رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا كان يعمل الرسول قبل وبعد البعثة ؟

سيدنا محمد صلى الله
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيتو

 المولد النبوي الشريف، رعي الغنم كانت أول مهنة عمل لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مهنة رعي الغنم، وبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رعي الأغنام منذ طفولته، فقد كان يرعى غنم أهله وكان أيضًا يرعى الأغنام لأهل مكة ليكتسب رزقه وقوته، ورعْي الأغنام كانت حرفة معظم الأنبياء، فقد رعى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الغنم قبل أن يُبعث نبيًّا للناس.

 

 واكتسب من الرعي صفات تُعينه على النبوة، كالصبر والرحمة والألفة والرعاية والعناية، والتمهل والرفق والعطف والحرص والمسؤولية، وسبب عمله وسعيه لتحصيل الرزق أن لا يكون عبئًا وعالةً على عمِّه أبي طالب الذي آواه بعد يُتمه، وكان حال عمه معسورًا وكان كثير العيال، فأراد أن يكسب ويُعين عمه على الرزق والكسب الطيِّب.

 

 الحكمة من عمل الرسول في رعي الغنم

 وقد اكتسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الصفات من رعْيه للأغنام، وتتجلى الحكمة من ذلك في توليه النبوة فعندما جاء التكليف للرسول -صلى الله عليه وسلم- كان لديه من الأساليب والصفات ما يؤهله لذلك حق التأهل، فالله -عز وجل- علَّمه قواعد ومبادئ الحياة، والعبودية له وحده أثناء حياته العملية برعي الأغنام، فكان -صلى الله عليه وسلم- خير قائد وقدوة لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- تحديدًا وللبشرية جمعاء، ومن أهم هذه الصفات ما يأتي:

 

كسب صفة المسؤولية والإيجابية تحلِّي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالمسؤولية والإيجابية وذلك لأن رعاية الغنم تحتاج إلى العطف والرفق، ويؤدي رعْيها إلى الانخراط بمجتمع متواضع، وهو مجتمع الرعاة الضعفاء، الذين لا يتّصفون بكِبْر من يرفض مثل هذه الأعمال البسيطة، وبالنهاية فهذه المهنة البسيطة فيها إيجابية الكسب من عمل اليد، وهذا أفضل الكسب.

 

ذكرى المولد النبوي الشريف 

 وبعد هذه التنشئة والتجربة يتحصَّل عند الراعي مسؤولية عظيمة؛ فهو مسؤول عن كل رأس بالقطيع، بالعناية بمطعمه ومشربه ومأواه، والحفاظ عليهم من العدو، فبذلك تتحصل الشفقة والألفة عليهم والعناية بأمرهم جميعًا والصبر على رعايتهم، فقد عرفوا طبائعهم وحاجاتهم، وكان رعي الغنم تحديدًا وليس الإبل أو البقر، وذلك لأن الغنم بطبعه كثير الحركة والتَفرق، وأيضًا سريع التجمع، فتشبه أطباعها أطباع البشر.

 كسب صفة الرعاية والعناية الشاملة الحكمة أيضًا من رعي الغنم، أن يكتسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- صفة الرعاية والعناية الشاملة؛ فالأغنام تحتاج لأبسط احتياجات الرعاية، من طعام وماء ونحو ذلك، والعناية بها عند ولادتها وبمولودها، وبتوفير مكان آمن لحمايتها من الذئاب والحيوانات واللصوص.

 

 وكل ذلك لا يقدر عليه إلا صاحب المسؤولية، وذو الأفق الواسع الذي يدرك كل ما عليه ويحسن التصرف، فكثرة الجوانب التي تحتاجها الأغنام، تقود راعيها إلى الاهتمام بإتمام جميع احتياجاتها بأتم وأفضل وجه، وهذا أكسبَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة، حسن العناية والدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-، على أفضل وجه.

 

كسب صفة العدل والمساواة صفة العدل والمساواة بين الرعية أيضًا اكتسبها الرسول -صلى الله عليه وسلم برعيه للأغنام، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يُميِّز بالرعي بين الأغنام بالألوان أو الأنواع، وهذا يُعين في الدعوة والعمل لله -سبحانه وتعالى- فلا يُفرق بين عربي أو أعجمي، ولا يُفرق بين غني أو فقير، ولا يُفرق بين ذليل وعزيز ولا بين هذه القبيلة أو تلك فالخير والدعوة للجميع ليست مقتصرةً على أحد، فهي ليست للأغنياء فقط أو للأعزاء في أقوامهم فقط، أو للأقوياء فقط، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- خير قدوة في العدل والمساواة.

