رئيس التحرير
عصام كامل

من بينها إسبانيا وبولندا، أسباب تراجع دول أوروبية عن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وخلافات بين كييف ووأرسو

صواريخ، فيتو
صواريخ، فيتو

 مع دخولها في العام الثاني باتت  الحرب الروسية الأوكرانية تشكل عبئا على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، التي قدمت دعما عسكريا ولوجستيا لأوكرانيا بمليارات الدولارات، وذلك في ظل أزمات اقتصادية تعصف بهذه الدول.


تراجع الدعم العسكري الأوروبي إلى أوكرانيا 

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة في دول أوروبا، وذلك بالإضافة إلى المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات التي تقدمها لكييف لمساندتها في حربها ضد روسيا.
ولكن لا حل قريب يلوح في الأفق، الأمر الذي جعل عدد امن الدول تعيد تفكيرها إزاء المساعدات العسكرية التي ترسلها لأوكرانيا، ومن بين هذه الدول بولندا وإسبانيا.


وأرجعت تقارير إعلامية سبب توقف المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا من بعض الدول الأوروبية إلى عدة أسباب، أهمها نقص المخزون الاستراتيجي من الأسلحة التي تمتلكها هذه الدول، وهو ما يتطلب تعويض هذه الكميات مما سيكلفها مليارات الدولارات.
وفي هذا السياق أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، أن بلاده ستتوقف عن تسليح أوكرانيا لتركز على تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة.


خلافات بولندا وأوكرانيا 

ويأتي قرار الحكومة البولندية في وقت يتزامن مع  خلاف بين البلدين بشأن صادرات الحبوب، وتهديد أوكرانيا برفع شكوى ضد وأرسو أمام منظمة التجارة العالمية، بعد أن دعم الأخير كييف بما يقرب من 3 مليارات يورو؛ من بينها معدات عسكرية بقيمة 1.5 مليار يورو.


وأكدت تقارير إعلامية أن بولندا شأنها شأن الكثير من الدول الغربية التي تضررت اقتصاديا من كلفة الحرب الروسية وفاتورتها المرهقة، فضلا عن كونها من الدول التي لها مصالح كبيرة مع روسيا، كما هي مصالحها مع الغرب الأوروبي، فكيف ستدير وأرسو ملف أزمة كييف؟
وخلال الشهر الماضي استدعت بولندا السفير الأوكراني، ردا على إجراء مماثل من قبل كييف بسبب تصريحات مسؤول بولندي بشأن واردات  الحبوب الأوكرانية تسببت بخلاف بين البلدين. وقالت وأرسو  إنها تعطي الأولوية للدفاع عن مصالح المزارعين البولنديين

وحول العلاقة المتذبذبة بين الجانبين والتي تُنذر بشقاق كبير في المعسكر الأوروبي حول دعم الحرب الأوكرانية، يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن بولندا لن تكون الدولة الأخيرة التي قد تنسحب من دعم أوكرانيا في حريها ضد روسيا، لا سيما أن وارسو ربطت بين توقفها عن دعم أوكرانيا إذا كان الرأي العام ضد هذه المساعدات.

 


وأكدت التقارير الإعلامية، أن بولندا التي ستشهد انتخابات في أكتوبر المقبل قد انتبهت إلى فاتورة الدعم المرهقة على اقتصادها ومن بينها استقبال واردات الحبوب خاصة أن الحكومة اليمينية الحالية تعتمد على دعم قوي في المناطق الزراعية.
ولكنها في الوقت ذاته تمسك "العصا من المنتصف" في علاقاتها مع أمريكا  وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا سيما أنها بررت توقفها عن دعم كييف بالسلاح بمسألة تقلص الدعم الشعبي للمساعدات المقدمة لأوكرانيا.

وأشارت التقارير إلى عدد من النقاط التي اضطرت بولندا إلى اتخاذ قرارها بوقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا:
1-يقين العديد من العواصم الممولة لأوكرانيا بعدم جدوى الهجوم المضاد رغم مرور 3 أشهر من القتال دون نتائج ملموسة.
2-فاتورة الدعم باتت مرهقة ومكلفة لاقتصادات الدول الغربية ومن بينها بولندا.
3-قرب حلول الشتاء واشتعال أزمة الطاقة مجددًا في القارة العجوز.

دبابات، فيتو 

4-فرض العقوبات الغربية على سلاسل التجارة والإمداد الروسية أضر بالعديد من الدول المجاورة لروسيا على المدى البعيد.
ونوهت التقارير إلى ان  تصريحات أمريكا  بشأن عدم وضوح الرؤية عن قرب نهاية الهجوم المضاد رغم فشل أوكرانيا في استعادة الأراضي يبقي الداعمين في موقف حرج ولا يتيح لهم المقدرة على استمرارية الدعم بالسلاح والمال.
إعلان بولندا الأخير حول وقف الدعم المقدم لكييف، سبقه تظاهرات حاشدة في التشيك، ضد حكومة يمين الوسط التي اتهموها بالاهتمام بدعم كييف أكثر من مواطنيها.

وفي السياق ذاته قال الدكتور واتلينج كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا، إن بولندا منذ بداية الحرب وهي تجمعها مع كييف علاقات غير مستقرة، بخلاف أن معظم وعود الدعم بالسلاح لم تنفذ بالشكل الذي أعلن عنه، كما اتُخذ خطوات مضادة لأوكرانيا تمثلت في عدة محطات أبرزها:
حظر استيراد الحبوب والألبان وعدد من المنتجات من أوكرانيا تحت ذريعة حماية إنتاجها المحلي.
التخلي عن اتجاه الاستضافة بالمجان فيما يخص اللاجئين من أوكرانيا ودفع تكلفة السكن.
 

وضع شروط في بعض الأحيان مقابل الدعم منها تقليل عدد اللاجئين.
وعلى الجانب الأخر استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية، في وقت تواصل فيه كييف شن هجومها المضاد.
ويبقى الدعم الأمريكي هو العمود الفقري لأوكرانيا، خاصة مع استعداد كييف لاستلام أحدث دبابات في العالم من طراز أبرامز.
وفي هذا السياق قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أولى دبابات "أبرامز ام1" الأمريكية ستصل أوكرانيا في "الأسبوع المقبل" لتعزيز قدرات كييف في التصدي للقوات الروسية في هجوم مضاد يسير بوتيرة بطيئة.

وأضاف بايدن في البيت الأبيض وبجانبه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "في الأسبوع المقبل تصل أولى دبابات أبرامز الأمريكية إلى أوكرانيا".

وتابع  بايدن إنه "وافق على الشريحة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا" والتي قدَّرها البنتاغون بـ325 مليون دولار.

وتشمل شريحة المساعدات صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية.

لكن الحزمة لا تشمل صواريخ "أتاكمس" الأمريكية البعيدة المدى التي طالبت بها كييف مرارًا.

وتشمل الحزمة طلقات مدفعية عيار 155 ملم تحوي ذخائر عنقودية كانت واشنطن قد وافقت للمرة الأولى على تزويد أوكرانيا بها في يوليو، رغم مخاوف من مخاطر تتهدد المدنيين على المدى الطويل جراء القنابل غير المنفجرة.


وأكدت الولايات المتحدة أنها تلقّت ضمانات من كييف بأنها ستخفّض إلى أقصى حد المخاطر التي تشكّلها هذه الأسلحة على المدنيين، بما في ذلك عدم استخدامها في مناطق مأهولة.

وكانت واشنطن تعهدت تسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام في إطار تعهّد بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار. وستكون الدبابات مزوّدة طلقات من اليورانيوم المنضّب خارقة للدروع عيار 120 ملم.

وهذه الذخيرة مثيرة للجدل لوجود رابط بينها وبين مشكلات صحية على غرار السرطان والاضطرابات الخلقية في مناطق استخدمت فيها في نزاعات سابقة، علما بأنه لم يثبت بشكل حاسم أنها السبب فيها.

وشكل قرار تزويد أوكرانيا دبابات أبرامز تحوّلا في الموقف الأمريكي، إذ كان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أشاروا مرارًا إلى أنها سلاح معقّد لا يناسب القوات الأوكرانية.


وفي وقت سابق من الخميس، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بقدرات "كبيرة" للدفاع الجوي، لكن بدون تزويدها في المرحلة الراهنة صواريخ "أتاكمس" البعيدة المدى التي تطالب بها.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان في مؤتمر صحفي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "قرر أنه لن يزود (كييف) بصواريخ أتاكمس، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال مستقبلًا".

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية