جميل راتب في ذكراه الخامسة..بدأ حياته العملية في سوق الخضار وأسرته اعتبرته ميتًا وأجاد في شخصية الشرير وسر علاقته بهدى شعراوي
جميل راتب، فنان فوق العادة، له مذاقه الخاص، تجده يبرع في أداء أدواره على الرغم من تنوعها واختلافها سواء في المسرح والسينما والتليفزيون، لقب بـ جنتل مان السينما والمسرح نظرا لحسن معاملته لمن حوله، ترك بصمته في أي عمل فني شارك فيه، فقد استطاع تقديم أدوار الخير الشر بنفس المستوى والاتقان ورحل فى مثل هذا اليوم 19 سبتمبر عام 2018.
وعلى الرغم من أنه كان من عائلة أرستقراطية فإن جميل راتب لم يكن يشعر أنه قريب من تقاليدها، إلا أنه كان شديد الفخر بأسرته من الناحية السياسية المناضلة، فعمة والدته كانت هدى شعراوي ووالده وأعمامه كانوا من أوائل الطلبة الجامعيين الذين خرجوا في مظاهرة 1919 وكانت هذه الناحية مهمة جدا بالنسبة له.
كومبارس وبائع للخضراوات
ولد الفنان جميل راتب عام 1926، بدأ جميل راتب حياته الفنية أثناء دراسته الجامعية وعندما سافر للدراسة بالخارج بكلية الحقوق الفرنسية لم يكمل بها وغير طريقه ودخل معهد التمثيل ونجح في هذا الطريق، ولما علم والده أنه يدرس التمثيل قاطعه واعتبره ميتا، واضطر أن يعمل أعمالًا كثيرة حتى يستطيع الاعتماد على نفسه، فعمل كومبارس ومترجما وبائعا في سوق الخضراوات وغيرها.
في عام 1952 أصبح جميل راتب ممثلا معروفا في الوسط الفني المسرحي بشكل خاص في باريس، وجاء للقاهرة لتقديم إحدى المسرحيات فاكتشفه سليمان نجيب وشاهده والده وهو يمثل أحد الأدوار في مسرحية سياسية عن الثورة وكم فرح به وعانقه وقام بعزومة كل الفرقة وقتها، وقدم بعد ذلك دورا صغيرا فى مسرحية أوديب ملكا، وسافر بعدها الى فرنسا لدراسة المسرح وشارك خلال تلك الفترة فى بطولة ثلاثة أفلام تونسية من إنتاج فرنسي مصري مشترك.
أنا الشرق أول أدواره
كان أول فيلم قدمه جميل راتب في مصر بعنوان"أنا الشرق" عام 1946 مع الفنانين الكبار حسين رياض وجورج أبيض وشاركته فيه الممثلة العالمية كولد جيدار، وكان هو البطل الرئيسي لكن الفيلم لم يحظ بالنجاح الكبير، وعاد إلى باريس وظل يعمل هناك، وكانت التجربة الثانية التي قربته من العالم العربي هو عندما طلبوه يمثل عطيل في تونس باللغة العربية الفصحى، وكان هذا شيئا صعبًا جدا على جميل راتب وقتها، لكنه اشتغل على نفسه ونجح في تأدية الدور ونجح العمل.
وبدأ الظهور في السينما المصرية منذ ذلك الحين على نحو مكثف، وشارك في بطولة عدد كبير من الأفلام منها:كفاني يا قلب، ولا عزاء للسيدات، حب في الزنزانة، البداية، الكيف، أما آخر أفلامه فهو فيلم " أمس" وهو فيلم مغربى تونسى.
وهو فى الخمسين من عمره اتجه جميل راتب إلى أدوار الشر فى السينما فقدمه صلاح أبو سيف فاسدا فى فيلم الكداب، كما قدمه كذلك كمال الشيخ فى فيلم على من نطلق الرصاص، وعميلا فى الصعود إلى الهاوية، وقدمه شريف عرفة فى فيلم طيور الظلام ــ الدرجة الثالثة وقدمه على عبد الخالق فى الكيف.
