مخاوف من زحف الفيروسات والأمراض على سكان الأرض.. التغيرات المناخية تهدد بذوبان نهر اداميلوا الجليدي العملاق.. وعلماء يطالبون بتقييم دقيق قبل الكارثة
الاحتباس الحراري، ظاهرة باتت تهدد حياة كوكب الأرض والتي أعقبتها ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو، وهو الأمر الذي أدى إلى ذوبان الأنهار الجليدية.
والأنهار الجليدية هي أجسام ضخمة من الجليد المتحرك ببطء والتي تكونت على مدى مئات أو آلاف السنين، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تذوب تلك الأنهار بمعدل مقلق - ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر.
ذوبان نهر أداميلو الجليدي في إيطاليا
ويشهد نهر أداميلو الجليدي، وهو أكبر نهر من نوعه في جبال الألب الإيطالية، تدميرًا بطيئًا ناجمًا عن الاحترار المناخي، فيما يتوقع الخبراء زواله بعد أقل من قرن، حيث قال رئيس اللجنة المعنية بالأنهار الجليدية في "ترايدنتاين ألبينيستس سوسايتي" كريستيان فيراري إن النهر الجليدي خسر نحو 2,7 كيلومترًا من نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم".
وأضاف بحسب شبكة فرانس " برس " الفرنسية انه "في السنوات الخمس الأخيرة، بلغ متوسط المساحة التي خسرها النهر 15 مترًا في السنة، لكن النهر خسر في العام الماضي وحده 139 مترًا".
آثار التغيير المناخي علي الانهار الجليدية
ودرجت الجمعية الإيطالية المعنية بالبيئة "ليجامبينتيه" خلال كل صيف من السنوات الأربع الماضية على تنظيم رحلة عبر جبال الألب لاستكشاف الآثار التي يتركها التغير المناخي على الأنهار الجليدية.
وعلى غرار أنهار جليدية أخرى في جبال الألب، يعاني نهر أداميلو انخفاضًا في كميات الثلوج المتساقطة، بلغت نسبته 50 % في العام الماضي.
وبات الغطاء الثلجي أقل سماكةً فيما أصبح الصيف أطول ويشهد موجات حرّ أكثر، مما يمنح النهر وقتًا أقل لكي تتجمد مياهه.
إقرأ ايضا.. التغيرات المناخية، الأنهار الجليدية خطر يهدد العالم "ما القصة؟"
ويشهد النهر الجليدي انشطارًا، مما يؤدي إلى تعريض مساحات إضافية منه للهواء الساخن.
وأظهر النهر آثارًا من تاريخ سلسلة الجبال التي كانت ميدانًا لمعارك ضارية بين المقاتلين الإيطاليين والنمساويين والمجريين خلال الحرب العالمية الأولى.
وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة، إلى ان درجات الحرارة في هذا الجزء من جبال الألب ستشهد ارتفاعًا يراوح بين درجة وثلاث درجات مئوية في 2050، وبين ثلاث وست درجات بحلول نهاية هذا القرن، وفي ظل هذه الوتيرة، قد يختفي نهر "أداميلو" الجليدي قبل نهاية هذا القرن.
إطلاق كميات هائلة من البكتيريا
كما حذر علماء من احتمال إطلاق كميات هائلة من البكتيريا مع ذوبان الأنهار الجليدية في العالم، بسبب تغير المناخ.
ومن بين آلاف الميكروبات التي يمكن أن تتسرب إلى الأنهار والبحيرات مُسببات الأمراض، التي يحتمل أن تكون ضارة.
وقال باحثون في جامعة أبيريستويث البريطانية إن دراستهم سلطت الضوء على الحاجة إلى التحرك بسرعة، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وشملت الدراسة بحسب تقرير نشرته " هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " المياه الذائبة من ثمانية أنهار جليدية عبر أوروبا، وأمريكا الشمالية وموقعين في جرينلاند.
إطلاق أكثر من 100 ألف طن من الميكروبات
ويقدر الفريق في جامعة أبيريستويث أن الموقف يمكن أن يؤدي إلى إطلاق أكثر من 100 ألف طن من الميكروبات، مثل البكتيريا، في البيئة على مدار الثمانين عامًا القادمة - وهو رقم يمكن مقارنته بجميع الخلايا في كل جسم بشري على وجه الأرض.
وقال عالم الأحياء الدقيقة الدكتور، أروين إدواردز، إن الدراسة أظهرت بوضوح لأول مرة النطاق الواسع للكائنات الدقيقة، التي تعيش على السطح أو محبوسة داخل الأنهار الجليدية على الأرض.
وأضاف بحسب تقرير " بي بي سي " أن "عدد الميكروبات المنبعثة يعتمد بشكل وثيق على مدى سرعة ذوبان الأنهار الجليدية، وبالتالي على المدى الذي نستمر عبره في رفع حرارة الكوكب".
وتستند حسابات الفريق العلمي إلى سيناريو الاحترار "المعتدل"، كما طورته الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي لجنة دولية من خبراء المناخ.
ارتفاع درجات الحرارة العالمية
وسيؤدي هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بين درجتين وثلاث درجات مئوية في المتوسط بحلول عام 2100.
وأوضح الدكتور إدواردز أنه مع زيادة تدفق الميكروبات إلى الأنهار والبحيرات والمضايق والبحار، قد تكون هناك تأثيرات "كبيرة" على جودة المياه.
ولكن سيتبع ذلك في غضون عقود بإغلاق صنبور الميكروبات، حيث تختفي الأنهار الجليدية تمامًا.
وقال: "يوجد على مستوى العالم 200 ألف من مستجمعات المياه يتم تغذيتها بالمياه الذائبة الجليدية، وبعضها عبارة عن بيئات حساسة للغاية لم تتطور بشكل جيد من حيث الكربون العضوي والمواد المغذية".
وتابع: "في بلدان أخرى، هناك الكثير من النشاط الاقتصادي ومليارات البشر الذين تعتمد سبل عيشهم على المياه، التي تأتي في نهاية المطاف من تلك الأنهار الجليدية".
"نحن نفكر في الأنهار الجليدية كمخزن ضخم للمياه المجمدة، ولكن الدرس الرئيسي من هذا البحث هو أنها أيضًا أنظمة بيئية بحد ذاتها".
وقال إن الآلاف من الكائنات الحية الدقيقة المختلفة تنمو على الأنهار الجليدية، أو مخزنة في داخلها، وبعضها قد يكون ضارًا بالبشر.
الخطر ضئيل للغاية لكنه يتطلب تقييمًا دقيقًا
وقال عالم الجليد الدكتور، تريسترام إيرفين-فين، إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث وإنه "على مدى العقود القادمة، تعني توقعات ذروة مناسيب المياه من الأنهار الجليدية على جبال الأرض أننا بحاجة إلى تحسين فهمنا، لحالة ومصير هذه النظم البيئية".
وأضاف "مع فهم أفضل لتلك الصورة يمكننا أن نتنبأ، بشكل أفضل، بآثار تغير المناخ على الأسطح الجليدية والكيمياء الحيوية في مستجمعات المياه".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.