباشرة وللمرة الأولى عن أيادى إيران الضالعة فى قتل الشعب وتدمير "سوريا".. "فيتو" استطلعت آراء عدد من المعارضين السوريين حول ما إذا كانت هذه الدعوة بمثابة إعلان حرب يقودها الجيش الحر ضد إيران فى الداخل السورى.



فى البداية يرى جبر الشوفى، مدير مكتب المجلس الوطنى السورى بالقاهرة: إن الإنذار الذى قدمه الجيش السورى الحر للإيرانيين فى سوريا وإمهالهم 24 ساعة لمغادرة الأراضى السورية لا يعنى أن معركة الجيش الحر تحولت من نظام بشار الأسد إلى الإيرانيين بالمعنى الحرفى للكلمة.

وأضاف الشوفى، لـ«فيتو»، أن الجيش الإيرانى ضالع فى العمل ضد السوريين وله دور مهم فى معادلة نظام الأسد وحربه ضد الشعب السورى، مؤكدًا أن الإيرانيين يدعمون الأسد ونظامه سواء بمده بالجنود والقوى العسكرية أو من خلال تزويده بمعلومات استخباراتية حول الجيش الحر".

وقال الشوفى: "إن السوريين يصنفون طهران على أنها من القوى المشاركة فى تدمير البلاد والعباد، ومساعدة نظام الأسد على مواصلة تدمير الأراضى السورية، وبالتالى فإن النظام الإيرانى يقف فى الصف المعادى للشعب السورى، وثوار الجيش الحر يواصلون بدورهم حربهم ضد نظام الأسد وحلفائه".

وأكد الشوفى أن مساعدة إيران لنظام الأسد لم يعد يحتمل أى شك، ومن ثم جاء قرار الجيش الحر بإنذار الإيرانيين الموجودين على الأراضى السورية للرحيل، وإلا سيضطرون لملاحقتهم، موضحًا أن أغلب الإيرانيين يأتون عبر إرساليات محددة تقوم بمهام عسكرية أو استخباراتية، وليس هناك ما يبرر تواجد أى قوى خارجية على أرض سوريا الآن دون أن تكون مشاركة فى الحرب ضد الشعب السورى.

ونفى الشوفى أن تكون هناك عداوة بين الشعبين السورى والإيرانى، مضيفًا أن العداوة هى بين الشعب السورى ومن يشاركون فى قتلهم من خلال شن حرب بالوكالة إلى جانب بشار الأسد".

أما المعارض السورى "باسل الكويفى" فقد أكد أن السوريين تأكدوا الآن وبعد مرور قرابة عامين على بدء أحداث الثورة السورية من مشاركة إيران المباشرة ضد الثورة السورية ودعمها لنظام الأسد، عبر إرسال الحرس الثورى الإيرانى للمشاركة فى حرب الأسد ضد الشعب السورى..

وأضاف الكويفى فى تصريح خاص لـ "فيتو": "إن إيران ترسل رجال الحرس الثورى لقيادة الشبيحة، وعصابات الأسد، ودعم نظامه فى ضرب المتظاهرين العزل، والجيش الحر"، مشيرًا إلى أن التحقيقات التى أجراها الجيش الحر مؤخرًا مع الرهائن الإيرانيين الـ 48، والذين أفرج عنهم قبل أسبوع عبر مبادرة تركية- قطرية، أكدت بما لا يدع مجال للشك فى مشاركة النظام الإيرانى للأسد فى حربه ضد الشعب، ومحاولته للبقاء.

وأوضح الكويفى أن الغالبية العظمى من الإيرانيين الذين يدخلون إلى سوريا هم إما من رجال الحرس الثورى الإيرانى الحاليين، أو كانوا أعضاء سابقين فيه، مضيفًا، أنه نظرا لذلك جاء طلبنا من إيران بألا ترسل أى أحد من بين رعاياها إلى سوريا لأى سبب، أو حجة، باعتبار أن كل من يأتى مستهدف من قبل الجيش الحر.


وشدد الكويفى على أن السوريين أصدقاء لكل شعوب العالم، وليس لهم عداء، لا مع الشعب الإيرانى أو الشعب الروسى، لكنهم ضد كل من يساعد بشار من أنظمة تلك البلاد، مؤكدًا أن الانذار الأخير للجيش الحر يأتى فى هذا الإطار فهم من جانبهم يحذرون من مغبة الذهاب إلى سوريا خاصة بالنسبة للإيرانيين، وفيها مطالبة للشعب الإيرانى بألا يندسوا وراء النظام الذى يرسل البعض تحت أى ستار يذكر.

أما الكاتب والمعارض السورى "أحمد منجونة"، فيؤكد أن الجيش السورى الحر يقوم بالدفاع عن الأمة السنية بشكل عام، فى حرب فارسية شيعية ذات طابع طائفى.

وأضاف منجونة فى تصريح خاص لـ "فيتو":"نحن اليوم ندافع عن الأمة الإسلامية السنية بشكل عام، و ندفع الثمن لإيقاف مجازر ستكون فى المستقبل ضد السنة فى المنطقة العربية، ومن ثم فإن من الطبيعى أن يقوم الجيش بإعلان حرب سنية ضد الشيعة"، معتبرا أن الإعلان الصادر عن الجيش الحر يؤكد على ذلك، فاليوم كل السنة تقتل فى سوريا، ولا المسيحى يموت بكميات السنة، ولا الدرزى، ومن ثم فإن ما يجرى هو حرب شيعية غازية ضد السنة فى سوريا".

ويؤكد منجونة أن إعلان الجيش الحر اليوم هو بمثابة إعلان الخرب ضد الشيعة الغازية الإيرانية، والتى بدأت مشروع حرب الإبادة ضد السنة، بدءً من سوريا، ومن المؤكد أنها ستمتد لباقى المنطقة، مضيفا: "نحن نقوم بهذه العرب بالإنابة عن المسلمين السنة فى الخليج ومصر وباقى دول المنطقة، والمتابع للأوضاع فى العراق وظهور "عزت الدورى" المفاجئ برغم كونه مطلوبًا أمنيا يؤكد حديثى، فهناك حرب طائفية فى المنطقة بدأت فى سوريا وستمتد إلى غيرها من الدول".

وأكد المعارض السورى "ثائر الناشف" أن إعلان الجيش الحر للإيرانيين المتواجدين على الأراضى السورية هو بمثابة الإنذار الأخير، للإيرانيين الذين يستخدمهم نظام الأسد ضد الشعب السورى، عبر العديد من الآليات.

وأضاف الناشف فى تصريح خاص لـ "فيتو" أن نظام الأسد يستعين بالايرانيين سواء فى القتال، أو كمستشارين أمنيين وعسكريين، إضافة إلى بعض الخبرات فى العمل التقنى، وكان آخر هذه الأمور ما جرى أمس من تحرير لمبنى الأرصاد الجوية، والذى اكتشف الجيش الحر أنه كان يستخدم فى التشويش على القنوات الفضائية وكان يقوده إيرانيون.

ويؤكد أن الجيش الحر ألقى القبض على العديد من الإيرانيين الضالعين فى الحرب ضد الشعب السورى من كافة أنحاء سوريا شمالا وجنوبا، وغير ذلك، صفقة الأسرى التى تمت عبر الوسيط التركى القطرى، وهى كلها أمور توضح مدى تواجد الإيرانيين بكثافة فى سوريا، من ثم فإن الجيش حر يوجه إنذاره الأخير من نوعه، بأنه لم يعد من المسموح أن يكون لإيران أن يظل رعاياها على الأراض السورية، وأن كل من يوجد سواء أفراد، أو جماعات إيرانيين هم تحت أعين الجيش الحر، وأهداف يمكنه التعامل معها بالطريقة المناسبة، وهم يذلك يؤكدون على أن الموجودين الآن ليس لهم أى مهام سوى القتل.

ويضيف: "الجيش الحر الآن لا يعمل على إسقاط نظام الأسد فقط، لكن للدفاع عن الشعب، والسيادة السورية التى أدار الأسد إسقاطها، وهى كلها أهداف مشروعة أمام الجيش الحر، وفق الرغبة الشعبية".

ويوضح الناشف أن الأسد الذى عمل على مبادلة الأسرى الإيرانيين الـ48 ب، 2100 أسير سورى، رفض كليا أن يقوم بمثل هذه المبادلات بضباطه الذين تم أسرهم من قبل الجيش الحر، وهو ما يؤكد أن التعليمات التى يصدرها الأسد ليست صادرة منه ولكنها صادرة من طهران، وخاصة من المرشد والرئيس الإيرانى، فإيران هى المحرك الأساسى للأسد الآن، ومنه تصدر التعليمات، وهو المتحكم بمصير الأسد الذى هو بالتأكيد مرهون بإيران وبدورها فى المنطقة.

وينهى حديثه مؤكدًا على أن أى دولة تعنى بالحل فى سوريا، تعلم جيدا أن الحل السياسى لا يمر إلا فى طهران، هو ما دفع الرئيس المصرى "محمد مرسى" لإعلان مبادرته فى مكة، لعلمه أن الحل فى سوريا لا يكون إلا عبر إيران، وهذا يجعل إيران دولة احتلال لسوريا، وإن كان بشكل غير مباشر، فهى تعلم أن نهاية الأسد يعنى نهاية مشروعها الإقليمى فى المنطقة والذى يمر عبر سوريا كجسر للمنطقة كلها.

الجريدة الرسمية