اختياره لفيلم الكرنك
في عام 1974 عاد جميل راتب لمصر من باريس بناءً على طلب من صلاح جاهين الذي كان صديقه وطلب منه أن يأتي ليعطي له دور خالد صفوان في فيلم الكرنك، وبالفعل عاد للقاهرة وعلى الرغم من الموافقة على أجره وعلى بروفات اللبس إلا أن الإنتاج اختار الفنان كمال الشناوي بسبب اللكنة الفرنسية لدى جميل راتب، لكن بعدها بيومين عرض عليه صلاح أبو سيف فيلم الكداب الذي يعتبر البداية الفنية الحقيقية للفنان جميل راتب الذي برع في أداء دوره فيه وفتح له الأبواب لأعمال سينمائية كثيرة بعد ذلك لتستمر رحلة عطائه الفني التي امتدت 67 فيلما سينمائيا وليصبح أيقونة من أيقونات السينما المصرية.
عرف الفنان جميل راتب عالميا حيث قام بتمثيل ما يقرب من سبعة أفلام أجنبية لاتقانه لغات متعددة منهم فيلم لورانس العرب الذى قدمه عام 1962 إخراج المخرج البريطانى ديفيد لين، وإنتاج سام سبيجل وبطولة بيتر أوتول بدور لورنس وعمر الشريف بدور الشريف على، كما قام الراحل جميل راتب بدور ماجد.
وداعا بونابرت
اختاره المخرج يوسف شاهين للتمثيل في فيلم "وداعا بونابرت" وهو إنتاج مصرى فرنسى مشترك عام 1985، وشارك فى بطولته ممثلين مصريين وفرنسيين، كان أبرزهم جميل راتب، ميشال بكول، محسنة توفيق، باتريس شيرو وتحية كاريوكا وصلاح ذو الفقار.
إخراج ثلاث مسرحيات
كما خاض تجربة الإخراج المسرحي وقدم مسرحيات مثل "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز" والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحى ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم، وبجانب السينما عمل أيضًا في الدراما التليفزيونية، ومن مسلسلاته: يوميات ونيس، الراية البيضا، زيزينيا، وجه القمر، سنبل بعد المليون.
فى آخر أيامه كان جميل راتب يعيش وحيد وكان يقول: “أنا شخص وحيد وقد تعودت على ذلك منذ زمن ولا أبالى بالشائعات التي تعلن خبر وفاتى دائما، ولا أحب أن أكون ثقيلا على أحد لكن يحرص دائما الفنان محمد صبحى على السؤال على وخالد النبوى وليلى علوى وكرم النجار والمخرجة علوية زكى ومنة شلبى فهى كثيرة السؤال عن صحتى”.
تعرف على زوجته الفرنسية مونيكا وأحبها حيث كانت عضوة فى مسرح الشانزليزيه وعاشا حياة هادئة إلا أنها طلبت أن يتم الإنجاب وينسب الأبناء إلى ديانتها فرفض وتم الانفصال بدون أبناء ولم يتزوج ثانية.
شخصيات أثرت فى حياته
وعن الشخصيات التي أثرت فيه كـ جميل راتب قال: ناس ليست مشهورة منهم: سواق أوتوبيس شافني فى الزمالك، وقف الأتوبيس ونزل يسلم عليا، وعاملة نظافة في مطار القاهرة لم تجد ما يعبر عن إعجابها إلا إنها تعزمني على إزازة كوكاكولا، وسواق تاكسي قلتله أنا ما عنديش أولاد فقاللي: إحنا كلنا أولادك، دول تلاتة أثروا فيا أوى ومش قادر أنساهم، وباشكرهم من كل قلبي، ورحل جميل راتب فى عمر الــ92 عاما بعد معاناة مع المرض.
كلمات عن المرض والموت
قال جميل راتب أثناء مرضه الأخير قبل الرحيل:الموت راحة من المشاكل المختلفة مثل المرض والشيخوخة وأنا لا أخاف الموت ولكني أخاف أموت من العذاب، وأشعر أن الموت حياة في عالم آخر، نجتمع فيه مع أحبابنا الذين سبقونا ورحلوا دون فراق مرة أخرى، أنا لا أكره الموت وأتمناه لأنه راحة شديدة من آهات وأوجاع المرض.
رثاء الأصدقاء لفنان جميل
عند رحيل الفنان جميل راتب قالت الفنانة ليلى علوى وكانت من أقرب أصدقائه إليه: كنت الأب ليا في عملين قريبين لقلبي زى ما كنت الأب دايما ورا الكاميرا، شغفك وحبك لشغلك وفنك متغيرش بمرور الزمن،وحشتنا ياجميل.
وقال الفنان محمد صبحي: رحلت عني يا أبا الفضل وتركت ونيس بلا ونيس، أدعو الله لك دائما بالرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته، افتقدك كثيرًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.