مئوية هيكل، أنشأ مراكز دراسات صحفية متخصصة.. رفض الوزارة لهذا السبب.. وهذا سر اعتزاله الكتابة
محمد حسنين هيكل، الصحفى والكاتب السياسى، عرف بالجورنالجى والأستاذ، من أكثر الشخصيات التي أثارت الاهتمام والجدل على امتداد ما يزيد على ستين عاما في العالم العربي والعالم، هو الصحفى الأوحد لدى السلطة وفى نفس الوقت هو صديق الملوك والرؤساء ليس في مصر والشرق الأوسط وفي بعض دول العالم، حيث تمر اليوم مائة عام على ذكرى ميلاده.
حصل على دبلوم القانون بعد دبلوم التجارة
عشق محمد حسنين هيكل القراءة منذ صغره، لم تعوقه دراسته المتوسطة وحصوله على دبلوم التجارة، بل اتجه للحصول على دبلوم فى القانون بالمراسلة مع إحدى الجامعات الأجنبية ودرس اللغة الفرنسية في القسم الحر بمدرسة الليسيه، كما درس الألمانية أيضًا حتى أصبح الصحفى الموسوعى وحالة استثنائية في تاريخ الصحافة الحديثة.
اقرأ أيضا:
مئوية هيكل، شاهد الظهور الأول لزوجة الكاتب الراحل
عمل الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل في العديد من الصحف والمجلات، عرف بلقب الأستاذ، واستطاع أن يصنع من نفسه قلما عالميا فى بلاط صاحبة الجلالة، وكذلك تأسيس مدرسة صحفية في الأهرام لمواجهة مدرسة روز اليوسف وأخبار اليوم بالرغم من أنه شخصيا هو ابن هاتين المدرستين.
البداية مع الايجيبسيان جازيت
أول المشوار الصحفى للأستاذ محمد حسنين هيكل كان مع القسم الأوروبي بالجامعة الأمريكية، وخلالها تعرف على سكوت واطسون الصحفي المعروف وقتئذ بالإيجيبشيان جازيت ـ المطبوعة الأجنبية الأولى فى مصر ـ واستطاع عن طريقه أن يلتحق بالجريدة عام 1942 بقسم الحوادث وحول هذه الفترة يقول الأستاذ: كنت أجد متعة فى التنقيب فى دفتر الأحوال ومعرفة الوجه الآخر لليل فى القاهرة، أربع سنوات قضيتها فى الإيجيبسيان.
اقرأ أيضا:
مئوية هيكل، حكاية مقال أغضب السعودية وفجر خريف الغضب بين الأستاذ والسادات
فتيات الليل أول خبطة
كانت أول خبطاته الصحفية فى آخر ساعة لقاء مع “فتيات الليل” بعد تحريم البغاء الرسمى فى مصر وهى القصة التي حكاها هيكل بنفسه في العدد رقم ٥٤٦ من مجلة آخر ساعة، أثناء خروج 700 من البغايا إلى الشارع بحثا عن لقمة العيش، وكان نتيجة تحقيقه إنشاء بيوت إيواء للبغايا التائبات، ثم وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين التي شهدت أشرس معارك الحرب العالمية الثانية، وتتابعت موضوعاته.
احتراق كاميليا
انتقل محمد حسنين هيكل إلى العمل بروز اليوسف عندما التقى السيدة فاطمة اليوسف صاحبة الدار أثناء العشاء بالباريزيانا، ليلتقى بالصحفى محمد التابعى الذى ضمه إلى مجلة آخر ساعة حين قام بتأسيسها، فعمل مراسلًا متجولًا لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء في الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى إنه سافر إلى كوريا وإلى أفريقيا، ثم اختاره التابعى مندوبا لمجلة "آخر ساعة" في البرلمان ما أتاح له فرصة الاقتراب من أجواء السياسة في مصر، ومن أشهر الحوادث التي قام بنشرها حادث احتراق الطائرة التي كانت تقل الممثلة اليهودية كاميليا ونشره بعنوان عريض (كاميليا نار احترقت فى النار).