 

 كسب صفة التواضع والبعد عن التكبر صفة التواضع والبعد عن التكبر، اكتسبها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الرعي وذلك لأن رعاية الأغنام فيها من التعب، والمشقة والجهد ما فيه في كل مراحل الرعاية، وهذا كله مُنافي للكبر والتفاخر، والنبي الذي أرسله الله -سبحانه وتعالى- للتعامل مع الناس، بحاجة لصفة التواضع والتودد والتراحم مع الخلق، لأنه يتعامل مع جميع أصناف البشر، من أعلاهم إلى أحقرهم، ومن مَلِكهم إلى عبيدهم، ومن غنيهم إلى فقيرهم، وهذا لا يتحصل من مُتكبر، إذ أن هذه أفضل صفات القدوة، أن يكون من يقوم بأمر المسلمين متواضع.

 

 وبالرعي يختلط الراعي مع الرعاة الآخرين فتتحصل عنده حصيلة، بأساليبهم وأفكارهم وكيفية التعامل معهم، فيسهل عليه دعوتهم، ويكسب صفة الشجاعة والقوة، من رعي الغنم، فالرعي يحتاج إلى حماية ورعاية من الراعي، كذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- حامل الرسالة، عليه أن يكون شجاعًا، ليكون قادرًا على صدِّ من يكيد للإسلام والمسلمين.

 

 التفكر بالكون وبمخلوقات الله -عز وجل التفكر بالكون وبمخلوقات الله -عز وجل-، يكتسبه راعي الغنم إذ إنه دائم الجلوس في الطبيعة، فيتأمل الكون من حوله فيرى الشمس والقمر والنجوم والجبال، ويتفكر بذلك كله وكيف أن الله -عز وجل - خلق كل شيء لسبب وهدف ووظيفة، عليه القيام بها ليتحقق توازن الكون، فهذا كله يدل على الله -سبحانه وتعالى- خالق الإنسان وعقله وفكره، وخالق هذا الوجود البديع.

 

كان أول عمل للنبي -صلى الله عليه وسلم- رعي الأغنام، وقد كان لذلك عظيم الأثر على النبي -صلى الله عليه وسلم- في إكسابه المهارات اللازمة في عمله الدعوي لاحقًا. عمل الرسول في التجارة بعدما بلغ سن الرشد توقف عن رعي الغنم وتوجَّه للتجارة، فعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في التجارة مع عمه أبي طالب، وبدايةً لم يكن عمه موافق على سفره في التجارة، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصرَّ على عمه حتى أقنعه بالسفر للتجارة، حتى أن عمه أصبح لا يخرج للتجارة والسفر إلا والرسول -صلى الله عليه وسلم- معه.

 

 تجارة الرسول بمال السيدة خديجة 

خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- للتجارة بمال السيدة خديجة -رضي الله عنها- في الشام، فالسيدة خديجة -رضي الله عنها- عندما سمعت عن أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- من صدق وأمانة أعجبها ذلك فأرسلت له أن يأتي للتجارة بمالها، وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- ذات جاه ونسب ومال، فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الخروج للتجارة بمالها وخرج مع الغلام ميسرة الذي كان يعمل معها -رضي الله عنها-.

 

وعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم واجتهاده وسعيه في الكسب والرزق الحلال الذي يُرضي الله -عز وجل- هو من أهم صور الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم-، بأن يسعى العبد المسلم لطلب الرزق، مهما كان الرزق، قلَّ أم كثُر؛ وذلك لأن الكسب من عمل وجهد المرء نفسه أفضل الكسب، والله -عز وجل- حثَّ على ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ)

 

 وذكر فضل الكسب الحلال من جهد المرء في السنة النبوية أيضًا فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مع النَّبيينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ) وورد أيضًا في السنة النبوية:(أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئِلَ أيُّ الكسبِ أطيبُ قال: عملُ الرجلِ بيدِه، وكلُّ بيعٍ مبرورٌ)، وقد عمل أيضًا بالتجارة صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم جميعًا-.

 

 الحكمة من عمل الرسول في التجارة والحكمة من عمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتجارة تجلّت في أن يتعرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على البلاد المجاورة وأن يتعرف على الناس واختلافاتهم، وكي يعرف من خلال ذلك الطبائع والصفات والأخلاق التي يمتاز بها كل شعب، فكل ذلك كان قبل بعثته نبيًا للأمة الإسلامية مما له فائدة عليه في الدعوة إلى الله -عز وجل-.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية