رئيس التحرير
عصام كامل

مقال نادر بتوقيع تحية كاريوكا تكشف فيه "تعب السنين"

تحية كاريوكا،فيتو
تحية كاريوكا،فيتو

تحية كاريوكا، قصة طويلة عاشتها تحية كاريوكا ـ رحلت في مثل هذا اليوم عام 1999ـ يمثل العذاب والمأساة الجزء الأكبر منها، وهى راقصة لا تخفي شيئا عن أسرار حياتها لأنها تمتلك جرأة السرد وكيف أنها رقصت من أجل لقمة العيش ودور نجيب الريحانى فى حياتها.


ففي مجلة الكواكب عام 1959 كتبت تحية كاريوكا تحت عنوان " تعب السنين "تحكى معاناة حياتها منذ البداية فتقول:كان لنا جارة راقصة في الإسماعيلية اسمها سعاد محسن وكانت تعجب بى عندما تشاهدنى أرقص وأنا طفلة وتقول لى إن لك مستقبلا عظيما في الرقص.

مقال تحية كاريوكا، فيتو

ثلاثة جنيه كانت البداية 


وتستطرد تحية كاريوكا:أخذت من جارتنا عنوانها في مصر وطرت إليها عندما حضرت إلى القاهرة هاربة من إخوتى، فأكرمت وفادتى وقدمتنى إلى بديعة مصابنى التي فحصتنى بعين خبيرة واختارت لى أن أقيم عندها وكانت تعطينى ثلاثة جنيهات كل شهر.

تحية كاريوكا على المسرح 


وحدث أن سافرت بديعة مرة إلى الخارج وكان يجب ان أبحث عن سكن أنا وبعض زميلاتى، فاستأجرنا مسكنا عند سيدة يهودية على سطوح إحدى عمارات عماد الدين أجرة الحجرة فيه جنيه واحد وكنت ابعث لأمى جنيها ونصف الجنيه ويجب أن أعيش بخمسين قرشا وقلت لزميلاتى في السكن "إلا حق أم تحية كاريوكا".  

معاناة فى المعيشة 


تقول تحية كاريوكا: كان أول قرار اتخذناه هو مقاطعة المواصلات فإن الله خلق لنا أرجلا نمشى عليها وكنا نخرج من البيت الى المسرح والعودة سيرا على الأقدام، أما الطعام فلم يكن يتجاوز السندوتشات وكنا نستيقظ الساعة الثانية حتى نختصر وجبة الإفطار، والغداء متواضع طعمية وفول أو باذنجان حسب قواعد التنويع بين غداء وغداء ونشرب مياه بكثرة لننفخ المعدة. 

حكاية عربة الخيار 

وأضافت تحية كاريوكا: كنا نذهب الى المسرح في التاسعة مساء فنلتهم قبلها ساندوتش، أما بعد العرض في الثانية صباحا فلا نجد ما نقتحم به حانوت حاتى ممن يسهرون الليل، وقد قادتنا الفرصة يوما الى زقاق ينام فيه باعة الخيار بجوار عرباتهم ويغطون الخيار بقطع من الحصير أو القماش فنتسلل نحن إلى عربة الخيار نملأ سلة كبيرة بالخيار ونضع نصف قرش على العربة.

تحية كاريوكا فى شبابها 


وتضيف تحية كاريوكا:عشنا على هذا الحال شهورا حتى عادت بديعة من الخارج فضمتنا إليها من جديد فشبعنا ولم نعد نجوع، هكذا قفزت من ثلاثة جنيهات الى تسعة جنيهات مرة واحدة لتزيد مرتبى إلى تسعة جنيهات، فلما مضى عامان بلغ مرتبى 12 جنيها، ومضت الأعوام وأصبحت اتقاضى عن الفيلم ألفى جنيه.

تحية والريحانى 

لكنى تعودت الإفلاس فكفى مخروم والمال عندى لا قيمة له، أنا الذى أكسبه فكيف أكون أسيرة له، يجئ ويروح فهذا طبع الحياة، نحن نجئ ونروح فهل المال أغلى من الإنسان، ودائما أصل إلى الإفلاس..لكن يد الله تمتد بالغوث دائما، فإننى أؤمن أن العسر لا يدوم  كما أن اليسر ليس قاعدة الحياة.


وتحكى تحية كاريوكا وتقول: كنت مريضة يوما ويجب ان أجرى عملية جراحية وإقامة عدة أسابيع في المستشفى وكنت مدينة بثمن ثياب ولدل للرقص لثلاث من دور الأزياء وفجأة هبطت على ثروة من السماء قدرها ألف جنيه سددت منها كل ديونى وأجريت الجراحة من غير ما أمد يدى لمخلوق، قد تجئ بل ستجئ أزمات أخرى كثيرة أنا أعلم ذلك لكن يفرجها الله، فإن فرجه قريب عند كل الذين يؤمنون أنه موجود، وأنه يرزق طيور السماء فكيف ينسى بنى الإنسان.

ألحان فريد وفوزى 


في كازينو بديعة تعرفت بفريد الأطرش ومحمد فوزى ورقصت على ألحانهما، وجاءت فرصة السينما مع توجو مزراحى في فيلم الدكتور فرحات، أما البطولة المطلقة فجاءت مع فيلم لعبة الست وحضر المخرج ولى الدين سامح ومعه عزيز عثمان إلى الكازينو للاتفاق معى فهربت منهم ليس خوفا من السينما ولكن خوفا من نجيب الريحانى إذ كيف أواجه هذا العملاق وأنا صغيرة عمرى 18 سنة.

مواجهة الريحانى فى السينما 


كنت مرعوبة من مواجهته لكن جاء يوم التصوير وداخل البلاتوه لم استطع النطق وعجز  لسانى عن الكلام أمام الريحانى وانفجرت بالبكاء وتدخل الريحانى واخذنى من يدى خلف البلاتوه وقال لى دا انا كان نفسى اقابلك ونتكلم سوا وكلنا أبطال في رواية لعبة الست لأن الفنان اذا كان أنانيا فلا يمكن أن يصبح فنانا.

الريحانى وتحية فى لعبة الست 

وتختتم تحية كاريوكا مقالها: نجح الفيلم وتذكرت كلام الريحانى لى، وقد قدمت الاستعراض وعمرى 14 سنة وكانت أول بطولة في السينما وعمرى 17 سنة لكن وقوفى أمام الريحانى هو سبب انطلاقتي وشهرتي.
 

الجريدة الرسمية