باحث يكشف لفيتو أسباب نشأة تحالفات عديدة في إفريقيا
قال الباحث محمد الجزار،المتخصص بالشان الافريقى أنه قد ازدادت عمليات تأسيس التكتلات والتحالفات السياسية والاقتصادية والأمنية في شتي مناطق العالم , ومن ضمنها إفريقيا ، لأن النظام العالمي الذي تقوده المنظمة الأممية المتمثلة في الأمم المتحدة قد ساعد في الترويج لأفكار الإقليمية الجديدة ، من خلال دعمه لتأسيس منظمات دولية قارية ، ومن خلفها منظمات دولية إقليمية بجانب رعايته لتأسيس تحالفات ومنظمات متعددة الأطراف أو حتي ثنائية.
منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست في عام 1963
وأكد فى تصريح لفيتو أن خريطة المنظمات الإقليمية الإفريقية بدأت بمنظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست في عام 1963 وتحولت إلي الاتحاد الأفريقي في عام 2001 وكانت بمثابة المنظمة القارية التي ترعي عمليات التعاون والتكامل بين دول القارة الإفريقية من خلال أجهزة الاتحاد الإفريقي المختلفة والتي تواجه العديد من التحديات يتم العمل علي مواجهتها من خلال عملية إصلاح وهيكلة مؤسسات الاتحاد الإفريقي التي انطلقت منذ سنوات.
وواصل حديثه قائلا: في ذات السياق يوجد في كل إقليم من أقاليم القارة الإفريقية منظمة دولية إقليمية أو شبه إقليمية تشرف علي التعاون بين دول الإقليم حيث نجد في شمال غرب إفريقيا اتحاد المغرب العربي، ويتكون من خمسة دول وفي شرق إفريقيا يوجد المجموعة الاقتصادية لدول شرق إفريقيا ( إياك ) والتي تضم 6 أعضاء ، وبجانبها يوجد أيضا الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) والتي تضم في عضويتها 8 دول ويوجد أيضا في شرق وجنوب إفريقيا مجموعة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (كوميسا) والتي تضم في عضويتها 19 دولة من بينها مصر , وفي وسط أفريقيا يوجد المجموعة الإقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) والتي تضم في عضويتها 11 دولة بالإضافة إلي وجود مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) الواقعة في إقليم الجنوب الإفريقي وتضم في عضويتها 15 دولة , وكذلك يوجد تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) والذي يضم في عضويته 29 دولة ، وبجانب تلك التكتلات الإقليمية يوجد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس ) والتي تضم في عضويتها 15 دولة من دول غرب أفريقيا.
وإذا نظرنا إلي الأهداف التي تم بموجبها تأسيس هذه المنظمات والتحالفات كانت في الأصل متمثلة في تحقيق التعاون والتكامل الاقتصادي بين أعضائها ، لكن الأهداف تنوعت بعد ذلك لتشمل التعاون السياسي والأمني وخاصة مكافحة التطرف والإرهاب , لكن أغلب هذه المنظمات عجزت عن تحقيق التكامل الاقتصادي بصورة كاملة بسبب تبعيتها للخارج ,
ثانيا: تعدد المنظمات والتحالفات في غرب أفريقيا:
تعددت التحالفات والمنظمات في إقليم غرب أفريقيا , وتنوعت أهدافها كذلك , مصحوبة بالتغيرات الدولية والإقليمية , وخاصة التغيرات التي يشهدها النظام العالمي ويمكن أن نلقي نظرة سريعة علي أبرز هذه التحالفات والتكتلات فيما يلي:
1-الإيكواس: تعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا , التي تسمي اختصارا ( Ecowas) باللغة الإنجليزية , بينما تسمي اختصارا CEDEAO)) باللغة الفرنسية , هي المنظمة الإقليمية الأكبر في غرب إفريقيا حيث تأسست عام 1975 وتضم في عضويتها 15 دولة وتهدف إلي تحقيق التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمار بين دول المجموعة ا بجانب العمل علي تعزيز وسائل الدفاع المشترك ومكافحة الإرهاب , كما قامت بإنشاء قوات الدفاع الخاصة بالمجموعة في عام 1990 وتم تسميتها بقوات الإيكوموج , حيث تدخلت بواسطتها في أكثر من دولة في غرب إفريقيا من بينها سيراليون عام 1997 وتمكنت من الإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم الذي استمر في الحكم بدءا من مايو 1997 حتي مارس 1998ونجحت في إعادة الرئيس المنتخب حينها أحمد تيجان كابا للحكم بعد 11 شهرا من الانقلاب عليه ، كما تدخلت أيضا في دولة غامبيا في 2017 لإجبار الرئيس يحيي جامع علي ترك السلطة بعد خسارته في الانتخابات، وهو ما نجحت فيه بالفعل.
2-الإيموا:الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا: وهو بمثابة تكتل شبه إقليمي يجمع في عضويته 8 دول أغلبها فرنكوفونية تقع في غرب أفريقيا , حيث تم تأسيسه في عام 1994 ومقره السنغال والهدف منه تعزيز التعاون بين دول التكتل في الأمور النقدية والاقتصادية وخاصة إنشاء سوق مشتركة , كما أن له دور سياسي وأمني كذلك حيث قام بفرض عقوبات اقتصادية علي أكثر من دولة من الدول التي شهدت انقلابات عسكرية في غرب أفريقيا كمالي.
3-اتحاد نهر مانو: وهو تكتل يضم 4 دول في غرب إفريقيا تم تأسيسه عام 1971 , وتطور لاحقا , ويهدف إلي التعاون الإقتصادي والسياسي بين أعضائه الأربعة , وإن كانت فعاليته ليست كسابقيه.
