رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكراه العطرة، ماذا قال العقاد وطه حسين وبهجت وخالد محمد خالد عن سيرة سيد الخلق؟

 العقاد وخالد محمد
العقاد وخالد محمد خالد وطه حسين، فيتو

يحتفل المسلمون في معظم الدول الإسلامية بـ مولد النبي، ليس باعتباره عيدا بل فرحا بولادة نبيهم الهادي العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم محمد ابن عبد الله، وقد عبر الكتاب والأدباء عن مولد رسول الله الذي أنقذ البشرية بدعوته.


كتب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين يقول: اليوم يحتفل المسلمون بمولد هذا الإنسان الذي غير حياة الناس وملأها عرفا بعد أن مُلئت نكرا، وملأها رحمة بعد أن ملئت قسوة، وملأها عدلا بعد أن ملئت جورا، والحق أنه لم ينهض وحده بهذا العبء الثقيل الخطر، وإنما أعانه على النهوض به من وجده يتيما فآواه، وضالا فهداه، وعائلا فأغناه، ثم أمره أن ينهض في الأميين فيتلوا عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويخرجهم من الظلمات إلى النور، فأدى الأمانة وبلغ الرسالة، وأتاح للإنسانية أن تخلق خلقا جديدا.

رسالة محمد باقية دائما 


وأضاف الدكتور طه حسين: إن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لم تنقض بخروجه من الحياة الدنيا، وإنما هي باقية دائما، ومن الحق على كل مسلم أن يحيا في قلبه مصبحا وممسيا، ويقظا ونائما، ذكر هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعوه إلى أن يسرع إلى الخير، ويعلمه أولا ألا قوام للمسلمين إلا إذا اعتصموا جميعا بحبل الله ولم يتفرقوا، وأن يذكروا أنهم كانوا أعداء فأصبحوا بنعمته إخوانا.

المفكر الإسلامي  خالد محمد خالد 

المفكر الإسلامي  خالد محمد خالد يقول: جاء مولد الرسول الداعية وحين نتحدث عن الرسول الكريم فإن الحديث يصعد بنا إلى آفاق عالية ومتسامية من رفعة الروح وعظمة النفس وجلال السلوك، أن مهمة الرسول التي حمله الله لواءها هي الدعوة والبلاغ لقوله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وما كان هذا الداعية الجليل بحاجة إلى حمل السيف أبدا لو لم يفرض عليه ذلك الغزو المسلح من أعداء الإسلام.

فرض عليه استعمال السيف من أعداء الإسلام 


وأضاف خالد محمد خالد: إن محمد صلى الله عليه وسلم، جاء إلى الدنيا ليعطي لا ليأخذ، جاءها ليبلغ كلمة الله ورسالته إلى عباده، ولد ليرد الخلق إلى الرب وليهديهم صراطه المستقيم، فراح ينادي التائهين ويثبت دعوة الحق والعدل والرحمة بأسلوبه الأخاذ فرسم القدوة والنهج والمثال. 

المفكر مصطفى بهجت بدوي 

الكاتب مصطفى بهجت بدوي يقول: ولد محمد فكان بشرى للعالمين، ثم أرسل عليه السلام فكان رحمة العالمين كافح وتحمل الأذى والعذاب وقالوا ساحر مجنون ورفضوا كل ما عرضه عليهم، ولم يزل حتى آمنوا بما دعا إليه وحطموا الأصنام وانطلقوا أحرارا ينادون بالحرية التي قدسها محمد وجاهر بها سيد لا مسود في البشرية.
علمهم النبي أن للفقير حقا في مال النبي، وأن الشورى في الرأي الصائب، فأرسى قواعد الحكم النيابي ودعا إلى السلام ونبذ الحروب وسفك الدماء وكان سبيله لا إكراه في الدين وأن ادعو الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

رحلة شاقة لزيارة النبي 

وكتب الكاتب الإسلامي أحمد بهجت، مقالا بمناسبة المولد النبوي الشريف قال فيه:
أذكر أول زيارة لي للمدينة المنورة..كنت قادما من أداء عمرة في مكة، وكنت مريضا أفكر في السفر إلى القاهرة، لكننى تذكرت قبل أن أسافر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اعتمر ولم يزرني فقد جفاني، فلم أجرؤ على العودة دون الزيارة، وبعد رحلة شاقة وصلت المدينة المنورة وسقط الليل علينا وكنت أفكر وأنا في السيارة في الناقة التي كان يركبها رسول الله.

الكاتب أحمد بهجت 

وأضاف بهجت: إن السير في الصحراء يوهن العمالقة الأقوياء، والنظر إلى الصحراء في الظهيرة والشمس تخطف البصر وركوب الجمال تسعة أو عشرة أيام أمر عظيم المشقة والقسوة.. فكيف استطاع رسول الله أن يقطع هذه الرحلة القاسية، ومن أجل من يعاني عليه السلام وذهنه مشغول بأمر الدعوة إلى الله تعالى، كان صلى الله عليه وسلم، يضحي من أجل الذين لم يولدوا بعد، ومن أجل عصور لم يرها قط..هنا يختلف الرسول عن بقية النوع البشري كله.. كل نبي ضحى من أجل قومه..في زمان قومه..ومن أجل أبناء وأحفاد قومه، أما نبينا نحن فكان يضحي من أجل الإنسان في كل زمان ومكان. كان يضحي ليصير الغضب وداعة وتصبح القسوة رحمة، ويتحول الظمأ إلى ارتواء، وتعود إلى الدنيا براءة العدل والحب والجمال.

وكتب الأديب عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية محمد يقول: محمد في نفسه عظيم بالغ في العظمة، وفاقا لكل مقياس صحيح يقاس به العظيم عند بني الإنسان في عصور الحضارة، ومن هنا فإن التاريخ كله بعد محمد متصل به ومرهون بعمله، وأن حادثا واحدا من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لولا ميلاد وظهور محمد صلى الله عليه وسلم، فلا فتوح الشرق والغرب، ولا نهضة العلوم بعد الحروب ولا قواعد حقوق للإنسان.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية