باحثة بالشأن الإسرائيلي تكشف تفاصيل خطة 2050 لتهويد القدس
القدس ، قالت الباحثة ولاء عبد المرضي، المتخصصة بالشأن الإسرائيلي إن ما يحدث بالأراضى الفلسطينية المحتلة وتحديدا بالقدس وما يتعرض له من اقتحامات من جانب المستوطنين اليهود يأتي وفقا للمخطط الإسرائيلي فمنذ إعلان قيام الكيان الصهيوني الإسرائيلي عام 1948 وقد بدأ السياسيون والعسكريون يضعون العديد من المخططات والرؤى المستقبلية التي سيسعون لجعلها واقعًا على الأرض الفلسطينية، والتي استطاعوا أن يحققوا الكثير منها ونحن الآن في عام 2023 أي بعد مضي ما يقرب من خمسة وسبعين عامًا، ومن ضمن هذه المخططات ما يخص مدينة القدس. وقد وضعوا نصب أعينهم مقولة هرتزل زعيم الصهيونية وهو يقول " إذا حصلنا يومًا على القدس، وكنت لا أزال حيًّا وقادرًا على القيام بأي شيء؛ فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسًا فيها لدى اليهود، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون".
القدس هدف المخطط الإسرائيلى
وأكدت فى تصريح لفيتو ومن ثم نجد أن لـ مدينة القدس رؤية خاصة لدى المخططات التي تم وضعها وهي رؤية – قومية دينية – كما يدعون، ووفق تصور أنها – عاصمة أبدية لإسرائيل – وقد بدأوا بالفعل العمل على تغيير وضعها القانوني والسياسي والديمجرافي منذ الاستيلاء على الجزء الغربي منها عام 1948، ثم الاستيلاء على الجزء الشرقي عام 1967 ومن وقتها وتم انشاء العديد من المراكز البحثية المتخصصة في شؤون القدس، فضلًا عن كتاب إحصائي سنوي عنها؛ يهدف لتزويد صناع القرار بصورة الواقع والمخططات المختلفة التي يمكن من خلالها تغيير هذا الواقع.
المخطط الديمجرافي
وتابعت هناك العديد من المخططات الإسرائيلية ذات الجوانب المختلفة على مدينة القدس، نجد أنه من أبرز وأخطر هذه المخططات هو المخطط " الديمجرافي" وهو يتعلق بالنمو السكاني في المنطقة وتباين ومقارنة النمو السكاني ومعدل الخصوبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك فكرة هجرة الفلسطينيين والوجه الآخر لها استيطان اليهود. والجدير بالذكر أنه يزج بالبُعد الديني، ووضع الكثير من الرؤى التي تنهل من التأويلات التوراتية وذلك في المخططات الخاصة بالقدس وبعض المناطق المحتلة.
ومع تنامي التيار الصهيوني الديني الآن في حكومة نتنياهو الحالية وتولي ابن جفير وبتسلئيل سموتريتش المعروفان بعدوانيتهما للفلسطينيين، أصبح الأمر أكثر خطورة على الفلسطينيين.
مركزية القدس
وواصلت حديثها قائلة جاءت مركزية القدس في الفكر الفلسطيني العربي على إنها المدينة التاريخية والدينية العظيمة لكل الأديان وهي أيضًا العاصمة الفلسطينية، بينما في الفكر الديني اليهودي على إنها ليست عاصمة داود وسليمان السياسية فحسب وإنما هي العاصمة التي لا يمكن للإله أن يستقر أو يُعْبَدَ إلا فيها “الرّب اختار صهيون واشتهاها مسكنًا له”. ويطلق على القدس اسم “صهيون” في العهد القديم؛ حيث تضم جبل صهيون وقبر داود وحائط المبكى.
المخططات الصهيونية على مدينة القدس
أبرز الرؤى والمخططات "خطة القدس 5800" أو " رؤية القدس 2010 – 2050" وهذه الخطة تعمل على تعزيز وضع القدس بوصفها عاصمة لإسرائيل والشعب اليهودي. وكانت على النحو التالي؛
(1) الوضع الديمجرافي:
لجأت إسرائيل منذ اليوم الأول لاحتلالها القدس الشرقية إلى وضع سياسة سكانية مجحفة بحق الفلسطينيين؛ اعتمدت على مواقف الحكومات الإسرائيلية من التواجد الفلسطيني ومحاولة تحجيم وتقليص عدد الفلسطينيين في القدس بما لا يزيد على 24% من النسبة العامة لسكان القدس بشطريها.