ويعلق هيكل على هذه المرحلة ويقول: إن تجربة العمل مع الأستاذ التابعي ممتعة وأشهد أني تعلمت منه الكثير، لقد وجدتنى شديد الإعجاب بأسلوبه السلس، وفى البداية رحت أقلده، وفى الحقيقة كانت تلك مهنيا فترة العثور على توازن معقول بين ثلاث تأثيرات تجاذبتني..عقلانية هارولد إيرل، ورومانسية سكوت واطسون، ثم حلاوة أسلوب محمد التابعي، ولقد بنيت حياتي الصحفية على أساس العمل الإخباري وتحركت من خلال ذلك وعملت مراسلا سياسيا وحربيا وراء المتاعب في كل قارات العالم.
التحق محمد حسنين هيكل بأخبار اليوم عام 1946 بعد عامين من إنشائها على يد مصطفى وعلى أمين فعمل محررا فيها وسكرتيرا لتحرير آخر ساعة في نفس الوقت، ولها استغل فرصة تفشى وباء الكوليرا في مصر واتجه مع المصور محمد يوسف إلى بؤر المرض بالشرقية التي كانت معزولة، وتوالت رسالاته إلى القراء وحقق نجاحا كبيرا، استحق بها الفوز بجائزة فاروق الأول للصحافة العربية، وهو لم يكمل عامه الخامس والعشرين، ثم حصل على نفس الجائزة مرتين عن حرب فلسطين، وعن الحرب الأهلية في اليونان، وفى منتصف عام 1952 عين هيكل رئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة وهو لم يتجاوز التاسعة والعشرين.
اقرأ أيضا:
إيران فوق بركان أول كتاب
أصدر أول كتاب له بعنوان «إيران فوق بركان»، عام 1951 بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهرا كاملا وتوالت بعدها الكتابات والمجلدات.
وفى عام 1957 بدأ محمد حسنين هيكل مشواره مع الأهرام رئيسًا للتحرير بناء على اختيار الرئيس جمال عبد الناصر،فكتب عموده الاسبوعى الشهير" بصراحة " والذى انتظم فى كتابته لمدة 37 عامًا وكانت آخر مقالاته بصراحة " الظلال والبريق" عام 1974.
اقرأ أيضا:
رفض الوزارة أكثر من مرة
وفى فترة توليه الأهرام أنشأ هيكل مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام مثل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ومركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر واستقطب فيها أرفع الكتاب ومنهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهم من الكتاب الآخرين وأثناء تواجده بها رفض الوزارة أكثر من مرة حتى اضطر لقبول الوزارة بشرط احتفاظه بمنصبه في الأهرام.
احترم الأستاذ الصحافة وعاش فيها وبها ورفض أن يتركها إلى ما سواها سواء وزير أو رئيس للوزارة حتى إنه عندما عين وزيرًا للإعلام طلب أن يحتفظ بمنصبه في الأهرام حتى أصبح رمزًا سياسيًّا وكاتبًا صحفيًّا تخرجت على يديه أجيال من الصحفيين.
آخر مقال البريق والظلال
التي كان آخر مقالة فيها فبراير 1974 تحت عنوان (الظلال والبريق)، واختاره الرئيس عبد الناصر مستشارا صحفيا، وكان هيكل صاحب مقولة: رئيس تحرير الأهرام لا ينتقل إلا لرئيس الدولة فقط، أما أى شخص آخر فيجب أن يحضر إلى رئيس تحرير الأهرام.
استبعاد من الأهرام
بعد رحيل عبد الناصر أبعده الرئيس السادات من الأهرام بتعيينه مستشارا للرئيس،
يقول هيكل عن هذه المرحلة: لم أترك مكانى فى الأهرام بأمر من السادات معزولا أو مطرودا وإنما كان القرار بتعيينى مستشارا للرئيس وهو منصب اعتذرت عنه فى نفس يوم صدوره وابلغت السادات ان خيارى الذى لا أريد له بديلا هو أن أظل صحفيا وإذا لم يكن فى مجال فى الصحافة المصرية فإن المجال فسيح فى صحافة العالم العربى والدولى.
اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفى بكتابة مقاله ( أستأذن في الرحيل ) في 23 سبتمبر عام ٢٠٠٣ بعد أن أتم عامه الثمانين لكنه استمر يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدما منبرا جديدا غير الصحف والكتب وهو التليفزيون إلى أن توفى في فبراير ٢٠١٦
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.