إعصار دانيال يفضح هشاشة الوضع البيئي العربى..عجز البنية التحتية العربية عن مواجهة غضب الطبيعة يفجر موجة تساؤلات عن الثروات وكيفية إدارتها فى المنطقة
انهيارات مروعة طالت البنية التحتية فى عدد من البلدان العربية، وعلى رأسها ليبيا التى استباحها غضب الطبيعة ممثلا فى إعصار دانيال، الذى تسبب فى موجة من الفيضانات أدت إلى غرق أجزاء من بعض المدن فى الدولة الليبية وخلفت آلاف الضحايا والمفقودين، وهدمت المنازل وشردت الأسر.
إعصار دانيا وزلزال المغرب
اللافت فى إعصار دانيا وزلزال المغرب عجز الدولة عن التصرف، وهو أمر يتضح بشدة فى الحالة الليبية التى تفرغت القوى السياسية فيها للتناحر وتصريف ثروات الدولة فى تكديس الأسلحة استعدادا للحظة الفارقة التى تمكن كل طرف من افتراس الآخر.
يقول اللواء سمير فرج، إن الكوارث لا تعنى أن البنية الأساسية سيئة من الأصل، إذ تحدث نفس الأزمات فى دول كبرى مثل أمريكا وتخلف مشكلات لا حصر لها.
وأوضح فرج أن الكوارث والعواصف والأعاصير يمكنها تدمير مدن كبرى ذات بنية تحتية قوية، موضحا أن هناك حلولا لتأمين البنية الأساسية من الكوارث لاسيما الدول والمناطق القريبة من الزلازل كالمغرب على سبيل المثال بإنتاج نفس ما فعلته اليابان التى أنشأت أكوادا للكوارث بصيغة هندسية وارتفاعات معينة طبقا لطبيعة المنطقة والدولة وقربها من مصدر الزلازل والبراكين وكذلك الفيضانات.
وأشار إلى أهمية تصميم خرسانات تسمح بتقبل الاهتزازات الناجمة عن الكوارث، مستشهدا باليابان أيضًا التى تنشئ عمارات سكنية بطرق تختلف عن أي دولة أخرى، لافتا إلى أهمية اتباع نفس التقنيات فى الدول التى تتعرض لكوارث طبيعية، بما يقوى مجابهتها على التغيرات المناخية المفاجئة.
وعن انهيار السد فى ليبيا وتدمير بعض المدن مثل درنة قال اللواء الدكتور سمير فرج، إن ما حدث فى ليبيا هو كارثة بيئية بكل المقاييس نظرا لتغير المناخ فى العالم، موضحا أنها المرة الأولى التى نشهد بها فيضانا بهذا الشكل، لذا يجب خلال الفترة القادمة عند إنشاء السدود مراعاة أن تكون قادرة على تحمل متغيرات المناخ والتعرض لسيول أو زلازل مفاجئة.
ومن جانبه قال محمد فتحى الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات السياسية، إن عددا كبيرا من الدول العربية لا تملك بنية تحتية جاهزة للتنمية، على الرغم من أن تلك الدول لديها مقومات وثروات وموارد حقيقية، ولكن فساد الإدارة وتصارع النخب السياسية على السلطة وجه تلك الموارد والثروات إلى الأسلحة والذخائر اللازمة للصراع، وبدلا من أن تكون الثروات للتنمية وبناء بنية تحتية جيدة، أصبحت توجه إلى تدمير البلاد أكثر وأكثر.
الأحداث الأخيرة فى ليبيا
وأضاف الشريف أن الأحداث الأخيرة فى ليبيا وما تعرضت له مدن درنة والبيضاء وأجدابيا وطبرق وبنغازى فى الشرق الليبى من دمار وخراب وفقد واستشهاد آلاف المدنيين جراء عدم وجود بنية تحتية جيدة وانهيار السدود التى ضربتها العاصفة دانيال يعود إلى إنفاق الدولة مليارات الدولارات على الحرب السياسية التى أحدثت ما يشبه الحرب الأهلية، وتوجهت أموال ليبيا الغنية من الإعمار إلى الدمار والخراب.
وأكد رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات السياسية، أن غياب الوعى فى الوطن العربى أصابنا بتلك النكبات بعد أن تمكن من عقولنا المتربصون الذى يمررون خططهم كل يوم أمام أعيننا فى كل مكان بالمنطقة.
واستكمل: البنية التحتية فى السودان مدمرة والصراع مشتعل، وفى العراق أيضًا، وكذلك سوريا واليمن والصومال، مضيفا: الوطن العربى أصبح ملعبا رئيسيا للصراع بسبب غياب الوعى الذى حول الأموال والثروات إلى نكبات بدلا من أن تكون دعما وسندا وقوة للشعوب.
واختتم: ما يحدث فى ليبيا إنذار دموى لكل القوى السياسية العربية التى تتناحر على السلطة حتى وصل بنا الوضع إلى ما نحن فيه.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.