وهناك تقرير تم تقديمه من قِبل لجنة "كبرسكي" لوزارة الداخلية الإسرائيلية يقول أن نسبة اليهود في القدس ستصل إلى 77% من الحجم العام للسكان في عام 2020، وذلك بالعمل على زيادة عدد المستوطنين اليهود داخل حدود البلدية جنبا إلى جنب مع زيادة الاستيطان في المستوطنات المحيطة بالمدينة التي تقع خارج حدودها الحالية.
(2) تجميد البناء:
وضع العديد من الضغوطات على إجراءات البناء للفلسطينيين؛ مثل التقليص من عدد التصاريح المستخرجة للفلسطينيين الذي يسمح لهم بالبناء، وعدم السماح بإرتفاع عدد الطوابق في المبني الواحد، مما يجد الفلسطيني معاناة كبيرة في السكن في القدس وبالتالي يسعى للخروج منها والسكن في أي مدينة أخرى غيرها.
(3)هدم المنازل:
وهذا نهج مختلف اتبعته الحكومات الاسرائيلية وهو عبارة عن هدم المنازل بعدة حجج مثل البناء بدون تراخيص، البناء على مناطق مصنفة أنها مناطق خضراء، مما ساهم في ارتفاع أسعار الأراضي في القدس ومن ثم ارتفاع تكاليف البناء وارتفاع الايجارات.
(4)سحب الهوية:
بدأت إسرائيل بعمل خطة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين من القدس الشرقية وذلك بتطبيق سياسات وإجراءات تعسفية؛ اتبعت أسلوب الترحيل السري للمواطنين الفلسطينيين المقدسيين، الإبقاء على الجوازات الأردنية التي حملها بعض الفلسطينيين، بالمقابل تم منحهم الهوية الإسرائيلية وكأنهم مواطنين أردنيين يعيشون داخل إسرائيل، تعديل قانون الدخول لإسرائيل بأن يتم إلغاء الإقامة للفلسطيني الذي مكث خارج بلده أكثر من سبع سنوات، أو الذي حصل على جنسية أخرى، سحب بطاقات الهوية من الفلسطينيات المقدسيات المتزوجات من أردنيين.
(5)الاستيطان:
كان لاستراتيجية الاستيطان دورٌ مهمٌ في كل الخطط الإسرائيلية التي يتم وضعها تجاه مدينة القدس، وكانت فكرة العمل على بناء العديد من المستوطنات؛ لمحاضرة التواجد الفلسطيني ومحاولة خنقه والزج به لخارج المدينة، وقد اهتمت الخطط الاستيطانية على بناء مستوطنات فوق القبب والتلال والمرتفعات بحيث تشكل سلسلة متواصلة تحيط بالمدينة مع التركيز على مركز المدينة ذاته ويربطها ببعضها البعض شبكة من الطرق الرئيسية تأخذ "شكل أذرع خيطية"،
(6) الضرائب:
استكمالًا للإجراءات الإسرائيلية التي تفرضها على الفلسطينيين المقدسيين من أجل تهجيرهم، عملت السلطات الإسرائيلية على فرض ضرائب غير مبررة على الرغم أن هذا غير قانوني؛ وذلك طبقًا للقوانين الدولية واتفاقية جنيف باعتبار القدس أرض محتلة، مثل ضريبة " الأرنونا" وهي ضريبة الأملاك مفروضة بموجب قانون البلديات على أصحاب الممتلكات.
(7) تحول مدينة القدس:
تشمل الخطة على رؤية جدية لتحول مدينة القدس إلى مدينة سياحية تكنولوجية بأغلبية يهودية، وتقليص عدد الفلسطينيين. والاهتمام الاسرائيلي بتحويلها لمدينة سياحية ليس لأسباب اقتصادية، بل لأهداف سياسية استعمارية؛ لإبراز المواقع اليهودية وتعزيز الرواية اليهودية والوجود اليهودي.
ختامًا: كل المخططات التي تستهدف مدينة القدس الفلسطينية العربية، ما هي إلا محاولات للسيطرة عليها، وتهويدها. وهذه الخطة تحديدًا هي مشروع استكمالي للمخططات التي سبق ووضعتها إسرائيل مثل خطة 2020، وخطة ميروم ومن ثم تقديم رؤية شاملة لمدينة القدس الكبرى. ولعل أبرز ما يميز هذه الخطة تحديدًا أنها مبادرة من القطاع الخاص وليس من بلدية القدس أو الحكومة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.