4-مجموعة دول الساحل الخمس (G5 du Sahel): وهي تحالف مؤسسي يضم خمسة دول من دول الساحل الأفريقي تتمثل في كل من ( موريتانيا , وتشاد , النيجر , ومالي , وبوركينا فاسو ) تم تأسيسه في فبراير 2014 , ويهدف إلي تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والتنموية , وخاصة مكافحة الإرهاب , ويقع مقره في موريتانيا , وينظر إلي المجموعة علي أنها تابعة لفرنسا , نظرا للنفوذ الفرنسي الكبير بداخلها , وهو ما جعل مالي تعلن انسحابها منها في مايو 2022 , حيث أعلنت عن انسحابها من كل أجهزة المجموعة بما فيها القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب التي أطلقتها المجموعة في 2017 , كما اتهمت مالي حينها وجود قوي خارجية تعمل علي عزل مالي إقليميا ودوليا في إشارة منها لفرنسا بعد رفض تولي مالي لرئاسة المجموعة , وعقب انسحاب مالي ووقوع انقلابات في بوركينا فاسو والنيجر ورفعهم رايات معادية لفرنسا فقد أصبحت مجموعة الخمس مهددة بالتفكك والموت عمليا , وقد يتم الإعلان عن حلها نهائيا قريبا.
5-تحالف دول الساحل (AES): وهو تحالف تم الإعلان عن تأسيسه في 16 سبتمبر 2023 بموجب ميثاق ليبتاكو-غورما , يضم كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو , ويسعي لتعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والدفاع المشترك بين الدول الثلاثة , ويتصدى كذلك إلي أية محاولات يمكن أن تقوم بها مجموعة الإيكواس أو فرنسا للتدخل العسكري في النيجر لإسقاط الإنقلاب , وهذا التحالف من المؤكد أنه مدعوم من روسيا التي تسعي لإنهاء النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا لتحل محلها.
تقييم عمل التكتلات والتحالفات الإقليمية الأفريقية
وتابع رغم تعدد التحالفات والتكتلات الإقليمية في أفريقيا بصورة عامة وفي غرب إفريقيا بصورة خاصة فإنها تعاني من العديد من التحديات , رغم تحقيقها كذلك عدة نجاحات حيث إذا قمنا بتقييم دور هذه التحالفات في المجالات المختلفة نجد ما يلي:
سياسيا: نجد أن معظم هذه التحالفات عجزت عن تحقيق الأهداف المتعلقة بتحقيق التداول السلمي للسلطة ودعم الديمقراطية والحكم الرشيد لكونها عجزت عن التصدي لعمليات الانقلاب علي الدساتير التي قام بها العديد من الرؤساء الأفارقة من خلال كسرهم للقيود الدستورية وسعيهم للحصول علي ولايات ثالثة ورابعة وخامسة والسعي للبقاء في السلطة حتي الموت من خلال عمليات الهندسة الانتخابية والديمقراطية المدارة والتي تمول أحيانا من خلال تجارة المخدرات كما حدث في غينيا بيساو كرس مبدأ جديدا ينص علي أنه " إذا عجزت الانتخابات عن تحقيق التداول السلمي للسلطة فلا حرج من اللجوء إلي الانقلابات "
أما من الناحية الأمنية رغم وجود العديد من الأجهزة والمؤسسات الأمنية داخل هياكل تلك التحالفات والتكتلات غير أنها عجزت عن تحقيق الأمن في دول القارة بل تصاعدت موجات الإرهاب والعنف والجريمة , مما جعلها لا تحظي بالمصداقية في نظر الشعوب الأفريقية.
اما اقتصاديا: عجزت أغلب هذه التكتلات عن تحقيق التكامل الإقتصادي بمراحله الشاملة حيث لا تزال العديد من شعوب القارة تعيش تحت خط الفقر , وتعتمد علي المنح والمعونات الخارجية لتمويل احتياجاتها. كما أن شتي هذه المنظمات عجزت أيضا عن تحقيق مشروعات التكامل النقدي وإصدار عملة موحدة كما كان مخططا له مثل الإيكواس التي كانت تنوي إصدار عملتها الموحدة تحت اسم إيكو لكن التدخلات الفرنسية حالت دون ذلك لتظل دول المجموعة تعيش تحت العبودية النقدية لفرنسا.
تحدي التبعية للخارج والفساد داخل التكتلات الأفريقية
واضاف تعد التبعية للخارج والفساد هما أهم أسباب ضعف التكتلات الأفريقية , فنجد مثلا أن معظم تلك التكتلات تعتمد في جزء كبير من تمويلها علي الخارج , وهو ما يجعل القوي الدولية تتحكم في القرارات الصادرة منها بل نجد أن فرنسا مثلا تقوم بتعيين مستشارين فرنسيين في بنوك دول غرب إفريقيا وتتحكم في اختيار رؤساء التكتلات والموظفين داخلها بحيث ينقلون لها ما يدور داخلها وتتحكم في دائرة صنع القرار داخل تلك التحالفات , بجانب أن الأجهزة الإدارية لأغلب تلك التكتلات والتحالفات تعامي من الفساد الذي أصبح ظاهرا ومنتشرا خلال السنوات الماضية , حيث ظلت الصحف الدولية تتحدث عن قضية التحرش بالموظفات النساء العاملين داخل الجهاز الإداري للاتحاد الإفريقي , فضلا عن الاتهامات بالفساد التي وجهت إلي مدير بنك التنمية الإفريقي وتم التعتيم عليها فيما بعد , بجانب عمليات توريث الوظائف داخل تلك التكتلات حيث أصبحت بمثابة أماكن يتم فيها توظيف أبناء القيادات الإفريقية للاستفادة من الثروة والسلطة والتباهي الاجتماعي دون وجود خبرات تؤهلهم لتولي تلك الوظائف داخل هذه التكتلات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.